تفجيران إرهابيان في دمشق تزامناً مع محادثات أستانة والجعفري يتهم أنقرة بمحاولة عرقلة مسار الاجتماع
تزامناً مع المحادثات الجارية حول الأزمة السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة، هزّ تفجير إرهابي حرم القصر العدلي في دمشق، وآخر أحد المنتزهات بمنطقة الربوة غربي العاصمة، وكانت حصيلة الانفجارين عشرات الشهداء والجرحى.
وفي التفاصيل، أنّ الانتحاري دخل قصر العدل القديم مرتدياً زياً عسكرياً مموّها، ويحمل بطاقة عسكرية مزورة، ولمزيد من التمويه قام بتسليم بندقيته وثلاث قنابل يدوية عند الباب الأول كانت بحوزته، وعند الباب الثاني حيث يوجد جهاز مسح إلكتروني، أعطى الجهاز إنذاراً فحاول أحد عنصر الأمن تفتيشه يدوياً، فدفع الإرهابي نفسه إلى الداخل وقام بتفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه، حيث يكتظّ المكان عادة بالمراجعين.
وبلغت حصيلة التفجير 35 شهيداً و60 جريحاً.
وفي منطقة الربوة، تمّ اكتشاف ثلاثة انتحاريين فسارعوا بالهرب، حيث تمّ إلقاء القبض على اثنين منهم، بينما تمكن الثالث من الدخول إلى أحد المنتزهات وقام على الفور بتفجير نفسه بين المواطنين، ما أدى إلى إصابة حوالي 24 شخصاً بين شهداء وجرحى.
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أنه «لم يعد مقبولاً قيام بعض الدول بتبرير الجرائم الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سورية تحت أي عنوان»، معتبرةً أنّ «عدم دعم جهود الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب لا يمكن تفسيره إلا على أنه دعم للإرهاب ومشغليه».
كما شدّدت على أنّ الاعتداءات «تأتي رداً على الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه ونجاحاتهم في محاربة الإرهاب».
سياسياً، أكد رئيس الوفد السوري إلى اجتماع «أستانة3 « بشار الجعفري أنّ «عدم التزام المعارضة المسلحة بالتاريخ المحدّد لحضور الاجتماع هو استهتار بالعملية بكاملها وبالتالي فإنّ الدول الضامنة الثلاث هي التي تسأل عن محاسبتهم»، مُتهماً تركيا بمحاولة «عرقلة مسار أستانة وهذا ما لم يتم على أرض الواقع، بفضل الجهود الروسية والإيرانية الصادقة وبفضل جدية الوفد السوري».
وتابع الجعفري: «عبّر وفدنا عن استعداده لمناقشة جميع الأمور التي يمكن أن تُسهم في حقن دماء السوريين ووضع حدّ للإرهاب الذي يضرب بلادنا»، مضيفاً أنّ «نزع الألغام والمتفجرات من مدينة تدمر، هي الورقة الوحيدة التي ناقشناها مع الأصدقاء الروس».
من جهته، أكد رئيس الوفد الروسي إلى الاجتماع ألكسندر لافرنتييف «أنّ النتائج التي تمّ التوصل إليها نتائج مهمّة» لافتاً إلى أنّ «إيران أصبحت بشكل رسمي من الدول الضامنة بعد أن وقعت على الاتفاق الخاص بالدول الضامنة إلى جانب روسيا وتركيا».
وقال لافرنتييف: «يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك قوى لا تريد فقط خرق عملية أستانة بل تريد أيضاً أن تخرق عملية جنيف وتقويضها وأن تفشل أي محاولة سياسية لحلّ الأزمة في سورية»، مضيفاً: «علينا مجابهة هذه القوى بكلّ ما أوتينا من قوة».
وأشار نائب وزير الخارجية الكازاخستاني كمال الدينوف خلال مؤتمر صحافي إلى «أنّ الاجتماعات في أستانة تعتبر جزءاً لا يتجزأ من عملية جنيف التي أحيت الأمل من جديد في تسوية الأزمة في سورية والتي يعاني منها الشعب السوري منذ ست سنوات»، لافتاً إلى «أنّ المجتمع الدولي يعلق الآمال على عملية أستانة لتسوية الأزمة في سورية ويثمن بشكل كبير ما تمّ التوصل إليه من اتفاقات».