البرلمان البريطاني يوافق بالغالبية على ضرب «داعش» في العراق

أقر مجلس العموم البريطاني أمس بغالبية كبيرة مشاركة المملكة المتحدة في الغارات الجوية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، إذ صوت 524 نائباً لمصلحة المشاركة مقابل 43 ضدها في جلسة استثنائية عقدها لبحث الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد التنظيم الإرهابي.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الضربات الجوية قد تنطلق خلال ساعات بعد أخذ الموافقة الشكلية من البرلمان البريطاني، ما يعني انخراط المملكة المتحدة في أول حملة عسكرية منذ قيامها بتوجيه ضربات جوية ضد قوات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عام 2011 وسوف تنضم بذلك إلى تحالف يضم الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء من الشرق الأوسط.

واستدعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعضاء البرلمان من العطلة الصيفية في جلسة خاصة بعد أن طلبت الحكومة العراقية تدخل بريطانيا، وكان حريصاً على حشد تأييد حزبي المحافظين والعمال للضربات ضد «داعش» قبل أن يقدم على دعوة البرلمان للتصويت.

وقال كاميرون في كلمته أمام مجلس العموم إن المعركة ضد «داعش» ستستغرق سنوات مضيفاً أنه «لا خيار أمام لندن سوى محاربة التنظيم، وأضاف: «هل هناك تهديد للشعب البريطاني؟ الجواب نعم» مشيراً إلى اعتقاده بأنه يجب أن تستمر العملية «لسنوات» كي تؤتي ثمارها.

وأضاف كاميرون: «ما يحدث ليس تهديداً في منطقة نائية من العالم. إذا بقي الوضع على ما هو عليه سنجد أنفسنا في مواجهة خلافة إرهابية على شواطئ البحر المتوسط وعلى الحدود مع دولة عضو في حلف شمال الأطلسي. خلافة لديها نية معلنة ومثبتة للهجوم على بلادنا وشعبنا».

وقد دعمت الأحزاب البريطانية الرئيسية وهي حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب العمال المشاركة في الضربات الجوية في العراق. وقال الائتلاف الحكومي إن هذه الضربات قانونية لأن الحكومة العراقية هي التي طلبت من بريطانيا وغيرها تنفيذها.

وأظهر عدد من النواب تحفظات وأثاروا تساؤلات حول مدى فعالية تلك الغارات وأعربوا عن مخاوفهم بشأن الضحايا من المدنيين، في حين أثارت قضية «هل تجب الموافقة على أن يكون لبريطانيا قوات محاربة على الأرض» تعقيدات كبيرة واجهت النواب.

وفي السياق، قدمت الحكومة الالمانية أمس تأييدها الواضح للغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وقال متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن دمشق لم تحتج.

ومن غير المرجح أن تنضم ألمانيا حتى الآن إلى الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة ودول عربية ضد التنظيم في شمال وشرق سورية، وإن أرسلت أسلحة ومدربين عسكريين للقوات الكردية التي تحارب «داعش» في العراق.

وقال المتحدث باسم ميركل شتيفن زايبرت: «الهجمات في شمال سورية لا تخص سورية أو الحكومة السورية بل هي لمساعدة الحكومة العراقية لتدافع عن العراق ضد هجمات يشنها داعش من سورية». وأضاف: «هذا هو القصد من هذه العملية العسكرية. أخطرت الحكومة السورية مسبقا ولم تحتج».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن سياسة بلاده بعدم التدخل عسكرياً في سورية قد تشهد تطوراً بمرور الوقت لكن لا توجد خطط لذلك في الوقت الحالي، مضيفاً أن فرنسا زودت «المعارضة السورية المعتدلة» بالسلاح ويمكن أن تمدها بالمزيد.

وأضاف فابيوس في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «نعمل مع شركائنا بهذه الروح ونقسم مهمات العمل»، وتابع: «لدينا رؤية استراتيجية وبمرور الوقت وتبعاً لتطور الوضع من الممكن أن نغير الموقف بشكل أو بآخر لكن في الوقت الحالي فإن الموقف الفرنسي ملائم تماماً للوضع. للأسف هذا الصراع قد يستمر سنوات عدة».

ورداً على سؤال إن كان يؤكد أن التدخل العسكري الفرنسي في سورية هو احتمال قائم قال فابيوس: «كلا، كلا، كلا… في الوقت الحالي نحن لن نقوم بهذا».

ورداً على سؤال آخر عن تسليح فرنسا لـ»المعارضة السورية»، قال فابيوس: «قلنا ذلك منذ أسابيع عدة – وبالاتفاق مع ما يمكن لأوروبا أن تفعله – أننا سلمنا أسلحة ومن المحتمل جداً تسليم المزيد من العتاد للمعارضة المعتدلة».

وفي شأن متصل، قال فابيوس إنه لا يوجد أي تأكيد لمعلومات عراقية بشأن هجمات يحتمل أن ينفذها تنظيم «داعش» على شبكة قطارات مترو الأنفاق في باريس.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال يوم الخميس إن بلاده لديها معلومات موثوقة بأن التنظيم يخطط لضرب شبكات قطارات مترو الأنفاق في باريس والولايات المتحدة.

وأضاف فابيوس إنه يجرى فحص المعلومات التي قدمها العراقيون بدقة، وأردف قائلاً: «في هذه المرحلة ليس هناك أي تأكيد على الإطلاق».

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «ifop» أمس أن التأييد لتدخل فرنسا ضد تنظيم «داعش» في العراق ارتفع ليصل إلى نحو 70 في المئة، بعد أن ذبحت جماعة جزائرية إرهابية مواطناً فرنسياً في وقت سابق هذا الأسبوع.

وقالت المؤسسة عن استطلاعها الذي شمل 1751 بالغاً «بدلاً من أن يضعف ذلك التأييد للتدخل وهو ما أراده الجهاديون تمخضت الجريمة عن نتيجة معاكسة».

وأظهر الاستطلاع زيادة نسبتها 16 نقطة مئوية إلى 69 في المئة تأييداً للعمليات الفرنسية منذ 21 أيلول بعد يومين من بدء ضرب المقاتلات لأهداف في شمال العراق ضد الإرهابيين الذين سيطروا على ثلث العراق وكذلك مناطق واسعة في سورية.

جاء ذلك في وقت، ألقت الشرطة البريطانية القبض على رجلين ضمن عملية ضد المتشددين الإسلاميين، إذ أشارت الشرطة إلى أن رجلاً يبلغ من العمر 33 سنة اعتقل للاشتباه في انتمائه لمنظمة محظورة بينما ألقي القبض على آخر للاشتباه في تقديمه المساعدة إلى مجرم.

وألقى ضباط مكافحة الإرهاب القبض على الرجلين اللذين لم تعرف هويتهما في إنكلترا في وقت مبكر من أمس، ما يرفع العدد الإجمالي للمعتقلين في العملية إلى 11 في غضون يومين فقط.

وقالت شرطة العاصمة في بيان: «عمليات الاعتقال والبحث هذه تأتي في إطار تحقيق مستمر في الإرهاب المتصل بالإسلاميين، وليست نتيجة لوجود أي تهديد وشيك للأمن العام».

وأعلنت السلطات الإسبانية أمس، أن الشرطة اعتقلت 9 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى خلية متشددة لها صلة بـ»داعش» الإرهابي.

وقالت السلطات إنها تمكنت من القبض على أفراد الخلية بمساعدة السلطات المغربية، وأوضحت وسائل إعلام محلية أن أحد المعتقلين إسباني والآخرين مغاربة، حيث اتخذت المجموعة من مدينة مليلية التي تسيطر عليها إسبانيا على الساحل الشمالي لأفريقيا ملاذاً لها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى