حفل عشاء حاشد لـ «القومي» بذكرى مولد سعاده

أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء حاشد في فندق الحبتور، بمناسبة الأول من آذار مولد باعث النهضة أنطون سعاده، ومساهمة في بناء «دار سعاده الثقافية والاجتماعية»، حضره وزراء ونواب وسفراء ورؤساء وقيادات أحزاب وشخصيات سياسية واجتماعية وإعلامية ونقابية.

وتقدم الحضور الى جانب رئيس الحزب الوزير علي قانصو وأعضاء قيادة الحزب عضوا الكتلة القومية الاجتماعية النائبان أسعد حردان ومروان فارس. كما حضر وزيرا الأشغال يوسف فنيانوس والدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني، النواب: ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، اسطفان الدويهي، غسان مخيبر، السفيران السوري علي عبد كريم علي، والروسي الكسندر زاسيبكين، الوزراء السابقون رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، بشارة مرهج، الياس بو صعب، الدكتور عدنان منصور، فريج صابونجيان، النقيب عصام خوري، محسن دلول، النواب السابقون: نادر سكر، فيصل الداوود، جهاد الصمد، ناصر نصرالله وناصر قنديل.

كما حضر أيضاً رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب الصحافة عوني الكعكي، أمين سر نقابة المحرّرين جوزيف قصيفي، الدكتور سهيل مطر، الدكتور صباح مطر، نقيبة المحامين السابقة أمل حداد، عضو المكتب السياسي لتيار المرده فيرا يمين، رئيس جمعية المتن للإنماء جورج عبود، وحشد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والإعلامية والنقابية والحزبية، ورؤساء بلديات ومخاتير.

عرفت الاحتفال ماريا كركور وتخلل الحفل عزف على الكمان مع الفنانة سميرة رياشي وجاء في كلمة عريفة الاحتفال:

الأول من آذار، ميلاد هادينا وفادينا أنطون سعاده..

ميلاد منح التاريخ معنى،

معه صار لنا قضية،

صرنا حزب صراع ومقاومة من أجل القضية.

نهضة حياة وحرية، رسالة حق وخير وجمال

الأول من آذار، اشراقة نور.. شعاع وعي، كشف كل مساحات العتمة.. وعيّن مواضع الجهل والتخلف.

الأول من آذار بداية لا تعرف النهايات، فمع سعاده، فكراً وعقيدة ومبادىء، تعرفنا إلى حقيقة وجودنا، وفي حزب سعاده، سنصون هذا الوجود.

لذلك، فإن الاصرار على تأسيس دار لسعاده، هو لاقامة معلم فكري ثقافي اجتماعي يشكل منصة لاطلاق حركة وعي في المجتمع، بهدف تثبيت دعائم وحدة هذا المجتمع وتثبيت الهوية الواحدة لشعبنا في مواجهة الهويات المزيفة الطائفية والمذهبية والاتنية.

في يوم ميلاد سعاده، نؤكد أننا حركة صراع واصحاب قضية،

قانصو

وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو كلمة جاء فيها:

أهلاً بكم، أصدقاء، وأحباء ورفقاء، في هذا اللقاء الحميم، تجمعنا ذكرى عزيزة على قلوبكم وقلوبنا، هي ذكرى ولادة مؤسس حزبنا، وواضع عقيدتنا، وباعث نهضة عزّ نظيرها في هذا الشرق، الزعيم انطون سعاده. واسمحوا لي في بداية كلامي أن أتوجّه باسمكم بالتحية والإجلال لروح هذا القائد العظيم، الذي قرن القول بالفعل في سيرته النضالية كلّها، فلم يكتفِ بالتنظير لأحوال أمّته، ولمشروعه النهضوي بل ناضل من أجل انتصار هذا المشروع الذي كما وصفه سعاده: يعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوّتها ويؤدي إلى استقلالها، وتثبيت سيادتها، وإقامة نظام جديد يؤمن مصالحها، ورفع مستوى حياتها . وعلى مذبح هذه القضية ارتقى سعاده شهيداً.

راهنية سعاده الدائمة

قيمة سعاده في راهنيته الدائمة، فالأمة تحتاج اليوم إلى مشروعه أكثر من أي وقت مضى، ولو أن حكومات بلادنا سمعت منذ أربعينيات القرن الماضي كلام سعاده في واقع الأمة، وفي أسباب الويل الذي تتخبّط فيه، وفي سبل الخلاص من هذا الواقع. لو أنّها سمعت، لو أنّها عملت من وحي مبادئه لما تنقلت أوضاع بلادنا من سوء إلى سوء، ومن جبٍّ الى دُبٍّ. فأي خطر يتهدّد أمتنا اليوم لم يره سعاده منذ الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي؟ من قبل سعاده حذّر من التجزئة السياسية التي فرضتها سايكس ـ بيكو على شعبه؟ ومن قبله دعا إلى الوحدة القومية رداً على هذه التجزئة؟ ومن قبل سعاده حذّر من خطر العصبيات التفتيتية الطائفية والمذهبية والعشائرية على الوحدة الاجتماعية، وعمل على مواجهتها بثقافة الوعي القومي، ثقافة الانتماء إلى شعب واحد قضيته واحدة فـ كلنا مسلمون لله رب العالمين منا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا وأرضنا إلا اليهود . ومَن غير سعاده قرأ الخطر الصهيوني على حقيقته باعتباره خطراً وجودياً ليس على فلسطين وحدها، بل على الأمة جمعاء، فدعا إلى مواجهته بخطة نظامية معاكسة للخطة الصهيونية، والمقاومة من أهم مكوّناتها، فكانت مقاومة الحزب للاستيطان اليهودي في فلسطين منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان من طلائع شهدائنا فيها سعيد العاص وحسين البنا.

نكبة فلسطين نكبة قومية

نكبة فلسطين أصابت لبنان في الصميم، فمنذ أربعينيات القرن الماضي، وقبل قيام الكيان الغاصب في فلسطين وبعده، ولبنان عرضة لاعتداءات هذا العدو: هل نذكّر بمجازره في جنوب لبنان؟ أم نذكّر باجتياحاته المتتالية التي بلغت ذروتها العام 82 باحتلال عاصمة لبنان؟ وهل ننسى أن جزءاً من أرضنا مازال محتلاً من هذا العدو؟

الإرهاب وجه آخر للخطر الصهيوني

والإرهاب الذي يضرب في سورية وفي العراق هو الوجه الآخر للخطر الصهيوني على لبنان، وكما نتذكّر مجازر العدو الصهيوني في لبنان نتذكّر مجازر العصابات الإرهابية أيضاً، ولا يظننّ أحد أن خطر الإرهاب على لبنان قد زال.

وإلى هذين الخطرين يتخبّط لبنان بأزماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. إزاء هذه التحديات نقول: إن لبنان نجح في مواجهة ما يتهدّده من أخطار كلما توافرت الارادة الوطنية اللازمة، فنحن قدرنا على دحر العدو الصهيوني من معظم أرضنا، وقدرنا على هزيمته في العام 2006، بفضل مقاومة شعبنا والتكامل بينها وبين جيشنا، ونحن اليوم أقوى من الأمس على مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية ، كما قدرنا بفضل جيشنا وأجهزتنا الأمنية ومقاومتنا على إنزال ضربات قاسية بالإرهاب، يبقى أن نجمع نحن اللبنانيين على معادلة هذه القوة التي مكّنتنا من مواجهة المخاطر، عنيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

نحيي مواقف الرئيس عون الشجاعة

وهذا ما أكّد عليه فخامة رئيس الجمهورية في مواقفه كلها، غير آبه بالاعتراضات من هنا وهناك، وبخاصة تلك التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية. فإلى فخامة الرئيس ميشال عون تحياتنا على كل المواقف الشجاعة التي يتخذها، والتحية تبقى لجيشنا ولقائده الجديد الذي نبارك له هذه المسؤولية، والتحية لشهداء الجيش، ولشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي في مواقع المقاومة، والتحية للمقاومة، لأبطالها ولشهدائها.

استمرار الطائفية سبب العجز عن تطوير النظام السياسي

وتبقى المفارقة المرّة في كيف أننا نجحنا في تحقيق الانتصارات على العدو الصهيوني ولم نستطع التقدم خطوة واحدة باتجاه تطوير نظامنا السياسي. إنّها مفارقة حقاً، والسبب أن وراء انتصاراتنا إرادة وطنية لا ترد، بينما وراء استمرار الطائفية مصالح لا تردّ، وشتان ما بين الأمرين. قال سعاده: لبنان يهلك بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي . ومنذ قال هذا الكلام وحتى اليوم يهلك لبنان بالطائفية: فلَكَم أهلكت الطائفية وحدته، ولكَم أهلكت الطائفية سياسته وديمقراطيته، ولكم أهلكت أمنه واستقراره واقتصاده وتربيته وثقافته وإعلامه… لم يسلم من شرور الطائفية أي جانب من جوانب الحياة في لبنان، وفي الخلاصة النظام السياسي الطائفي في لبنان هو ولاّدة حروب وأزمات، وهو ولاّدة مزارع ومحاصصات، ما أبقى مشروع الدولة في حالة ضعف وهزال. إن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينظر الى لبنان على أنه نطاق ضمان للفكر الحر، ويعمل ليكون رسالة ضوء ونور في محيطه، وإن حزبنا الذي قدّم قوافل الشهداء بوجه الانتداب الفرنسي والاجتياحات الصهيونية دفاعاً عن سيادة لبنان، ناضل على امتداد تاريخه من أجل قيام دولة مدنية، دولة المواطنة، التي تقوم في رأي سعاده على فصل الدين عن الدولة، ومنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء، وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب.

لضرورة إصلاح النظام السياسي بالمادة 22 دستور

إن حزبنا الذي تجاوز الطائفية في صفوفه فكان نموذجاً لوحدة المجتمع، يرفع الصوت عالياً بضرورة إصلاح النظام السياسي وتطويره باتجاه لا طائفي، قبل فوات الأوان. ولأن هذه اللحظة لحظة التفاهم على قانون جديد للانتخابات النيابية فإننا ندعو الى استثمارها بالتقدم نحو الاصلاح السياسي من خلال قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة ومن خارج القيد الطائفي، على أن يُستحدث بالتوازي مجلس شيوخ تتمثل فيه العائلات الروحية، وفق ما نصت عليه المادة الثانية والعشرون من الدستور. فيا أيها الباحثون عن صيغة لقانون الانتخابات ما لكم لا تعودون الى الدستور؟ وتحديداً إلى المادة 22 بدلاً من التخبط بالبحث عن صيغة من هنا وصيغة من هناك. إن النظام الاكثري وصفة لتأبيد الطائفية وإعادة انتاج الطبقة السياسية ذاتها، وان النظام المختلط نسخة منقحة عن النظام الأكثري، وحدها النسبية الكاملة تحقق صحة التمثيل وعدالته وتسهم في تعزيز وحدة اللبنانين، ووحدها تستحقّ أن تكون مدخلاً لإصلاح النظام السياسي.

لحوار لبناني سوري بين الحكومتين

لبنان يتضرّر بالصميم من الحرب على سورية، يتضرّر في اقتصاده وفي أمنه، وفي وحدته الداخلية. كيف لا وبين لبنان وسورية وحدة جغرافيا ووحدة حياة ووحدة مصالح؟ فما بال البعض يتنكّر لهذه الحقيقة؟ أو ليس الإرهاب الذي يضرب سورية هو نفسه الذي يتهدّد لبنان؟ أو ليست سورية الممرّ البرّي الإلزامي للصادرات اللبنانية الى الدول العربية؟ أليست سورية سوقاً لبعض المنتوجات اللبنانية؟ أليس ملف النازحين السوريين إلى لبنان ملفاً ثقيلاً على اقتصاد لبنان وعلى بنيته التحتية؟ إن لبنان حينما يقف مع سورية فإنما يقف مع نفسه، مع مصالحه، ناهيك عن أنه يكون وفياً لدولة وقفت معه في شدائده، وخاصة في الاعتداءات الاسرائيلية عليه، فدعمت جيشه ومقاومته بكل ما تملك من قدرات. إننا ندعو الى اعتماد الحوار بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية حول الملفات المشتركة كلها، وإننا نأمل من فخامة الرئيس العماد عون وغيره من الرؤساء العرب أن يكون صوتهم في القمة العربية قويّاً بالمطالبة بإعادة مقعد سورية في الجامعة العربية إلى أصحابه، وأن يتضمّن بيان القمة موقفاً جماعياً يطالب المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم عن سورية.

تحية الحزب بالوفاء للقادة والشهداء

سورية على طريق الانتصار هذا ما يبشر به الميدان. فإلى قائد سورية السيد الرئيس بشار الأسد وإلى جيشها وشعبها وشهدائها التحية والإكبار، وإلى شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، الى الشهيد ادونيس نصر والشهيد محمد عواد والشهيد رعد مسلماني والشهيد علاء نون، وإلى المئات من شهدائنا وجرحانا كما الى أبطالنا من نسور الزوبعة في كل مواقع المواجهة مع الإرهاب في سورية تحيات حزبهم ورفقائهم في الوطن وعبر الحدود، وإلى شهداء المقاومة في سورية التحية والإجلال.

لقيام مجلس تعاون مشرقي يوظف قدرات الأمة

المحزن في المشهد القومي ان كل دولة من دولنا متروكة لقدرها في غياب التنسيق بينها ولو في حدود مواجهة الخطرين الصهيوني والارهابي، اللذين يستهدفانها كلها. إن سعاده رأى أن الأمة يستحيل عليها ان تستعيد قوتها ودورها إلاّ اذا استعادت وحدتها فإلى هذه الوحدة ندعو ولها نعمل. وإلى أن تنضج ظروف الوحدة، فإننا ندعو إلى قيام مجلس تعاون مشرقي يوظف قدرات الأمة في مواجهة الارهاب والعدو الصهيوني والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

تحية للمناضلات في عيدهنّ العالمي

في آذار تزدحم الولادات والاعياد، وكلها مناسبات فرح وعطاء… في عيد المرأة العالمي، أحيي المرأة في بلادي، وأخصّ بالذكر المناضلات منهن، كما أحيي اللواتي استشهدن في مواقع العز والمقاومة، أحيي رفيقاتنا من شهداء العمليات الاستشهادية: سناء محيدلي، ابتسام حرب، نورما أبي حسان، مريم خير الدين وزهر أبو عساف، وكل فتاة أو امرأة استشهدت في لبنان او في فلسطين او في سورية او في العراق. وفي يوم المرأة نجدّد التأكيد على وقوفنا الى جانبها في نضالها لنيل حقوقها كافة، فتقدّم المرأة شرط لتقدم المجتمع ونهوضه.

..وتحية لأمهات الشهداء والمعطائين

وفي عيد الأم أتوجّه بالتحية الى الأمهات، وأخص بالذكر اللواتي قدّمن فلذات أكبادهنّ ليحيا الوطن، فالى أم كل شهيد في وطننا كله وإلى أم كل مناضل وأم كل مبدع وقائد في أي ميدان من ميادين المعرفة والنضال، إليهن خالص تقديرنا وشكرنا ومحبتنا واحترامنا، ونردد مع مرسيل خليفة أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً .

..وتحية للمعلم في عيده.. وقوفنا دائم مع حقوقك

والتحيّة للمعلم في عيده والتأكيد على وقوفنا الدائم مع حقوقه وحقوق الموظفين الآخرين وخاصة حقهم بسلسلة الرواتب الجديدة. وفي هذا السياق لم نوافق لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب على عدد من الضرائب غير المباشرة التي تطال الفقراء وذوي الدخل المحدود، وخاصة زيادة 1 على ضريبة القيمة المضافة.

بدعمكم نبني صرحاً ثقافياً لصاحب العيد

وأخيراً أيها الاصدقاء والرفقاء،

إن هذا العظيم الذي نجتمع اليوم في ذكرى ولادته، أنطون سعاده، شئنا منذ سنوات تحويل ركام منزله المتواضع في ضهور الشوير إلى صرح ثقافي رائد يليق بتاريخه وبهذه المنطقة العزيزة، وقد قطعنا شوطاً كبيراً: إذ أنجزنا عملية البناء، والعمل جارٍ لاستكمال ما يحتاجه البناء من الداخل، وما كان لنا أن نحقق هذا الصرح لولا وقوفكم أيّها الأعزاء مع هذا المشروع ومساهماتكم المالية معنا، فلكم منا كل الشكر والتقدير.

أحيي رفيقاتنا ورفقاءنا في منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت على جهودهم في إنجاح تنظيم هذا اللقاء الحاشد.

تصوير: مخايل شريقي وأكرم عبد الخالق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى