ترامب ماضٍ في تبنّي خطّة أوباما لمحاربة «داعش»

تنوّعت الموضوعات التي اهتمت بها الصحف الروسية والغربية أمس، من تكريس جلسة يوم 21 آذار الحالي لإحياء ذكرى مندوب روسيا الدائم فيتالي تشوركين، إلى خطّة ترامب لمحاربة «داعش»، إلى التوتر القائم بين تركيا وبعض الدول الأوروبية لا سيما ألمانيا.

صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تناولن مسألة تخصيص الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة يوم 21 آذار الحالي لإحياء ذكرى مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الدولية فيتالي تشوركين، الذي وافاه الأجل يوم 20 شباط الماضي. وقالت إنّ رئيس الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومبسون، الذي كان مبادراً إلى تنظيم هذه الجلسة، هو الذي سيفتتح الجلسة.

أما صحيفة «كومرسانت» الروسية فتطرّقت إلى التوتر القائم في العلاقات بين روسيا و«إسرائيل» مشيرة إلى أن سببه كان قصف الطيران «الإسرائيلي» مواقع القوات السورية.

من ناحيتها، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى معاهدة مونترو، التي تنظم حركة السفن التجارية والحربية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل مشيرة إلى محاولة الناتو الالتفاف عليها لتعزيز وجوده في المنطقة.

ونشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى خطة ترامب في محاربة «داعش» مشيرة إلى أن من اطّلع عليها يؤكد أنها لا تختلف بشيء عن خطة أوباما.

فيما نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً بعنوان «ترامب في حرب مع جواسيسه الذين يحققون معه». وقالت الصحيفة إنه عندما يهب موظفو الرئيس الأميركي أنفسهم لدحض مزاعمه بأن سلفه باراك أوباما تجسس عليه خلال حملته الانتخابية، فإن ذلك لا يعتبر خبراً جيداً للبيت الأبيض.

ونشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً كتبه جون سمبسون بعنوان «هاكر داعشي خطّط لتدمير طائرات من دون طيار وخزن معلومات في أزرار قميصه».

وقال معدّ التقرير إن عنصراً تابعاً لـ«داعش» يواجه حكماً بالسجن بسبب تخزينه معلومات على وحدات ذاكرة مموّهة وكأنه أزرار قميص معدنية، فضلاً عن التخطيط لإسقاط طائرات من دون طيار.

وفي تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة «بيلد» الألمانية، حذّر يوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، تركيا من تضييع فرصها في الانضمام للاتحاد الأوروبي. وقال: إذا لم تغير تركيا سياستها سريعاً، سوف تصبح عضويتها في الاتحاد أمر غير واقعي على نحو متزايد.

وفي ما يلي، جولة على تفاصيل هذه التقارير:

نيزافيسيمايا غازيتا

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تكريس جلسة يوم 21 آذار الحالي لإحياء ذكرى مندوب روسيا الدائم فيتالي تشوركين.

وجاء في مقال الصحيفة: تخصص الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة يوم 21 آذار الحالي لإحياء ذكرى مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الدولية فيتالي تشوركين، الذي وافاه الأجل يوم 20 شباط الماضي. ويفتتح هذه الجلسة رئيس الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومبسون، الذي كان مبادراً إلى تنظيم هذه الجلسة.

أما قبل شهر من الآن، أي في اليوم التالي لوفاة تشوركين، فكان من المقرر أن يخصص جزء من جلسة مجلس الأمن الدولي لذكراه. بيد أن أوكرانيا، التي كانت ترأس حينها المجلس، وقفت ضد صدور بيان رسمي عن المجلس في شأن وفاة تشوركين، بحجة عدم وجود سابقة له.

ولكن ممثل جمهورية فيجي، رئيس الدورة الـ 71 للجمعية العامة بيتر تومبسون، وعد بتنظيم جلسة خاصة لإحياء ذكرى فيتالي تشوركين، مشيراً إلى وجود سوابق مثيلة، حيث منحت المنظمة مثل هذا الشرف لرؤساء الدول ورجال السياسة بعد وفاتهم، وكان آخرها جلسة مخصصة للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، وقبلها لملك تايلاند بوميبول أدولياديج.

ويفتتح جلسة الجمعية العامة، المخصصة لإحياء ذكرى فيتالي تشوركين، رئيس الدورة الحالية بيتر تومبسون نفسه. وبحسب مدير المركز الإعلامي للمنظمة الدولية في موسكو فلاديمير كوزنيتسوف، فإن روسيا رحبت بقرار الجمعية العامة عقد جلسة مكرسة لإحياء ذكرى فيتالي تشوركين، الذي كان دبلوماسياً دولياً، وكان موته المفاجئ خسارة جسيمة ليس فقط لروسيا، لا بل للمجتمع الدولي بأجمعه.

وأضاف كوزنيتسوف: لقد عمل تشوركين في مجال خاص الدبلوماسية متعددة الأطراف، حيث كان المهم فيها التوصل إلى حلول وسط، مع الأخذ بالاعتبار مصالح جميع الأطراف. وكان تشوركين يتمتع بقدرة عالية في هذا المجال. ففي تشرين الأول الماضي، عندما كانت روسيا ترأس مجلس الأمن الدولي، جرى التصويت لاختيار الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية. حينها أعلن تشوركين للعالم أجمع أن المجلس وافق على ترشيح أنطونيو غوتيريش لهذا المنصب.

وبحسب غوتيريش، فإن فيتالي تشوركين دبلوماسي فريد وماهر، خدم بلاده في أصعب مراحل التاريخ الحديث، وقال: رغم أننا عملنا معاً فترة قصيرة، فإنني ثمنت عالياً إمكانية العمل معه. وبالنسبة إليّ، أنا أفتقر إلى بصيرته وحذاقته وصداقته.

وفي الأمم المتحدة أوضحوا بأنه سيكون من الصعب جداً إيجاد بديل له على الساحة الدولية الرئيسة. يأتي ذلك في حين أن موسكو تبحث حالياً عن الشخص، الذي يمكنه أن يحل محل تشوركين في المنظمة الدولية، حيث يجب أن يحظى بموافقة الخارجية ومجلس النواب الروسي الدوما ، وبعدها مجلس الاتحاد، وأخيرا الديوان الرئاسي. وقد أعلن المتحدث الرسمي بِاسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن أي قرار لم يتخذ في شأن الشخصية، التي ستحل محل فيتالي تشوركين في المنظمة الدولية. لكن مصدراً أكد للصحيفة أن القرار قد يتخذ بدقة ومن دون إبطاء، لأنه من صلاحيات الرئيس.

كومرسانت

تطرّقت صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى التوتر القائم في العلاقات بين روسيا و«إسرائيل» مشيرة إلى أن سببه كان قصف الطيران «الإسرائيلي» مواقع القوات السورية.

وجاء في مقال الصحيفة: حدث توتر في العلاقات بين روسيا و«إسرائيل». وإن ما يشير إلى ذلك هو استدعاء الخارجية الروسية سفير «إسرائيل» المعتمد لدى موسكو على إثر قصف الطيران الحربي «الإسرائيلي» مواقع قوات الحكومة السورية وحلفائها في منطقة تدمر. ويأتي ذلك بعد تمكن روسيا و«إسرائيل» من تطوير علاقات التعاون بينهما، رغم اختلاف موقفيهما من حكومة بشار الأسد وحزب الله، الذي يحارب الإرهابيين إلى جانبها، بحيث أن خبراء عديدين كانوا يصفون العلاقة بين الرئيس الروسي بوتين ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» نتنياهو بالودية.

