«اللقاء الوطني»: خياران يضعان لبنان على المسار الصحيح النسبيّة الكاملة والدائرة الواحدة أو إلغاء الطائفيّة السياسيّة

توقّف اللقاء الوطني في اجتماعه الدوري في دارة رئيسه النائب السابق عبد الرحيم مراد، أمام عدم اتفاق القوى السياسية على قانون جديد للانتخابات النيابيّة مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، ورغبة جميع اللبنانيين بعدم إجراء الانتخابات على قانون الستين، وما رافق ذلك من تصريحات، معتبراً في بيان تلاه الدكتور ليد بركات، أنّ هذا «الأمر الذي وضع البلاد أمام منعطف خطير، وإضاعة الفرص من أجل التغيير في بُنية النظام السياسي الموروث من عهد الانتداب الذي ما زال يحكم عقول العديد من القوى السياسية التي شكّلت حارساً لهذه الصيغة في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن إلى صيغ وطنية».

ورأى أنّنا «أمام خيارين، إقرار قانون انتخابي في ما تبقّى من عهد المجلس الحالي يعتمد على قاعدة النسبيّة الكاملة في إطار لبنان دائرة انتخابية واحدة، وهو القانون القادر على تحقيق صحّة وعدالة التمثيل، والخيار الآخر تطبيق ما جاء في اتفاق الطائف لتشكيل الهيئة الوطنيّة لإلغاء الطائفية السياسية، وهذان الخياران يضعان لبنان على المسار الصحيح لإعادة بناء الوطن بإرادة وطنيّة بعيداً عن أيّ إرادة خارجية».

وجدّد اللقاء تأكيده «رفضه القاطع لفرض ضرائب جديدة يقع عبئها على محدودي الدّخل لتغطية سلسلة الرتب والرواتب»، داعياً إلى «اعتماد سياسة تقوم على العدالة ومحاربة الفساد ووقف الهدر وترشيد الإنفاق واستعادة الأملاك البحرية ومكافحة التهرّب الضريبي وتطهير الإدارة من الرشوة وإصلاحها ومكننتها، وتعزيز هيئات الرقابة الإداريّة والقضائية ومنع التدخّل في شؤونها، وفرض الضرائب على المداخيل العالية ورؤوس الأموال وأرباح المصارف والصفقات العقارية وفق ضريبة تصاعديّة، والإسراع باستخراج الثروة الغازية والنفطية بشفافية ومن دون محاصصات تبدّد هذه الثروة لتخفيف الدين العام وفوائده المرتفعة» .

وشجب اللقاء «الأحداث التي تجري من وقت لآخر في مخيم عين الحلوة، وما رافق الأحداث الأخيرة من مواقف وأجواء لم تكن في مصلحة العلاقات الأخويّة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني»، معتبراً أنّ «من الخطأ النظر إلى القضية الفلسطينية من الزاوية الأمنيّة، ممّا يحمل الكثير من التحامل وعدم الإدراك لطبيعة الصراع القائم في المنطقة».

وإذ دعا «إلى ضرورة ضبط أمن المخيّمات بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني والقوى الفلسطينية الوطنية للحؤول دون تحويل المخيم إلى ملاذ للخارجين عن القانون، واعتماد رؤية رسمية للتعاطي مع المسألة الفلسطينية من زاوية وطنية وإنسانية، وإعطاء الحقوق المدنيّة للشعب الفلسطيني على أرض لبنان حتى لا يتحوّل واقع الحرمان إلى مناخ لاستقطابات أمنيّة».

وحيّا اللقاء «روح الشهيد البطل باسل الأعرج، الذي خاض مواجهات عنيفة ضدّ قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، وروى تراب فلسطين بدمائه الزكية موجّهاً رسالة مباشرة بأنّ الشعب الفلسطيني مشبع بالانتماء الوطني ومتطلّع إلى الحرية رافضاً لكلّ أشكال الصلح مع العدو».

وثمّن مقرّرات مؤتمر الأزهر الذي عُقد بعنوان «الحرية والمواطنة.. التنوّع والتكامل» ورأى أنّه «شكّل علامة مضيئة على طريق الوحدة في الوقت الذي تمرّ به الأمّة بأصعب هجمة صهيونية استعماريّة بهدف تمزيق وحدتنا العربية». ودعا إلى تطبيق مقرّرات المؤتمر «لما يحمله من تكريس صحيح لمفهوم المواطنة والإنسانية، ومفهوم الدين الحقيقي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى