الفجور الصهيوني يأكل الحق الفلسطيني… الاسكوا: «إسرائيل» عنصرية

اياد موصللي

اتهمت «الاسكوا» «إسرائيل».. بفرض نظام أبارتيد على الشعب الفلسطيني.. و«يا غيرة الدين».. أقام التقرير الدنيا ولم يقعدها الى الآن ورفضت الأمينة العامة للأسكوا ريما خلف سحب تقريرها كما طلب منها الأمين العام للأمم المتحدة فقدّمت استقالتها!

معقول ان تتهم «إسرائيل» بالتعصّب والعنصرية وإقامة نظام استبدادي.. من جهة دولية رسمية! لذلك من الطبيعي أن ترفض «إسرائيل» ما صدر وتعتبره كالعادة عملاً نازياً وتشبّهه «بمنشور دعائي نازي، معاد للسامية». كلّ من يمسّ «إسرائيل» أو يوجه لها اتهاماً ما، مستمدّ من واقعها وتصرفاتها يتهم بالعداء للسامية..

ما تقوم به «إسرائيل» بشكل واضح وفاضح وممنهج لا يجوز اعتباره إرهاباً ولا تعسّفاً ولا عنصرية عرقية أو دينية.. ارتكابات «إسرائيل» لا تراها الأعين ولا تسمع بها الآذان، لا سيما الآذان والأعين العربية.

بعد صدور التقرير أصبح جميع المعنيين به ينادون.. «الّلهم انني بريء من دم هذا الصديق».. الكلّ رفض ان تتهم «إسرائيل» بالعنصرية والكلّ طالب بسحب هذا التقرير!!

نفاق وخداع دولي ليس بجديد ولم نكتشفه الآن ولأول مرة، ولكن كنا نأمل بموقف نبيل حقيقي إنساني ولو لمرة واحدة من دعاة حقوق الإنسان الذين يرون بعين عوراء ما يجري في سورية من ارتكابات يقوم بها الإرهاب ويتهمون الحكومة السورية بها.. ولم يرتفع صوت ضدّ ما يجري يومياً في فلسطين وسورية والعراق واليمن من قتل وتدمير وهدم وسلب وإبادة البشر والزرع والضرع.. وعندما صدَقتْ «الاسكوا» قرعت نواقيس الاحتجاج.. الغارات الاسرائيلية والاعتداءات بالطائرات قصفاً وتحليقاً لا يستحق الإدانة والاستنكار..

المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك اعتبر انّ هذا التقرير لا علم للأمم المتحدة به، ولم يؤخذ رأيها به، بل طالبت بسحبه! جميع هؤلاء لم يجدوا في كلّ ما ترتكبه «إسرائيل» إرهاباً وتعسّفاً واستبداداً وعنصرية، وانني أرى في موقفهم واقعية وصدقاً وانسجاماً مع النفس، فالذي لم ير في الاستيلاء على فلسطين وطناً لشعب آخر وطرده من أرضه.. والمذابح التي ارتكبت في دير ياسين وأمثالها وتشريد السكان وطردهم.. منع الأذان في أوقات الصلاة فرض الاعتراض بوجدانية الدين اليهودي في فلسطين شرطاً من شروط الإقامة والتواجد.. منع الصلاة في المسجد الأقصى إلا لأعمار محدّدة..

تحديد المناهج الدراسية للأطفال على الطريقة العبرية.. بناء الجدار الفاصل.. بناء المستوطنات.. مصادرة الأراضي.. إتلاف المزروعات.. هدم البيوت وتشريد سكانها والاستيلاء على القرى والبلدات تحقيقاً للتوسع رغم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمنع هذه الأعمال والاستيطان..

كلّ هذا الذي قامت به «إسرائيل» وتقوم به.. كلّ هذا لم يره العالم ولم يرد ان يسمع به أو بالشكوى منه.. عالم هذا هو حاله ووضعه كيف يقبل بهذا الذي قالته الاسكوا حتى نحن في مجتمعاتنا مرّ هذا التقرير بهدوء إلا ما صدر عن السلطة الفلسطينية ووزارة الخارجية العائدة لها، والتي اعتبرت هذا التقرير ناقوس خطر يدق ويجب ان يوقظ الإسرائيليين.. ونحن نقول بل يجب أن يوقظ الشعوب العربية والإسلامية.

المستغرب في كلّ هذا انّ الذين يتحدثون عن «إسرائيل» وأعمالها باستغراب واستياء او الذين يتغاضون جميعهم يجهلون أو يتجاهلون انّ كلّ ما تقوم به «إسرائيل» في فلسطين هو ممنهج ومقرّر ومدروس ومستوحى حسب اعتقادهم من إرادة يهوا ، وهو امر سماوي إلهي.. وكما يُقال «من فمك ادينك يا اسرائيل».. سنورد نصوص الأوامر الهية التي تتبعها «إسرائيل».. تعتبر «إسرائيل» انّ ما تقوم به هو حق إلهي لذلك فإنّ الاحتجاجات على أعمالها «دعاية نازية ضدّ السامية». ومخالفة لحق منحته لها السماء!

فإذا أردنا أن نعرف عدونا فعلينا ان نعرف ثقافته وأسلوب تفكيره، وأكيد أننا ما عرفنا هذا ولن نعرفه إذا بقينا على هذا النهج في بناء ثقافتنا وثقافة أجيالنا.. هذا الشعب اعتبر نفسه الشعب الذي اختاره الله ليحكم العالم بأسره وجميع المخلوقات سواه هي غوييم ايّ حيوانات لخدمته. ويستمدّ مفهومه هذا من إيمانه بما جاء في بروتوكول حكماء صهيون المجلد الأول حيث يقول:

«عقيدة هذا الشعب المختار انه يستطيع ان يفسد العالم ويعطله ويخرّبه ويقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً داودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره وما الأمم والشعوب إلا حيوانات متخلفة العقل والذهن…»

فما أورده تقرير الأسكوا عن التصرفات والارتكابات في فلسطين وأنكرته حكومة «إسرائيل» هو عمل إيماني مأمور به. فقد ورد في البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون حرفياً:

«… عملاؤنا الدوليون يملكون ملايين العيون اليقظة التي لا تنام ولهم مجال مطلق يعملون فيه بلا قيد وتقوى حقوقنا الدولية العامة على الحقوق القومية الخاصة في نطاق المعنى المألوف لكلمة حق.. فيتسنى لنا ان نحكم الشعوب بهذه الحقوق تماماً كما تحكم الدول رعاياها بالقانون المدني داخل حدودها…»

كلّ الحسابات تمّ ضبطها حتى أدوار الحكومات وأدوار كلّ حكومة عملية من حكومات العمالة العربية حدّد دورها.. ما لم يضبط فقط وجاء خارج حسابات البيدر الاسرائيلي كان المقاومة اللبنانية التي شكلت الرقم الصعب وصلابة الموقف السوري حكومة وشعباً.

المخطط الموضوع والمرسوم بدقة سماوية حسب الإيمان الصهيوني لا يريد تشويشاً وتعكيراً لسيره كما فعل تقرير «الاسكوا» لهذا هبّت الحكومة الاسرائيلية رافضة مستنكرة يساندها رديف من دول الاستبداد والغطرسة مستنكراً.. وفي الطرف الآخر مجموعة من دول العمالة.. صامتاً أطرش أخرس.

انّ قيام «إسرائيل» بالتطهير العرقي أمر واضح ومن صلب المخطط والنهج وقد سبق ان أورد الكاتب اليهودي «بينون» ما مفاده: «انّ إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتذويب وتفتيت دوله العربية والإسلامية الرئيسة فيه لا يضمن هيمنة «إسرائيل» على المنطقة وحسب، بل ويضمن حق «إسرائيل» غير المنازع في مواصلة عملية حق التطهير العرقي للمناطق الفلسطينية المحتلة».

وظهرت أخيراً مشاريع تعديل أسلوب التعليم للفلسطينيين بما عرف «بأسرلة التعليم».. وهذا جزء من المخطط السماوي في اعتقادهم حيث ورد في البروتوكول التاسع صفحة 216 ما يلي:

«في تطبيق مبادئنا، علينا ان ننتبه الى الشعب الذي تقيمون بين ظهرانيه وتعملون في بلاده، وهذا الانتباه يتعلق بأخلاق ذلك الشعب، فإننا إذا أخذنا بتطبيق مبادئنا عليه، تطبيقاً ظاهرياً عاماً وعلى نسق متماثل دون تمييز، وجرّبنا على هذه الوتيرة الى ان نكون قد عدّلنا وأصلحنا مادة التعليم لذلك الشعب تعليماً ينطبق على أهدافنا ومنوالنا، فعلى غير هذا الوجه لا مطمع لنا في إدراك النجاح، لكن إذا أخذنا نرعى التطبيق بيقظة واحتراس، فلن يمضي على ذلك أكثر من عقد من السنين حتى يكون طور ذلك الشعب قد تغيّر حتى في أصلب ما يعرف عنه من خلق العناد والمشاكسة، وبذلك نضيف شعباً جديداً الى صفوف الذين قد تمّ لنا اقتيادهم وإخضاعهم لنا».

لذلك يعتبر اليهود انّ محاربة مناهج التعليم تقتضي أساساً محاربة الأديان والمعتقدات غير اليهودية.. وهذا ما يفسّر بوضوح قرارات إجبار السكان غير اليهود على الاعتراف بوحدانية الديانة اليهودية في فلسطين ومنع الأذان..

كلّ هذه التدابير والإجراءات والتصرفات لا ترى فيها السلطات الإسرائيلية الصهيونية ما رأته منظمة الاسكوا بأنها فصل عنصري بحق الفلسسطينيين.. فثارت واحتجّت مدعومة بتأييد أميركي وخضوع الأمم المتحدة.. مما أدّى في الأخير الى استقالة مديرة «الاسكوا» بسبب ما تعرّضت له من انتقادات وتهديدات.. ولم نر او نسمع حشداً عربياً اسلامياً مؤيداً داعماً للاسكوا بمقدار ما هو جار ضدّها.. كيف ترعوي «إسرائيل» وهي ترى دولاً عربية عميلة ممالئة تشارك في المؤامرات التي تؤدّي لقتل أبناء شعبنا وتدمير بلادنا وتنفيذ ما ترسمه «إسرائيل».. وعندما تسمع رئيساً اميركياً سابقاً اسمه رونالد ريغان… يقول: «إنّ الله لا يحب من لا يحب اسرائيل..»

لا ترعوي «إسرائيل» إلا عندما يُكال لها بدل الكيل كيلين وعندما نعاملها على قاعدة من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الايسر، والايسر باللغة العربية هو السيف.. فمن ضربك اقطع رأسه.. والعين بالعين والسن بالسن والرصاصة بصاروخ.. وليفهم كلّ «إسرائيلي» أننا قوم لا نلين للبغاة الطامعين…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى