مهرجان «الربيع للشعر العربي»… من دون لبنان!
بلال رفعت شرارة
رغم كلّ الضجيج الذي يُحدثه ليل بيروت المزدحم بالأماسي الشعرية و«عصاري» نهارات لبنان التي تربط الطريق بالمنابر الشعرية المترافقة مع عزف على أنواع متفرّقة من الآلات الموسيقية، وكذلك مع رسّامين «بورتريه لايف» ينجزون أعمالهم في «ساعة الساعة». رغم الاكتشافات المذهلة اليومية لبضعة عشر شاعرة وشاعر يومياً. ورغم أننا نكاد ننقلّب كلّ مساء وليل على وجوهنا من زحمة أحجار الشعر المتناثرة على طريقنا، والتي لا تترك لنا ممرّاً من دون أن «تُسمعنا حكياً». رغم ذلك كلّه، يتم ـ هذه السنة ـ تجاهل لبنان، وإسقاطه من خارطة الشعر العربي، ولا أحد يدعوه إلى مهرجان «ربيع الشعر العربي» في موسمه العاشر، والذي أعلنت عنه مؤسّسة «سعود البابطين الثقافية»، والذي يقام على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في العاصمة الكويتية من 26 إلى 28 من آذار الحالي، والذي سيكون ضيفَي منبره المميز، الشاعران يعقوب عبد العزيز آل الرشيد الكويت ومصطفى وهبي التل «عرار» الأردن .
المهرجان الذي ينطلق مساء السادس والعشرين من آذار الحالي، يزور مكتبة صاحب المهرجان الشعرية، ثم يعقد أمسيته الأولى التي يحييها كلّ من الشعراء: مصعب الرويشد، وضحة الحساوي، جابر نعمة، محمد تركي حجازي، مؤيد الشايب، وآية أسامة وهبي. ويدير هذه الأمسية الدكتور سالم عباس خدادة.
وفي برنامج اليوم الثاني، مباحثات حول المطرّزات الشعرية التي حفل بها اليوم الأول، وبشكل خاص عن الشاعر يعقوب عبد العزيز الرشيد. ويشارك في أعمال هذه الندوة السيدات والسادة: سعاد يعقرب الرشيد، الدكتور تركي المغيض. ويدير الندوة الدكتور عبد الله المهنا. وبعدها ينعقد لواء الأمسية الشعرية الثانية ويشارك فيها كل من الشعراء: موموضي رحال، فوزي عيسى، رنا العزام، محمد أمين العمر، صفوان قديسات، حسن سلمان كمال، ومحمد جميل أحمد. ويدير هذه الأمسية الشاعر رجا القحطاني.
أما اليوم الثالث والأخير، فيتضمن في فعالياته وقائع الندوة الأدبية الثانية عن الشاعر مصطفى وهبي التل «عرار»، ويتحدث فيها كلّ من الدكتور طارق مريود التلّ، والدكتور عبد الله غليس، وتدير أعمال هذه الندوة الدكتورة سعاد عبد الله الوهاب. وتُختَتم أعمال المهرجان بانعقاد الأمسية الشعرية الثالثة التي يشارك فيها الشعراء: سالم الرميضي، علي مبارك العازمي، ميسون أبو بكر، جعفر مجاوي، خالد الوغلاني، د٠ مها العتيبي وعبد المجيد فلاح.
الأردن هو صاحب الحظوة في هذا المهرجان الذي يغيب عنه لبنان صوتاً وصورة، عسى أن يكون المانع خيراً.
هذه المرّة، يستحق عبد العزيز البابطين أن نعقد له خيمة الشعر في لبنان، وأن نكرّم وفادته وهو الذي أسّس مكتبة شعرية تجتمع إليها دواوين العرب ومنبراً للشعر، لا بل سوق عكاظ حديث للشعر، يعلّق فيه الشعراء قصائدهم على ألواح الصوت.
يستحقّ عبد العزيز البابطين أن نحشد إليه الشعراء على مساحة لبنان وفي موقع مهرجانها الذي يحتفل بعد قليل من الآن في قصر الاونيسكو، بتكريم أحد شعراء العرب الكبار أحمد صافي النجفي، والذي نحتفل فيه في بيروت في حلقة ذكر شعرية بالاستماع إلى غسان مطر، والذي نجتمع فيه في الجنوب بالاستماع إلى الشاعر باسم عبّاس في قراءات من محبرة جوزف حرب الشعرية، وإلى قصائد بالفصحى والعامية من الشاعرين جرمانوس جرمانوس والمير طارق آل ناصر الدين، ونقيم فيه في الجنوب «عرس الحكي» الشعري، لمناسبة إصدار الشاعر أديب سعيد بزي ديوانه «فيَّ الديجور».
على كلّ مصطبة، وفي كلّ دسكرة وضيعة وبلدة وبناء في مدينة، تتزاحم منابر الشعر عندنا. نحن لا ينقصنا المكان، ولا تعوزنا المناسبة لتصمّم حدثاً شعرياً. ولكن للشعر في حديقة كتاب البابطين معنى ومبنى آخرَين، نتمنّى أن يكون لنا فيه مكان لصوتنا الصارخ في برّية الشعر.