الرياشي: لتعد بيروت منصّة للحوار وشرفة العرب على العالم
افتتحت الوكالة الوطنية الإعلام مؤتمرها الدولي «الإعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار»، برعاية وزير الإعلام ملحم الرياشي، وذلك قبل ظهر أمس في فندق «هيلتون حبتور غراند» سن الفيل.
حضر المؤتمر إلى الرياشي، رئيس أساقفة بيروت للموارنة مطران بولس مطر ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، مدير التحرير المسؤول في «البناء» رمزي عبد الخالق ممثلاً رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو، عيسى زيدان ممثلاً وزير الثقافة غطاس خوري، لينا يموت ممثلة وزير البيئة طارق الخطيب، جاد حيدر ممثلاً وزير المهجرين طلال أرسلان، عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي في لبنان غابريال غاتشيا وسفراء: تونس محمد كريم بودالي، فلسطين أشرف دبور، العراق علي أميري، الجزائر أحمد بوزيان، إندونيسيا أحمد خازن خميري، المكسيك غارسيا أماراي، قطر علي بن حمد المري، القائم بالأعمال في سفارة المملكة العربية السعودية وليد البخاري، الوكيل المساعد للإعلامالخارجي في وزارة الإعلام الكويتية فيصل المتلقم ممثلاً وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد العبد لله المبارك الصباح، السفيرة ميرا ضاهر ممثلة وزير الخارجية جبران باسيل، سيغريد كاغ ممثلةً أمين عام الأمم المتحدة، الشيخ علي قبلان ممثلاً المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، القاضي ناجي خليل ممثلاً المجلس العام الماروني، العميد نبيل حنون ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد مارون مهنا ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، الرائد جوزف غفري ممثلاً مدير عام أمن الدولة طوني صليبا، الكولونيل جوزف مسلّم ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، مدير إذاعة لبنان محمد ابراهيم ممثلاً مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، نقيب المحرّرين الياس عون، أمين عام اتحاد وكالات الأنباء العربية فريد أيار، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم، وعدد من رؤساء وكالات الأنباء العربية والعالمية والإعلاميين.
الافتتاح بدايةً بالنشيد الوطني، ثم ألقت مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب كلمة قالت فيها: «إعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار، عنوان اخترناه ليكون موضوع مؤتمرنا الذي نلتقي فيه وسط عالم مليء بالحقد والكراهية، ومنطقة مليئة بالحروب والعنف والإرهاب، عالم تتطوّر فيه التكنولوجيا بشكل مضطرد حيث بات بوسع كل فرد أن ينشر خبراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد يكون هذا الخبر صحيحاً وقد لا يكون.
ورأت أنّ الإعلام أصبح في يومنا هذا لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها، ما يتطلّب فهمها واستيعابها من خلال امتلاك مقوّماتها وعناصرها ومواكبة التطوّرات التي تشهدها وسائله المختلفة، حيث تعدّدت أدوات الإعلام وتنوعت، وأصبحت أكثر قدرة على الاستجابة مع الظروف والتحدّيات التي يفرضها الواقع الإعلامي الذي بات مفتوحاً على كل الاحتمالات، في ظلّ ما تشهده أدواته ووسائله المختلفة من تطورات وابتكارات نوعية، بررت تناوله وطرحه عدداً من القضايا التي أحدثت اهتماماً واسعاً ولافتاً في مختلف الميادين وعلى الصعد كافة.
وأضافت: وإذا كان من حقّ الرأي العام أن يعرف الحقيقة ويتابع ما يجري من أحداث على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، فإن التعاطي مع هذه الأحداث ونشرها ومتابعة ما يجري منها، يجب أن يتمّ وفقاً لضوابط مهنية ومعايير أخلاقية وإنسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام. ما يعني ضرورة التوازن بين حقّ الجمهور بالمعرفة، وبين مرجعياته الثقافية والأخلاقية والدينية على اعتبار أنّ المعايير الفاصلة بين إعلام وآخر، هي في النهاية معايير مهنية وأخلاقية، تجسّد أطراً مرجعية يمكن الاستناد إليها في التمييز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي، وبالتالي التفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وأخرى مرفوضة.
وأوضحت سليمان صعب أنّ المؤتمر الذي سيستمر على مدى يومين، سيناقش عدداً من المواضيع الهامة وأبرزها دور الإعلام في حوار الحضارات في وقت نعيش في زمن يعمل فيه البعض على تدمير حضارتنا وثقافتنا والقضاء على قيمنا وأخلاقياتنا في هذا الشرق. في حين أنّ الحوار غائب أو معطّل. وشدّدت على أن الحوار هو أساس أيّ عمل ناجح، والحوار من دون التواصل هو فاشل بامتياز، ومن هنا لا بدّ من التنويه بما يقوم به وزير الإعلام الأستاذ ملحم الرياشي راعي هذا المؤتمر، من عمل دؤوب لبثّ روح الحوار والتواصل إن كان في المجال السياسي أو في العمل الإعلامي، ومن تحويل وزارتنا من وزارة للإعلام، إلى وزارة حوار وتواصل.
وتابعت: من هنا، كان لا بدّ من معالجة قضية السبق الصحافي وآداب المهنة والأخلاقيات الإعلامية في هذا المؤتمر، لا سيما أن الإعلام سيف ذو حدّين، ومن الممكن أن يكون أداة هدم وإشعال فتنة بين أبناء الوطن الواحد عبر الافراط في الإثارة وتشويه الحقائق ونشر أخبار مغلوطة وغير دقيقة، وتفضيل السبق الصحافي بدل اعتماد الدقة والموضوعية في نقل الخبر. وفي المقابل من الممكن أن يكون مسؤولاً يحترم المعايير المهنية والأخلاقية ويلتزم بالمسؤولية الوطنية في نقل الخبر.
وقالت: أما مستقبل المتخرّجين من كلّيات الإعلام، فحدّث ولا حرج عن الأعداد الهائلة من الطلاب الذين يتخرّجون سنوياً من كلّيات الإعلام، ويتحوّلون إلى عاطلين عن العمل في ظلّ غياب فرص عمل في المؤسسات الإعلامية التي أقفل عدد منها، بينما أخرى عاجزة عن تسديد رواتب موظفيها.
وأضافت: بما أنّ موضوع مؤتمرنا الإعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار، كان لا بدّ من التركيز على التواصل الإعلامي عابر الحدود، وسنستفيد من وجود زملاء لنا من دول عدّة ومتنوّعة من كوريا إلى الصين إلى أوروبا، وصولاً إلى الدول العربية للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
ثمّ أطلقت سليمان صعب موقع الوكالة الوطنية بتصميمه الجديد.
الرياشي
وكانت كلمة راعي المؤتمر وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي قال: أهلاً بكم في لبنان، أستفيد من هذا المؤتمر لأعلن أمامكم مرّة جديدة نهاية عهد وبداية عهد جديد، نهاية عهد الإعلام التقليدي الذي ولّى زمنه، وبداية عهد الحوار والتواصل للعام 2020 و2030 وما بعدها.
وقال: صحيح أنه لا فضل لإعلاميّ على آخر إلا بالموضوعية وحماية الحقيقة، والإعلام الحقيقي، لذلك نحن أمام ثورة حقيقية كبيرة تجتاح العالم. وهذه الثورة تحقّقت بفضل الكلمة وحوّلت العالم كلّه إلى قرية كونية. لم يصبح العالم قرية كونية لولا الإعلام والتواصل، ولولا هذا التقدّم الهائل في التكنولوجيا.
وأضاف: أمام هذا الواقع نطلق هذا المؤتمر مع الوكالة الوطنية للإعلام لنؤكد مرّة جديدة أهمية الحوار وأهمية التواصل في مجتمعنا. أهمية الحوار لأنه النتيجة الطبيعية لأيّ أزمة، ولأن التواصل هو القاعدة الثابتة لمعرفة الآخر المختلف سواء حضارياً أو اتنياً أو مذهبياً أو عرقياً أو دينياً.
وتابع: الحوار والتواصل هما النهضة الجديدة في وزارة الإعلام، نطلب دعمكم، نطلب مؤازرتكم جميعاً للمساعدة في الانتقال من الإعلام التقليدي إلى زمن وزارة الحوار والتواصل. وزارة الحوار والتواصل لن تكون وزارة تقليدية سوف تكون وزارة للحوار لتعود بيروت منصّة وقاعدة لهذا الحوار. حوار بين أيّ طرف مختلف مع الآخر، حوار اليمنيين مع بعضهم ربما، فليكن في بيروت، حوار السوريين مع بعضهم، فليكن في بيروت، ربما في المستقبل حوار السعوديين والإيرانيين فليكن في بيروت، حوار أيّ طرف مختلف مع آخر فليكن في بيروت، حوار بين الأرثوذكس والكاثوليك لتوحيد عيد الفصح فليكن في بيروت. لماذا جنيف وأستانة وكازاخسان؟ إنها بيروت عاصمة العرب وشرفة العرب على العالم. فلتعد بيروت إلى ما كانت عليه بوساطة وزارة الحوار وزارة التواصل التي ستملك البنية التحتية الكبيرة واللوجستية والمؤهلة لاستقبال أيّ حوار محليّ أو عربيّ أو عالميّ. سنفتتح هذه الوزارة في وقت قريب وليس ببعيد، لأن القوانين قيد الإعداد. نفتتحها لكم جميعاً لتكون منصّةً ومنطلقاً لمستقبل زاهر، مستقبل عربي منفتح بعيد عن الكراهية والحضّ عليها. منفتح على اللقاء، يجمع العرب، يجمع حضارات العرب ويعيد إحياء حضارات المشرق كما يجب أن تكون، وكما سوف تكون.
وختم الرياشي: الإرادة هي أقوى من كلّ شيء، والكلمة هي كلمة الإرادة.
جلسات
بعد احتفال الافتتاح، بدأ عقد جلسات المؤتمر، وكانت الجلسة الأولى بعنوان «دور الإعلام في تعزيز حوار الحضارات»، وترأستها سيغريد كاغ، وأدارها مدير وكالة الأنباء البحرينية مهند سليمان النعيمي، وتحدّث فيها كلّ من مدير إذاعة لبنان محمد ابراهيم، ومدير وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» جيوسيبي سيربون، وأمين عام لجنة الحوار المسيحي ـ الإسلامي حارث شهاب.
وترأس الجلسة الثانية وكانت بعنوان «دور الإعلام في تعزيز دور الأديان»، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وأدارها أمين عام اتحاد وكالات الأنباء العربية فريد أيار، وتحدّث فيها مدير وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» محمد خدادي، ومدير عام «نور سات وتيلي لوميار» جاك كلاسي.
فيما ترأس الجلسة الثالثة وعنوانها «دور وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام ومواجهة الإرهاب» الوكيل المساعد للإعلام الخارجي في وزارة الإعلام الكويتية فيصل المتلقم، وأدارتها مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، وتحدّث فيها مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصوه، رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلّم، رئيس مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام العميد نبيل حنون، ورئيس تحرير الأخبار في محطة «mtv» وليد عبّود.
وأنهى المؤتمر يومه الأول بجلسة رابعة بعنوان «الإعلام ما بين السبق الصحافي وآداب المهنة»، ترأسها نقيب الصحافة عوني الكعكي وأدارها مدير وكالة الأنباء العُمانية محمد العريمي، وتحدّث فيها مدير البرامج السياسية في إذاعة «صوت لبنان» جورج يزبك، وعماد مرمل من تلفزيون «المنار» وجريدة «الديار».