العراق يطالب بإعادة الحياة للجامعة وينادي بعودة سورية لملء مقعدها
اياد موصللي
انتقد وزير خارجية العراق الدكتور ابراهيم الجعفري بمناسبة انعقاد الدورة 147 لمندوبي الدول العربية في جامعة الدول العربية.. استمرار خلوّ مقعد سورية في الجامعة، وطالب بعودة سورية لملء مقعدها في مجلس الجامعة وان تعيد الجامعة النظر بقرارها..
وأعلن وزير الخارجية العراقي أنّ دولاً عربية عديدة أبدت تأييدها لهذا الطلب وأيدت عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية..
وطالب الجعفري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقرّ الجامعة العربية في القاهرة «بعودة سورية إلى شغل مقعدها في الجامعة العربية»، داعياً في الوقت نفسه إلى مراجعة قرار تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات مجلس الجامعة.
وفي هذا الشأن، قال المتحدّث الرسميّ باسم الوزارة أحمد جمال إنّ «موقفنا المطالب بعودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية مع تأكيدنا على ضرورة مراجعة قرار الجامعة بتعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعاتها وفعالياتها المختلفة، يأتي في سياق قناعة العراق الراسخة بالحلّ السلمي للأزمة السورية والحاجة إلى القضاء على المجاميع الإرهابية التي عبثت بأمن واستقرار الشعب السوري الشقيق»، مضيفاً أنّ «عدداً من الدول العربية أيّدتنا في ذلك وسنعمل لكسب تأييد المزيد من الدول الأعضاء من أجل تحقيقه».
من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن قلقه من غياب الدور العربي في التعامل مع الأزمة في سورية والعراق مقابل تصاعد أدوار اللاعبين الإقليميين.
استوقفني هذا الخبر كثيراً وقرأت فيه الى جانب رغبة الكثير من الدول العربية برؤية سورية تشغل مقعدها الفارغ.. رغبة خفية مخفية لأمنيات أمانة الجامعة ودولها بعودة سورية الى مقعدها الشاغر فأوعزوا سراً لمندوب العراق لكي يطلب هذا الأمر.. لأنّ عودة سورية الى جامعة الدول العربية هي كعودة الروح الى جسد شاحب.. فالجامعة اليوم أشباح بلا أرواح. وعودة سورية اليها عودة للمعنويات والكبرياء..
هذه الجامعة التي فرّقت العرب وسخّرتها الأنظمة الرجعية والنفعية من أجل تحقيق مآرب وغايات واستراتيجيات خدمت العدو قبل الصديق وأهل البيت..
وكانت جامعة العرب صاحبة الكلام الكثير والفعل القليل قد أصدرت قرارها المعدّ مسبقاً رغم جميع الإيجابيات التي أظهرتها دمشق رغم علمها المسبق بالمؤامرة التي تتعرّض لها بتدبير وتنظيم من قطر والسعودية وان تتبع مجريات ووقائع القرار بكشف من مراحله خطوط التآمر على سورية وفق أجندة معدة مسبقاً، ثم جاءت الأحداث وأعمال الإرهابيين التكفيريين من قتل وتدمير لدور العبادة ومحو للآثار التاريخية توضح أبعاد المؤامرة التي شاركت جامعة الدول العربية في تنفيذها.. وصدور قرارها ضدّ سورية هو أحد فصول هذه المؤامرة.. ففي 12 تشرين الثاني أصدرت الجامعة القرار التالي بشأن سورية:
إنّ مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في جلسته المستأنفة للدورة غير العادية بتاريخ 12/11/2011 بمقرّ الأمانة العامة، وبعد اطلاعه على تقييم اللجنة العربية الوزارية لما آلت إليه الأوضاع في سورية، وبعد استماعه إلى تقرير الأمين العام، ومداخلة وفد الجمهورية العربية السورية، ومداولات السادة الوزراء ورؤساء الوفود.
ونظراً لعدم التزام الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والفوري لمبادرة جامعة الدول العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في اجتماعه الذي عقد يوم 2/11/2011 يقرّر:
1 ـ تعليق مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من يوم 16/11/2011 وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهّداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحلّ الأزمة السورية والتي اعتمدها المجلس في اجتماعه بتاريخ 2/11/2011.
2 ـ توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية، وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة وبالتشاور مع أطياف المعارضة السورية لوضع تصور بالإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها في اجتماعه المقرّر يوم 16/11/2011.
3 ـ دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورّط في أعمال العنف والقتل ضدّ المدنيين.
4 ـ توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية.
5 ـ دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق مع اعتبار ذلك قراراً سياديا لكل دولة.
6 ـ دعوة جميع أطراف المعارضة السورية للاجتماع في مقرّ الجامعة العربية خلال ثلاثة أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سورية، على أن ينظر المجلس في نتائج أعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسباً بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية.
7 ـ عقد اجتماع على المستوى الوزاري مع كافة أطراف المعارضة السورية بعد توصلهم إلى الاتفاق كما جاء في سادساً.
8 ـ بقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف.
صدور قرار الجامعة الآنف الذكر كان في الواقع تدميراً ذاتياً، فسورية كانت ولا تزال سيف العروبة وترسها ورايتها من فجر التاريخ الى يومنا هذا.. ولم تكن صوتاً خطابياً في قاعات الاجتماعات بل سوطاً على ظهور عبيد الذلّ..
المؤسف في هذه المرحلة هذا البيان الذي رسم علامة العار على جبين موقعيه لأننا عندما نستعرض موقف هذه الجامعة تجاه «إسرائيل» والدول العربية المتعاملة معها يلفنا الخجل ويحيط بنا العار خاصة عندما نقرأ ما صدر عن الاسرائيليين انفسهم حيث قالوا: «انّ العلاقات تتطوّر مع دول عربية، إسرائيل تقوم بتوطيد علاقاتها الخفية مع دول عربية»، واورد موقع يديعوت احرنوت انّ نائب رئيس الأركان الاسرائيلي التقى في بروكسل رؤساء أركان جيوش عربية على هامش مؤتمر حلف الناتو.
قرار جامعة الدول العربية ضدّ سورية كان حماية لما سمّي بالمعارضة السورية ومطالبها..
اما تصرفات المعارضة وخيانتها للمسألة الفلسطينية وللعروبة بكلّ أطيافها فلم نسمع حرفاً واحداً صدر عن الجامعة العربية وأمانتها ومجلسها استنكاراً واستهجاناً، ولم يصدر ايّ قرار بهذا الشأن. فقد قام وفد من المعارضة السورية مؤلف من عصام زيتون وسيروان كاجو بتلبية دعوة معهد ترومان التابع للجامعة العبرية في فلسطين المحتلة…
جاءت هذه المواقف والتصرفات مناقضة كلياً لقرارات الجامعة وخاصة القرار الذي اتخذ بالإجماع والذي يحمل الرقم ق/314/د12/ج6-13/4/1950 وينص على ما يلي: «يوافق المجلس على قرار اللجنة السياسية الآتي:
تنفيذاً لقرار مجلس الجامعة الصادر بتاريخ أول أبريل/ نيسان 1950 والذي ينص على ما يأتي:
أولاً: لا يجوز لأية دولة من دول الجامعة العربية أن تتفاوض في عقد صلح منفرد أو أن تعقد فعلاً مثل هذا الصلح أو الاتفاق. وإنّ الدولة التي تقدم على ذلك تعتبر على الفور منفصلة من الجامعة العربية طبقاً للمادة 18 من ميثاقها. ويترتب على صدور قرار اللجنة السياسية بثبوت المخالفة اعتبار الدولة المخالفة منفصلة عن جامعة الدول العربية واتخاذ التدابير الآتي بيانها:
1. أ قطع العلاقات السياسية والقنصلية مع الدولة.
ب- إغلاق الحدود المشتركة معها ووقف العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية معها.
ج- منع كل اتصال مالي أو تعامل تجاري مباشرة أو بالوساطة مع رعاياها.
2. تبلغ كلّ دولة الأمانة العامة بجامعة الدول العربية الإجراءات التي اتخذتها في هذا الشأن…
3. تتضافر الدول الأعضاء على تقديم المعونة المتبادلة لتنفيذ التدابير المشار إليها».
إنّ من يطلع على قرارات الجامعة العربية في ذلك الحين ويقارنها بالواقع الحالي في ظلّ المفاوضات والتسويات الثنائية والصلح المنفرد من قبل العديد من الدول العربية يصاب بالدهشة! وكأنّ تلك القرارات هي بالفعل قد اتخذت لتبرهن فقط على حالة التردّي العربي بشكل مستمر.
كما كانت معظم القرارات تشدّد على عدم التنازل او الاتصال بالعدو.. حيث جاء: «قضية فلسطين هي قضية العرب جميعاً ولا يجوز لأيّ طرف عربي التنازل عن هذا الالتزام». «واستناداً إلى ما جاء أعلاه، فإنّ من المبادئ الجوهرية التي لا يجوز الخروج عنها، أو التساهل فيها، عدم جواز انفراد لأيّ طرف من الأطراف العربية بأيّ حلّ للقضية الفلسطينية بوجه خاص، وللصراع العربي الصهيوني بوجه عام.
ولا يقبل أيّ حلّ إلا إذا اقترن بقرار من مؤتمر قمة عربي ينعقد لهذه الغاية».
هذه المواقف المخزية الخيانية التي جاهر بها أصحابها ماذا فعلت جامعة العربان بحقهم.. تعاقب سورية لأنها جابهت المؤامرات المعدة من إسرائيل وتركيا. والسعودية وقطر ومشيخات الخليج..
ولا نسمع أبداً بموقف استنكاري او احتجاجي او عقابي بحقهم.. وننظر الى ما يجري في العراق واليمن وننشد بلاد العرب أوطاني.. تقتل وتدمر بسيف قيس وعدناني..