كرامي: الأولويّة لقانون الانتخابات والمكابرة تعرّض لبنان للزوال
رأى الوزير السابق فيصل كرامي، أنّ «جمهورية الموز في لبنان لم تعد قابلة للعيش»، معتبراً أنّ «عهد الرئيس ميشال عون فرصة تاريخيّة وذهبيّة للبنان»، واستهجن أن يعتبر البعض ما تعرّض له رئيس الحكومة سعد الحريري في وسط بيروت مسّاً بالطائفة السنّية، «وإلّا فيكون نزوله ضرراً لا منفعة منه»، وشدّد على «ضرورة إجراء الانتخابات على أساس النسبيّة ولا شيء غير النسبية».
كلام كرامي، جاء خلال لقاء جماهيري في قصر الرئيس عمر كرامي في كرم القلة، بدعوة من القطاع العمّالي في «تيّار الكرامة» بحضور فاعليّات سياسيّة ومسؤولي المكتب العمّالي في «تيّار العزم».
وقال كرامي: «نحن اليوم أمام الفرصة الأخيرة لوضع هذه المزرعة على السكّة الحقيقية لكي تصبح دولة، نحن باختصار، مطالبون بكثير من المسؤوليّة والشجاعة والتضحيات والصدق مع الذات، لكي نعبر هذا النفق الأسود ونكسر هذه الحلقة المفرغة، ونستحقّ أن نكون مواطنين في دولة وليس زبائن وأُجراء ونواطير في مزرعة».
وتابع: «حكومتنا العزيزة التي هي حكومة انتخابات، قرّرت فجأة أن تتصدّى للموازنة وسلسلة الرتب والرواتب والضرائب، وكما تعرفون، البلد بلا موازنات وبلا سلسلة وبلا إصلاحات منذ سنوات، ولا مبرّر لاتجاهات الحكومة الأخيرة سوى أنّها بدأت تعدّ نفسها لتصبح حكومة خالدة في ظلّ مجلس نيابي خالد، ولتذهب الديمقراطيّة ووعود الإصلاح وتعهّدات إنقاذ العمليّة السياسيّة في البلاد أدراج الرياح».
أضاف: «كان الردّ في الشارع، يوم الأحد الماضي، وهو اتّخذ اسم الحراك المدني أو الحراك الشعبي، والمضحك المبكي أنّ أحزاب السلطة شاركت في الحراك، ولو كنّا دولة، ونحن لسنا دولة، لكان التحرّك الشعبي في وجه السلطة بقيادة المعارضة، ولكن أين هي المعارضة؟ أنا لا أرى أيّ معارضة فعليّة، فكلّهم في السلطة متشاركون متضامنون متكافلون تحت بدعة التوافق الوطني».
ورأى أنّ «أولويّة الأولويّات لقانون الانتخابات، وموقفنا ممّا يجري وسيجري هو: النسبيّة ولا شيء غير النسبيّة، لسنا مع التمديد للمجلس النيابي، وأنّ تكوين سلطة جديدة في لبنان يعيد الانتظام إلى البلد»، لافتاً إلى «أنّ أيّ مكابرة من قِبل الطبقة الحاكمة سيعرّض لبنان للزوال وبسرعة لا يتخيّلونها، وليعلموا أنّ الشارع في بلدنا مفتوح وخارج السيطرة».
وأكّد أنّ «الناس ليس لديهم مانع من الدفع، لكن لديهم شرطان للدفع، الأول أن يعرفوا إلى أين سيذهب هذا المال، والشرط الثاني أن يعرفوا المشاريع التي تنفّذونها»، داعياً «الاتحاد العمالي إلى أخذ موقف جدّي بالدفاع عن حقوق الناس والحفاظ على لقمة العيش، وسنتابع المستجدّات يوماً بيوم معاً، ولن ندّخر وسيلة لإنقاذ مجتمعنا ومدينتنا ووطننا».
وكانت الحشود من مختلف مناطق طرابلس، قد أمّت قصر الرئيس عمر كرامي وساحة كرم القلة، رافعين شعارات ترفض زيادة الأسعار والرسوم والضرائب على كاهل المواطن.