… وإنْ عاد الزمن
معن حمية
إنْ عاد الزمن إلى الوراء، وتحديداً إلى تاريخ العاشر من أيار 2008، فإنّ أموراً كثيرة لا بدّ أن تحصل ويكون التعاطي معها مختلفاً. فالقوميون الذين قضوا شهداء في مجزرة حلبا الوحشية، مقاومون أشداء، لا يقف في طريقهم رعاع وحثالة إرهاب.
إنْ عاد الزمن مرة أخرى، يوم كان البعض من ماسحي الأحذية، يتزيّفون ويتلوّنون ويتملّقون سعياً وراء مصلحة وموقع، لما ارتفع شسع نعل الحذاء عن رقابهم.
إنْ عاد الزمن الى الوراء، فلن يلتبس الأمر على أحد، بخصوص كائنات على صورة بشر. وسيرى الناس بأمّ العين، أشخاصاً باعوا الكرامة بثلاثين من الفضة، وآخرين اشتروا الذلّ بالوضاعة والخنوع، بعضهم مَن ارتضى لنفسه العمالة للعدو الصهيوني، فشاركه وآزره لاجتياح لبنان والعاصمة بيروت، ولتنفيذ المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والرجال في صبرا وشاتيلا، وبعضهم من اتجه بغريزته إلى الإرهاب، بكلّ إجرامه وآثامه.
ما هو مؤكد أنّ الزمن لن يعود الى الوراء، ونحن بالأصل لا نقارب المستجدّ الكريه البشع، بخلفية ما كان يجدر القيام به من فعل، منعاً لانتشار الوباء الإرهابي الإجرامي الحاقد، تماماً كما كان الفعل البطولي التاريخي الاستثنائي الذي أسقط مفاعيل الاجتياح الصهيوني للبنان.
نحن بما نعتقد وبما نمتلك من إرادة مصمّمة على بلوغ غايتنا وتحقيق أهدافنا، قادرون على الفعل، لأنّ فينا قوة تفعل وتغيّر وجه التاريخ.
نحن بما نؤمن، وبما نحمل من قيم الحق والخير والجمال، نسعى الى بناء مجتمع واحد، خالٍ من أوبئة الطائفية والمذهبية والتطرف والإرهاب كلها، مجتمع تسوده العدالة بكلّ وجوهها، وفي مقدّمها عدالة القضاء الذي يجب أن تكون له الكلمة الفصل في إحقاق الحق والاقتصاص من كلّ مجرم يرتكب مجزرة، أو فعل خيانة لصالح العدو.
في لبنان، هناك ملفات أمام القضاء، منها ملف قضية مجزرة حلبا الوحشية. وقد آن الأوان لإخراج ملف هذه القضية من الأدراج ووضعه بين أيدي القضاة وتحت قوس المحكمة. لأنّ ثمّة مَن يتباهى بمشاركته في تلك المجزرة الرهيبة، ويسمّيها باسمها، متذرّعاً الدفاع عن أهل عكار.. ومعلناً بوقاحة أنه إنْ عادت الأيام الى الوراء فسيكون في الموقع نفسه مجرماً وسفاحاً بامتياز.. أليس هذا إخباراً برسم القضاء!
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي