..وتعود مجزرتها بذكراها الحادية والأربعين تحية إلى عينطورة أرض الفداء أم الشهداء
هشام الخوري حنا
إن كان آذار شهر الفرح والحياة فتتزاحم فيه الأعياد وتكلّل بولادة باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم انطون سعاده. فهذه المناسبة التي نحتفل بها هي ليست احتفالاً بشخص وإنما احتفال بسورية أمة العلم والريادة التي ظنّ أعداؤها أنها قضت وماتت إلى الأبد.
فلآذار أيضاً محطةٌ مغمورة بالحزن والأسى في عينطورة التي تخضّبت بدم شهدائها، شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي: الأمين نسيب عازار – نخلة رشيد عازار – مخايل عزيز عازار – الياس ناصيف عازار – لوريس نخلة عازار – ميشال عازار – عطاالله عازار – سعد عازار – انطوان عازار – سبع عازار – الياس عازار – سامي الحاج – يوسف الحاج – صوما عازار – نبيل عازار – عبده عازار – شبل عازار – الجندي جورج مينا – الجندي انطوان عازار – زهية الحاج – آمال الحاج.
جميعهم استشهدوا فقط لأنهم قوميون. فقط لأنهم أحرار. استشهدوا لأنهم حموا أبناء عينطورة كلهم من الهمجيّة القادمة إليهم. نعم حموا ودافعوا عن أبناء عينطورة كلهم، بمن فيهم هؤلاء القتلة المجرمون.
وما كانت النتيجة؟ النتيجة هي مكافأة القوميين بارتكاب هذه المجزرة بحقهم.. مجزرة يندى لها الجبين. نفّذت بدم بارد على حائط الكنيسة. مرتكبوها حاقدون. مجرمون جبناء. تسلّحوا بدين التسامح والمحبة والخير. والدين منهم براء. لطّخوا أيديهم بدماء الأبرياء.
بالله عليكم من أي طينة هؤلاء القتلة؟
ولأي مدرسة ينتمون؟
ولأي ثقافة يتبعون؟
إنهم تجار الدماء. إنهم المراؤون الكذابون، لصوص الهيكل. انعزاليون بغيِّهم يعمهون. زرعوا البغضاء في عينطورة. ألبسوها السواد. بفعلتهم أرادوها مغارة للحقد والخوف والجهل. معبودة للمادة، للقضاء على القوميين فيها. بدلاً من أن تكون عينطورة واحة حضارية ثقافية شرعها الأعلى هو العقل وملتقى التفاعل بين الروح والمادة. كما أرادها ويريدها دوماً القوميون الاجتماعيون أن تكون.
آهٍ عينطورة! ماذا أقول بعد مرور واحد وأربعين عاماً على مجزرة؟ أليمة؟ قبيحة؟ ماذا أقول عن مجرمين قتلة يحتلون الشاشات اليوم يحاضرون بالعفة لتبييض ماضيهم الأسود، وإذ تراهم اليوم يتطاولون على المقاومين الأبطال؟ ماضيهم الذي وصموه بدماء الأبرياء لتبقى وصمة العار هذه على جبينهم. وما كانت النتيجة، سوى تجذّر الحزب السوري القومي الاجتماعي في عينطورة. وقيامته كطائر الفينيق إلى رحاب الحياة والحرية. فأزهرت تلك الدماء الزكية أشبالاً وزهرات ومناضلين يكملون مسيرة رفقائهم الشهداء. لتبقى عينطورة معقلاً للحزب القومي وموئلاً للفكر الحر.
فبئس هؤلاء الطغاة الذين لا يعرفون ما هو العار، وما هو الشرف. فالتاريخ، أيّها السادة سيُنصف الشرفاء وسيكتب عن الشهداء، أنهم الأمراء. فتحية لكِ عينطورة يا أم الشهداء. يا أرض الفداء.
سنبقى فيك. نحن القوميين زوبعة للعز والإباء. فلتحي عينطورة. ولتحي سورية. وليحي سعادة. وليحي الشهداء.
محامٍ/ ناظر الإذاعة في منفذية المتن الشمالي