عشق الصباح

إليك يا شهقة بياض الياسمين ورائحة الحبق

حكاياتي من وحيّ عينيكِ العسليتين

عطرك مداد كلماتي

فنجان قهوة معطر بهال من يدكِ يساوي عندي كنوز الأرض.

الأمّ نهر من الحنان المتدفق أبديّ الديمومة.

الخصب، الطين، المطر، القمح، الزيتون، التين، الريحان، الحبق، الياسمين، الورد، الزهر، العطر، الندى الهاطل على وجه الصباح ليشرق الضوء الدفء كوهج أشعة الشمس.

المرأة التي تربي وتعلّم وترضع الطفل المحبة والانتماء وعشق الوطن سورية. المرأة السورية التي تلقي على مواكب الشهداء الورد وتزرع الريحان وتعلن جهراً أنّ ابنها الشهيد فداء سورية، هي سرّ الصمود للجيش السوري.

المرأة هي فيض عطاءات وقد منحها الله طاقة لا نهائية من العاطفة والمشاعر وخاصة للأطفال، الذين يستمدّون منها طاقاتهم الحركية والإبداعية فيلجأون إليها. أي نزف وجع أو حزن في الأسرة تكون هي بلسمه الشافي؟

كلما نظرت لطفلها شعرت كأنها تراه للمرة الأولى فتحتويه بعينيها وتأخذه لصدرها تحنو عليه، فتأنس مشاعرها الأنثوية لرائحته وتتنغم طرباً لسماع صوته الأنثى سر الحياة وعطرها!

كانت أمي الشهيدة «فطوم ميهوب»، وأختي الشهيدة «وصال إبراهيم الناصر» رحمهما الله كوجه الصباح نقاء وعفوية وإنسانية، بعينين خضراوين مسكونتين بدمع سخي، لا تعرفان إلا الصدق والحب والإيمان والعطاء، كم أتشوق لتلك الصباحات والمساءات والسهرات وقد اجتمعت العائلة كلها من حولهم، أشتاق لطفولتي ولخبز التنور وصوت أمي تترنم وهي تحلب الغنم المصطفّ بانتظام في «الشباق».

دعيني يا قبر قبل ترابك، كرامة عين هالنايم ترابك، تنام الناس وعيوني ترابك، إتهنّى يا قبر فيك الأحباب. مع ان أحبابي الشهداء عليهم مني لسلام، ولهم من الله الرحمة، قبورهم لم تزل في براري الريح. تحية بعبق عطر الحبق والياسمين، للأم السورية، للمرأة السورية، للأنثى التي تشكل مدرسة للأسرة وللمجتمع وللحياة .

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى