رئيس الجمهورية: للوصول إلى قانون يؤمّن الاستقرار السياسي
يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيروت قبل ظهر اليوم متوجهاً إلى روما في زيارة رسمية إلى الفاتيكان يستقبله خلالها البابا فرنسيس في أول لقاء لرئيس الجمهورية مع الأب الأقدس. كذلك يلتقي الرئيس عون أمين سر الدولة البابوية الكاردينال بيترو بارولين. ويحضر رئيس الجمهورية خلال وجوده في روما قداساً في كنيسة مار مارون في مقرّ الوكالة البطريركية بمشاركة الرهبانيات المارونية وأبناء الجالية اللبنانية ورجال الإكليروس.
وعشية الزيارة استقبل الرئيس عون عميد السلك الدبلوماسي في لبنان السفير البابوي المونسينيور غبريال كاتشا الذي تمنى للرئيس عون زيارة موفقة إلى الفاتيكان، مؤكداً سعادة الاب الأقدس باستقباله والبحث معه في المواضيع التي يوليها الكرسي الرسولي اهتمامًا دائمًا في ما خصّ لبنان ومسيحيّي الشرق.
وأشار إلى أنّ زيارة عون تتزامن مع حدثين مهمّين في الكرسي الرسولي، الأول بداية السنة الخامسة لولاية البابا فرنسيس التي بدأت الاثنين، أما الحدث الثاني فهو العيد التسعين لولادة البابا السابق بنديكتوس السادس عشر. وأوضح السفير البابوي أنّ البحث مع الرئيس عون تناول المواضيع التي تهمّ لبنان والكرسي الرسولي.
وتابع عون التطورات السياسية وعمل الوزارات، فاستقبل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني واطّلع منه على العمل في وزارة الصحة والإجراءات المتخذة لتحسين تقديمات الوزارة والسياسة الاستشفائية. كذلك تناول البحث الأوضاع العامة في البلاد.
وكشف وزير الصحة أنه لم يتمّ التطرق في لقائه مع الرئيس عون الى موضوع قانون الانتخاب وطرح الوزير جبران باسيل، مؤكداً أنه في شكل عام، ليس لدينا أية ملاحظات أو اعتراضات حول هذا القانون، وقد اطلعنا عليه قبل إطلاقه في الإعلام. بل وعلى العكس، نحن ندعم أيّ قانون من شأنه أن يساهم في إطلاق عجلة الانتخابات النيابية قدماً ويعزّز مفهوم الديمقراطية والتمثيل العادل في لبنان. ونحن نستعجل الجميع لطرح قانون الانتخابات والأفكار المطروحة اليوم في هذا السياق على طاولة مجلس الوزراء في أسرع فرصة ممكنة لتتمّ مناقشتها رسمياً وإحالتها الى مجلس النواب».
وأعرب حاصباني عن دعمه للاقتراحات المطروحة اليوم. وقال: «نحن نراها في خانة القانون المختلط، وتتضمّن إيجابيات من الممكن أن يبنى عليها كي نصل الى قانون انتخاب عادل يمثّل الجميع».
وأكد أن لا تباين بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وورقة التفاهم واضحة والجميع ملتزم بها، وأن روحية هذه الورقة لا زالت موجودة في العلاقة بين الجانبين، لافتاً الى أنه «في بعض الأحيان يحصل بعض النقاشات وتبادل وجهات النظر والأفكار، وهذا أمر إيجابي وصحي في أيّ علاقة كانت»، موضحاً أنه «جرى طرح كثير من التفسيرات والتكهّنات من قبل بعض المحللين والإعلاميين، ولكن كلها تبقى ضمن خانة التفسيرات، فالعلاقة متينة جداً، والتنسيق دائم على الأصعدة كافة، وفي حال وجود أية ملاحظات، نحن نناقشها، ونعمل على تحسينها للمضيّ قدماً، لأنّ هذا التفاهم إيجابي جداً على مستوى الوطن، خصوصاً أنه يعتبر إحدى الدعامات الأساسية للنهوض بهذا العهد الذي ندعمه إلى أقصى الحدود».
واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس إدارة مصرف الإسكان جوزف ساسين الذي أطلعه على عمل المصرف لا سيما القرار الذي اتخذه مجلس الإدارة بخفض معدل فائدة الإقراض من 5 إلى 3 سنوياً «وهو الإنجاز الذي أهداه المصرف إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة انتخابه رئيساً انطلاقاً من اهتمامه الدائم بالقضايا الاجتماعية والانسانية والحياتية للمواطنين».
وقال ساسين إنّ الغاية من خفض الفائدة، تأمين السكن اللائق لأصحاب الدخل المحدود والمتوسط وبهدف تمكين المغتربين من التملك في وطنهم الأمّ وترسيخ روابطهم به. وأشار إلى أنّ تدبير خفض الفائدة ما كان ليتمّ لولا مساعدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، معتبراً أنّ هذا الخفض يهدف إلى تحريك قطاع البناء الذي يشكل القاطرة للعديد من الأنشطة الاقتصادية والصناعية والتجارية والهندسية، إضافة إلى تحريك اليد العاملة الماهرة.
وتوقع ساسين أن يزداد عدد طلبات الحصول على قروض بعد خفض الفائدة بحدود 5 أو 6 أضعاف مما كانت عليه، كاشفاً أنّ مصرف الإسكان أعطى منذ إعادة هيكليته المالية في العام 1997، أكثر من 10 آلاف قرض.
واستقبل الرئيس عون أيضاً المدير العام الجديد لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ونائبه العميد سمير سنّان لمناسبة تعيينهما في منصبيهما الجديدين، وزوّدهما بتوجيهاته متمنياً لهما التوفيق.
ثم استقبل وفد «جبهة العمل الإسلامي»، والقى المنسّق العام فيها الشيخ زهير جعيد كلمة شدّد فيها على أهمية «إعادة جميع اللبنانيين إلى المواطنية الحقّة والسواء»، مؤكداً «ضرورة تحقيق العدل والمساواة بين اللبنانيين، من خلال قانون انتخابي يساوي بين الجميع، حيث تتمثل كلّ الشرائح السياسية في المجلس النيابي الجديد علّنا ننتج مجلساً سياسياً جديداً يكون بارقة أمل للبنانيين بالإصلاح والتغيير، وتحقيق الأمن السياسي والاجتماعي والثقافي والمشاركة الحقيقية».
وأكد رئيس الجمهورية من جهته سعيه الدائم للوصول الى قانون انتخابي جديد يحقق التوازن والعدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين ويؤمّن الاستقرار السياسي من خلال صحة التمثيل.
وتطرّق الى الموضوع المعيشي، لافتاً الى أنّ «لبنان يعاني من عجز مالي في ميزان المدفوعات والموازنة، وسنعمل على معالجته عبر تحقيق الازدهار في موازاة وقف الهدر الذي بدأنا العمل عليه ويتطلب الكثير من الوقت والجهد». وشدد الرئيس عون على أنّ زيادة بعض الضرائب لا يجب أن تمسّ الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
واستقبل رئيس الجامعة الأنطونية الأب جرمانوس جرمانوس ونائب رئيس الجامعة للأبحاث العلمية وعميد كلية الموسيقى نداء أبو مراد اللذين أطلعاه على تنظيم الجامعة يوم الأربعاء 26 نيسان المقبل يوماً دراسياً وطنياً في حرمها المركزي في الحدث – بعبدا تحت عنوان «البحث العلمي في لبنان مبادئه وأخلاقيته»، وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية CNRS-Liban والوكالة الجامعية الفرانكوفونية – مكتب الشرق الأوسط ورابطة جامعات لبنان.
وفي قصر بعبدا المدير العام لمتحف «يفيشيه تشارينتس» الأدبي الأرمني في يريفان المؤرخ كارابيت فاردانيان ورئيس تحرير مجلة دزاغيك DZAGHIG الأدبية الأرمنية الشاعر والكاتب هاكوب دنيايان. وأوضح فاردانيان أنه حمل إلى عون رسالة من الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان.