درويش: الربيع العربي لم يقدم إلا التعصّب وعدم الاستقرار

طالب رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش الدول الكبرى بـ»دعم الجهود لإحلال السلام والمحبة في العالم»، معتبراً «أنّ الربيع العربي لم يقدم إلا عدم الاستقرار وموجات من التعصب والركود الاقتصادي».

كلام درويش جاء في كلمة ألقاها في المؤتمر «العالمي للسلام ووحدة الأديان» الذي أقيم في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، بدعوة من «جمعية الثقافة السماوية لاستعادة النور والسلام العالمي HWPL »، في حضور رؤساء دول وحكومات ورؤساء طوائف من مختلف أنحاء العالم.

وحضّ درويش «باسم مسيحيّي الشرق» المؤتمرين على «مطالبة الدول الكبرى بوقف دعم الجهات المتحاربة بالسلاح والمال، ودعم الجهود لإحلال السلام والمحبة في العالم»، مطالباً «رؤساء الطوائف المشاركين من مسيحيين ومسلمين وبوذيين وسيخ وغيرهم بتوقيع وثيقة خطية لنبذ العنف باسم الدين والعمل على إحلال السلام واحترام الطوائف لبعضها بعضاً». وقال: «جئتكم اليوم من لبنان، لبنان الجريح، جئتكم اليوم من تلك المنطقة المجروحة حيث الصراعات قائمة بين الدول والأديان والطوائف، والجماعات العرقية، تلك المنطقة حيث يذبح الناس فيها علناً على وسائل الإعلام، والمرأة تباع وتغتصب والكنائس والمساجد تدمّر». وأشار إلى أنّ «الربيع العربي لم يقدم شيئاً من الأمن والاستقرار والسلام والديمقراطية، بل على العكس، تواجه الدول العربية اليوم عدم اليقين وعدم الاستقرار، وموجات من التعصب والركود الاقتصادي».

وأضاف درويش: «إنّ الشرق الأوسط في الوقت الحاضر، يشكل ساحة للمتطرفين الذين يعملون على تشويه صورة جميع البلدان وخلق عقيدة جديدة تقوم على الكراهية والقتل والنموذج الرجعي من الاستبداد».

واقترح درويش «المصادقة على وثيقة يتعهّد فيها الممثلون عن كافة الأديان الذين يحضرون هذا المؤتمر بالعمل من أجل تحقيق السلام والانفتاح والاحترام المتبادل بين الأديان كافة»، مناشداً رؤساء الدول «العمل بجدية لوضع حدّ لسفك الدماء ونزوح الأقليات وخصوصاً المسيحيين في الشرق الأوسط».

كما اقترح «إنشاء لجنة دولية لبثّ روح التسامح والمصالحة، وتطوير مناهج مدرسية سلمية وتعليم التسامح والمصالحة، والتشجيع على إدراج مسألتي السلام والمصالحة كموضوعين أساسيين في المواعظ التي تتلى في الكنائس وكافة دور العبادة، إضافة إلى تنظيم ورش عمل حول ضرورة تفهّم الفوارق الدينية وبثّ برامج مكثفة عن السلام في كافة وسائل الإعلام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى