ندوة عن تسليح الجيش واستراتيجية الحرب على الإرهاب
نظمت حركة التجدّد الديمقراطي ندوة تحت عنوان: «تسليح الجيش اللبناني واستراتيجية الحرب على الإرهاب» في مقرها في سن الفيل، حاضر فيها الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري Inegma رياض قهوجي وأدارها الصحافي أمين قمورية.
حضر الندوة ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد فوزي حماده، ونواب وشخصيات سياسية وعسكرية.
ولفت قمورية إلى أنّ «الجيش اللبناني هو آخر المؤسسات الرسمية التي لا تزال صامدة وتمثل كل الوطن، وهو آخر مظاهر الدولة، وإذا ما ذهب الجيش أو اندثر اندثرت الدولة».
ثم تحدث رياض قهوجي الذي أشار إلى أنّ لبنان «يواجه اليوم أشرس معركة في تاريخه ضدّ الإرهاب وهي تأتي في سياق ظهور غير مسبوق لحركات جهادية متطرفة». وأضاف: «بغضّ النظر عن أسباب صعود هذه القوى المتطرفة ووصولها إلى الحدود اللبنانية، فالتهديد أصبح كبيراً، وعليه، يجب النظر إلى واقع وحاجات الجيش اللبناني للتعامل مع خطر الإرهاب الذي لم يعد تهديده أمنياً وإنما بات استراتيجياً ووجودياً».
وتابع قهوجي: «الجيش اللبناني يواجه اليوم عدواً شرساً مسلحاً في شكل جيد ويمتلك خبرة قتالية في حرب العصابات، ويحاول نقل هذا الواقع إلى لبنان من أجل نشر الفوضى والسيطرة على أجزاء منه وفتح معركة داخل أراضيه، ولذلك فإنّ الحرب على الإرهاب تشكل أولوية تسبق أي شيء آخر وتحتم على الجيش اللبناني وضع سياسة تسلح تتماشى مع حاجات الحرب مع تعزيز قدراته في تنفيذ مهام أساسية أخرى مثل حماية منشآته الاستراتيجية الحالية والمستقبلية النفط وحماية حدوده كافة».
كما تحدث قهوجي عن واقع الجيش اللبناني اليوم وإمكاناته العسكرية وعن حيثيات ووقائع معركة عرسال، لافتاً إلى أنه «وبحسب المصادر العسكرية، فإنّ الهجوم على مواقع الجيش اللبناني كان مدبراً، إذ إنّ كافة مواقع الجيش المتقدمة – شرق وجنوب وشمال عرسال – هوجمت في وقت واحد ومن دون سابق إنذار». وعرض «الأساليب العسكرية التي اعتمدها المسلحون، وما رافق هذه المعركة من تطورات سياسية».
وشرح «حاجات الجيش حيث أظهرت المواجهات الأخيرة ضدّ الإرهابيين أنّ الجيش اللبناني بحاجة إلى تعديل برامج تسلحه لإعطاء أولوية لعتاد وآليات وأنظمة دفاعية تواكب مقتضيات الحروب».
واعتبر قهوجي أنّ «تنويع مصادر السلاح قد يزيد من فرص حصول الجيش على ما يريده دون التعرض لاحتكار جهة واحدة»، لافتاً إلى ضرورة «زيادة عديد الجيش اللبناني وهيكليته والتركيز على تطويع عناصر إضافية في القوات الخاصة لتشكل ما لا يقل عن ربع عدد عناصر الجيش اللبناني وإعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية، وذلك لكثرة الحاجة ضمن مهمات حماية السلم الأهلي ومكافحة الإرهاب».
وتقدم قهوجي بالتوصيات التالية: «على الجيش اللبناني التحكم في مكان وزمان المواجهات مع الإرهابيين وأن تترافق العمليات العسكرية مع حملة إعلامية مضادة. وعلى القيادات السياسية منح غطاء قوي للجيش وعملياته، وعلى الجيش عدم الانجرار إلى حرب استنزاف والوقوع في فخ التنظيمات الإرهابية. ويجب حصر المواجهة مع التنظيمات الإرهابية وتجنب إدخال الجيش في مواجهة شاملة مع الجيش السوري الحر لتجنب تداعيات ذلك على الشارع السني في لبنان وخطر انزلاق الجيش اللبناني إلى الرمال المتحركة السورية. ويجب على الحكومة اللبنانية أن تتعاون مع التحالف الدولي بايجابية، لأنّ ذلك سيساهم في ضرب الإرهابيين على حدود لبنان وسيسهل حصول الجيش على الدعم العسكري من أعضاء التحالف، كما سيعزز التعاون الاستخباراتي معها»، مشدّداً على ضرورة «إعطاء حصة جيدة للجيش من موازنة الدولة».