ولقد أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحافيين يوم 20 آذار الحالي أن الخارجية الروسية استدعت نهاية الأسبوع الماضي سفير «إسرائيل» لدى موسكو غاري كورين، وذلك لتوضيح سبب الغارة الجوية، التي شنتها الطائرات الحربية «الإسرائيلية» على مواقع قوات الحكومة السورية في منطقة تدمر. وبحسب المعطيات السورية، فقد اشتركت في هذه الهجمة أربع طائرات «إسرائيلية» تصدّت لها وسائل الدفاع الجوي السورية. وبينما أكد ممثل القيادة السورية إسقاط إحدى الطائرات وإصابة أخرى، فإن الجانب «الإسرائيلي» نفى هذه المعلومات، التي لم تؤكدها مصادر أخرى.

وبحسب معلومات وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، لم تكن مواقع قوات الحكومة السورية هي المستهدفة في هذه الغارة، بل قافلة تنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب حكومة دمشق، والذي تعدُّه «تل أبيب منظمة إرهابية».

وقد وصلت الحرب الإعلامية بين سورية و«إسرائيل» إلى أوجها بعد هذه الحادثة، حيث هدد وزير الدفاع «الإسرائيلي» أفيغادور ليبرمان الجانب السوري بقوله: إذا هاجمت منظومات الدفاع الجوي السورية الطائرات «الإسرائيلية» مرة أخرى، فسوف ندمرها، ولن يكون هناك أي حلّ وسط في هذه المسألة.

أما بالنسبة إلى موسكو، فالحرب بين سورية و«إسرائيل» خيار مرفوض كلياً. فقد كانت موسكو حتى الآن على رغم ضلوعها في النزاع السوري، تتجنب توتير العلاقات مع «إسرائيل». لا بل كانت الاتصالات بين الرئيس بوتين ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» نتنياهو مستمرة، حتى أن عدداً من الخبراء وصفوا هذه العلاقة بالودية. وفي الوقت نفسه لم يُخف أحد في موسكو و«تل أبيب» أن الخلاف الرئيس بينهما في شأن المسألة السورية ليس نظام بشار الأسد، بل حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانبه. فـ«إسرائيل» تعدُّ هذا الحزب عدواً لها وعميلاً لإيران الشيعية. كما أن غالبية الهجمات الجوية، التي نفذتها الطائرات «الإسرائيلية» في سورية، كانت ضد مسلحي الحزب. و«إسرائيل» متخوفة من أن يستغل هذا الحزب الأزمة السورية للحصول على أسلحة حديثة بما فيها الروسية، ويستخدمها مستقبلاً ضد «إسرائيل».

أما موسكو فوجهة نظرها مختلفة تماماً. فلقد بينت العمليات القتالية، في تدمر وقبلها في حلب، أن وحدات حزب الله هي، التي تتمتع بقدرة قتالية عالية، مقارنة بجميع التشكيلات الأخرى في التحالف الموالي للأسد. لذا، فإن موسكو ترى أن محاولات «إسرائيل» الرامية إلى تدمير البنية التحتية لهذا التحالف في سورية، تعرقل بلوغ المجتمع الدولي هدفه الرئيس وهو الانتصار على الراديكاليين السنّة وفي مقدّمهم «داعش»، الذين قاتل حزب الله ضدهم في ضواحي تدمر، التي حُرّرت للمرة ثانية.

نيزافيسيمايا غازيتا

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى معاهدة مونترو، التي تنظم حركة السفن التجارية والحربية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل مشيرة إلى محاولة الناتو الالتفاف عليها لتعزيز وجوده في المنطقة.

وجاء في مقال الصحيفة: يعزز الناتو بدعم من أوكرانيا من وجوده العسكري في البحر الأسود. فقد وصلت إلى ميناء أوديسا أربع سفن حربية للحلف من مجموعة SNMCG2 ، لإجراء مناورات مشتركة مع القوات البحرية الأوكرانية. وتضم مجموعة سفن الناتو الأربع سفينة لكل من بولندا وإسبانيا وألمانيا وتركيا. وبموجب معاهدة مونترو، لا تستطيع هذه السفن باستثناء السفينة التركية البقاء في البحر الأسود مدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.

لذلك من المحتمل أن تنتهك هذه السفن الأجنبية النظام المتبع في البحر الأسود.

وتغطي وسائل الإعلام الأوكرانية بصورة واسعة جداً المسائل المتعلقة بتسليم سفن الولايات المتحدة والناتو في البحر الأسود إلى القوات البحرية الأوكرانية بهدف رفع قدراتها القتالية، والتوصل عبر ذلك إلى الأهداف العسكرية ـ السياسية لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود. أي يمكن أن تظهر قريباً سفن حربية أميركية وفرنسية وإسبانية وبريطانية ونرويجية في البحر الأسود تحت العلم الأوكراني، وأن تبقى فيه مدة تزيد عن ثلاثة أسابيع. واستناداً إلى هذا، يمكن أن نفسر الاتصالات المكثفة بين الناتو وكييف حالياً. فبحسب وسائل الإعلام الأوكرانية، تزامن وصول سفن الناتو إلى أوديسا مع زيارة العمل، التي قام بها إلى المنطقة وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك، الذي تفقَّد مواقع القوات البحرية الأوكرانية، ورتب لقاء لقائد القوات البحرية الأوكرانية إيغور فوروتشينكو بالملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في كييف، الذين رافقوه إلى اوديسا. وقد أوضح لهم فوروتشينكو خلال اللقاء سير العمل في إعادة بناء الأسطول الأوكراني بعد مغادرته سيفاستوبل، وكذلك الإصلاحات الجارية وتطويره. وليس مستبعداً أن تكون قد نوقشت خلال اللقاء سبل تقديم مساعدات عسكرية ـ فنية إلى القوات البحرية الأوكرانية.

وكان فوروتشينكو قد أعلن قبل أيام أن أوكرانيا تدرس مسألة شراء سفن حربية منتهية خدمتها في أساطيل الدول الغربية. وقد اتضح من تصريحه أن كييف تنوي شراء سفن مضادة للألغام، كالتي وصلت إلى ميناء أوديسا.

ولم تحدد قيادة القوات البحرية الأوكرانية عدد السفن التي تنوي شراءها. لكن الحديث يدور عن 20 30 سفينة من هذا النوع. ولكي تعمل هذه السفن لا بدّ من وجود مختصين بها، لذلك ليس مستبعداً ظهور طواقم لهذه السفن، تتألف من أوكرانيين وممثلي الناتو تحت غطاء تدريب الطاقم الأوكراني.

وإن تعزيز القوات البحرية الأوكرانية هي أحد الموضوعات، التي يناقشها الناتو مع كييف.

فقد أعلنت ممثلية أوكرانيا لدى الناتو أن الجانبين ناقشا، في يوم 17 آذار الحالي في مقر الحلف في بروكسل، الأوضاع في منطقة البحر الأسود وسبل التعاون بينهما. كما تم التطرق خلال اللقاء إلى مسألة تعزيز الوجود العسكري للحلف في البحر الأسود، وتكثيف المناورات والتدريبات البحرية فيه مع قيام الناتو بدور المنسق بين السفن الحربية للدول الحليفة.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن معاهدة مونترو وُقّعت في مدينة مونترو السويسرية عام 1936، ودخلت حيز التنفيذ يوم 9 تشرين الثاني 1936، وأصبحت تنظم حركة المرور عبر مضايق البحر الأسود للسفن التجارية في أوقات السلم والحرب. وهي تضم 29 بنداً وأربعة ملحقات وبروتوكول واحد. وقد وقّعت المعاهدة تركيا وبريطانيا وفرنسا وبلغاريا ورومانيا ويوغوسلافيا واليابان وأستراليا، إضافة إلى الاتحادين اليوغوسلافي والسوفياتي.

وتسمح المعاهدة للسفن الحربية التابعة لدول حوض البحر الأسود بحرّية الحركة من دون قيد أو شرط. أما السفن الحربية التابعة لدول من خارج حوض البحر الأسود، فبموجب المعاهدة يجب أن تكون سفناً سطحية وخفيفة ومساعدة بحيث لا يزيد عددها في المجموعة عن تسع سفن مارة عبر المضيق في آن، وبحمولة إجمالية لا تتجاوز 15 ألف طن، على ألا تزيد فترة وجودها في البحر الأسود عن 21 يوماً.

أي أنه في حال بقاء أي سفينة فترة أطول من هذه الفترة، فسوف تتحمل الدولة، التي سمحت بمرورها تركيا ، مسؤولية هذا الانتهاك لبنود المعاهدة.

موسكوفسكي كومسوموليتس

نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى خطة ترامب في محاربة «داعش» مشيرة إلى أن من اطّلع عليها يؤكد أنها لا تختلف بشيء عن خطة أوباما.

وجاء في مقال الصحيفة: كشفت قناة «إن بي سي» التلفزيونية، استناداً إلى مصادرها الخاصة، بعض تفاصيل خطة الإدارة الأميركية الجديدة في محاربة «داعش». فبحسب معلومات الأشخاص، الذين اطلعوا عليها، هي لا تختلف إلا بعض الشيء عن خطة أوباما، وخاصة في توجيه ضربات جوية إلى مواقع الإرهابيين ودعم القوى المحلية. ومع ذلك، تشير بعض المعلومات إلى نية الولايات المتحدة إعادة النظر في سياستها في الشرق الأوسط.

وتؤكد مصادر القناة الأميركية أن الخطة، التي قدمها البنتاغون إلى البيت الأبيض، ليست نهائية. ويذكر أن ترامب انتقد أوباما كثيراً، بما في ذلك بسبب سياسته في الشرق الأوسط.

ومهما كانت الصيغة الختامية لهذه الخطة، التي ستعمل القوات العسكرية الأميركية في سورية والعراق على ضوئها، يلاحظ إدخال بعض التعديلات حالياً على النهج الأميركي السابق.

فقبل أيام، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى نية البنتاغون إرسال ألف عسكري أميركي إضافي إلى سورية. في حين يشارك الأميركيون بنشاط بمحاربة «داعش» في العراق حالياً.

وكانت وسائل الإعلام قد أشارت إلى إرسال البنتاغون مشاة البحرية الأميركية إلى شمال الرقة، التي تعدُّ عاصمة للإرهابيين. وهذا بحسب المستشرق أندريه سيرينكو كان أمراً منتظراً، وهدفه تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في سورية مستقبلاً. وأضاف سيرينكو خلال حديثه إلى «موسكوفسكي كومسوموليتس» أن المهمة الرئيسة حالياً هي استنزاف قوى العدو كما يفعل العراقيون في الموصل والكرد في الموصل وسورية . ولكن عندما يحين اليوم الحاسم في الرقة، سوف يدخلها الأميركيون، وبالكاد سيقوى «داعش» على المقاومة. وبالكاد سيحصل في ضواحي الرقة ما نلاحظه في الموصل.

أي أن انتصار الأميركيين في الرقة مضمون في جميع الأحوال. ولكنهم بعد استيلائهم على المدينة لن يتخلوا عنها لأحد. لأن إرسال القوات الأميركية إلى سورية ليس فقط للقتال، بل هو للحفاظ على السلام بعد الانتصار، حيث ستكون مهمتها ضمان الوجود الأميركي في سورية بهذه الصورة أو تلك. أي أن الرقة بعد استيلاء الأميركيين عليها ستكون مدينة ضائعة بالنسبة إلى بشار الأسد.

وإضافة إلى هذا، تكثف الإدارة الأميركية الجديدة محاولاتها لإعادة بناء العلاقات مع الشركاء في أوروبا. فقد وصف ترامب أول لقاء له مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نهاية الأسبوع الماضي في واشنطن بـ«الرائع». بيد أن الأمور هنا لم تمر من دون دسّ سمّ في العسل. إذ أشار في مدونته إلى المبالغ الكبيرة التي يجب سدادها إلى الناتو والولايات المتحدة عن تكاليف حماية ألمانيا. ويذكر أن مسألة المساهمة المالية في عمل الناتو، طرحت أيضاً في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي عقد الشهر المنصرم. وبعد ذلك، أعلن ترامب أن الأموال بدأت بالوصول.

والمسألة الثالثة، التي لا تقل أهمية لواشنطن، ترتبط بالسياسة الخارجية العلاقة مع موسكو. فقد أولى ترامب اهتمامه لهذه المسألة في أثناء المقابلة التي أجرتها معه قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية، حيث وصف فلاديمير بوتين، ردّاً على طلب القناة، قائلاً: أنا لا أعرف. بيد أنه بوتين فعلاً جوزة قاسية حرفياً بسكويت صلب . ويذكر أن ترامب سبق أن أعلن مراراً عن استعداده لتحسين العلاقات مع روسيا، التي تفاقمت في عهد أوباما. وتعهد في غضون ذلك بألا تكون هناك أي إعادة تشغيل، وأنه في حال عدم التوصل إلى قاسم مشترك، فإنه سينتهج سياسة أكثر صرامة من التي كانت ستنتهجها هيلاري كلينتون.

وتجدر الإشارة إلى أن المتحدث الرسمي بِاسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف رجح أن يتم لقاء الرئيسين على هامش قمة العشرين الكبرى، التي ستُعقد في تموز المقبل في هامبورغ. بيد أن واشنطن لم تؤكد هذا الأمر.

غارديان

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً بعنوان «ترامب في حرب مع جواسيسه الذين يحققون معه». وقالت الصحيفة إنه عندما يهب موظفو الرئيس الأميركي أنفسهم لدحض مزاعمه بأن سلفه باراك أوباما تجسس عليه خلال حملته الانتخابية، فإن ذلك لا يعتبر خبراً جيداً للبيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن كلما طال مثول جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، ومدير وكالة الأمن القومي الأميركي أمام لجنة من الكونغرس، فإن الوضع سيزداد سوءاً.

وأردفت أن كومي، يستجوب منذ تموز الماضي بسبب مزاعم تواطئ روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت في عام 2016.

وتابعت بالإشارة إلى أن ترامب، ومع مواقفه المتهورة، لا يأبه أبداً بالحقائق.

وقالت الصحيفة إن كومي أكد في أول جلسة علنية تتعلق بالتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية في عام 2016، أن لا يملك معلومات تدعم تغريدات ترامب في شأن مزاعم تجسس أوباما على ترامب خلال حملته الانتخابية.

وأردفت أن المفارقة تبدت بعد تأكيد المكتب الفيدرالي بأنه يحقق في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب الانتخابية وموسكو.

تايمز

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً كتبه جون سمبسون بعنوان «هاكر داعشي خطّط لتدمير طائرات من دون طيار وخزن معلومات في أزرار قميصه».

وقال معدّ التقرير إن عنصراً تابعاً لـ«داعش» يواجه حكماً بالسجن بسبب تخزينه معلومات على وحدات ذاكرة مموّهة وكأنه أزرار قميص معدنية، فضلاً عن التخطيط لإسقاط طائرات من دون طيار.

وبحسب التقرير، فإن ساماتا أولاه 34 عاماً اعترف بأنه كان عنصراً مهما في مجموعة تابعة لـ«داعش» تطلق على نفسها اسم «جيش الخلافة الإلكتروني»، وتعمل على جمع المعلومات عن طريق الإنترنت، وكانوا يخططون لتفعيل برامج خبيثة.

وأردف الكاتب أنه تم إلقاء القبض على أولاه الذي يقطن في كارديف، جنوب ويلز، خلال حملة للقبض عليه من جانب قوات الأمن البريطانية والأميركية.

وتابع بالقول إن محادثاته مع التنظيم الإرهابي وجدت مسجلة على هاتف محمول يعود لجاسوس في كينيا متهم بالتخطيط بهجوم بالجمرة الخبيثة.

وأقر أولاه بأنه مذنب خلال محاكمته في بريطانيا بخمس تهم كانت موجهه إليه، ومنها: انتماؤه إلى «داعش» وتدريب إرهابيين والتخطيط لشنّ اعتداءات إرهابية، بحسب الصحيفة.

وأضافت «تايمز» أن الشرطة البريطانية وجدت خلال مداهمتها شقته 30 وحدة ذاكرة صغيرة الحجم على شكل أزرار أكمام معدنية.

وأضافت أن الشرطة اكتشفت خلال مداهمتها شقة أولاه بأن لديه نسخة مصورة من كتاب يبين كيفية صنع القذائف مؤلف من 500 صفحة وكتاب آخر يتناول كيفية صنع القذائف والتحكم بها.

وأشارت إلى أنه بنغالي الأصل، وقد استقال من عمله في مجال التأمين، وقد عمل على تسجيل الكثير من الفيديوات واستخدم برامج متعددة لإخفاء لكنته التي تظهر أنه من مدينة ويلز البريطانية، وسيتم الحكم عليه في 28 من الشهر الحالي في بريطانيا.

بيلد

حذّر يوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، تركيا من تضييع فرصها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقال هان في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة «بيلد» الألمانية في عددها الصادر أمس الثلاثاء: إذا لم تغير تركيا سياستها سريعاً، سوف تصبح عضويتها في الاتحاد أمر غير واقعي على نحو متزايد.

وأشار إلى أن السياسية الاستبدادية التي يتبعها أردوغان والتعديل الدستوري المخطط له في تركيا يعدان إعراضاً عن أوروبا.

وقال المفوض الأوروبي البارز إن تركيا تواصل الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة، لافتا إلى أنه لا يستبعد احتمالية أن تتشاور دول الاتحاد الأوروبي قريبا في شأن وقف مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي مع أنقرة.

وأكد هان أن مواصلة مباحثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لن تكون ممكنة إلا إذا كان هناك أوجه تقدم جوهرية في مجال سيادة القانون.

وانتقد هان بشدة المقارنات الأخيرة الصادرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع النازية، وقال: يجب رفض المقارنات السخيفة وغير المقبولة مع النازية بأقصى قدر من الحزم.

وأدان المفوض الأوروبي التهديدات الأخيرة أيضاً من جانب ساسة أتراك، وقال إنه لا يمكن صنع سياسة من خلال تهديدات، إن التهديدات تجعل الحوار العقلاني غير ممكن.

وأشار إلى أن هؤلاء الساسة يضرون بدولتهم من خلال ذلك ويخوّفون السائحين، وقال: من يرغب في السفر إلى بلد يزداد عدم استقرارها باستمرار، ويتم اعتقال صحافيين أجانب بها مثل مراسل صحيفة «فيلت» الألمانية دينيس يوسيل، وتسب حكومتها دول الاتحاد الأوروبية وتصفها بالفاشية؟

يشار إلى أن أردوغان اتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد الماضي شخصيا للمرة الأولى باتّباع أساليب النازية، ووجّه هجومه إليها قائلاً: أنتِ الآن تستعملين أساليب النازية.

وتابع الرئيس التركي قائلاً: ضد من؟ ضد إخواني وأخواتي الأتراك في ألمانيا، ضد الوزراء من إخواني وأخواتي، ضد الإخوة والأخوات البرلمانيين الذين يسافرون إلى هناك ألمانيا .

وجاءت هذه الاتهامات على خلفية النزاع القائم حول ظهور ساسة ووزراء أتراك في ألمانيا للترويج للاستفتاء على تعديل دستوري في تركيا من شأنه منح أردوغان المزيد من السلطات، بحسب وصف منتقديه.

وأعرب المفوض الأوروبي عن رأيه في أنه ليس هناك فرصة لتطبيق الإعفاء من التأشيرة بالنسبة للأتراك عند دخولهم دول الاتحاد الأوروبي، وأكد أنه طالما ترفض تركيا تنفيذ معايير أساسية مثل تعديل قانون مكافحة الإرهاب الذي يتم استخدامه حالياً لاضطهاد المعارضة والمنتقدين للنظام، لن يكون هناك إعفاء من تأشيرة الدخول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى