الأحزاب: لتحمّل الهيئات الدوليّة مسؤوليّاتها في مواجهة حرب الإبادة والتدمير في المنطقة
عقدت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنيّة اللبنانية لقاءً طارئاً أمس، في «دار الندوة» في بيروت ضمن «اللقاء السياسي للتضامن مع سورية ضدّ العدوان الأميركي والإرهابي».
وصدر عن اللقاء بيان جاء فيه: «على ضوء ما آل إليه العدوان على سورية والعراق، وتحوّل الولايات المتحدة الأميركية إلى استراتيجية الانتقام والتدمير بعد أن عجزت عن الانتصار بوضع اليد عليهما كليّاً أو جزئياً وقيامها بالاستهداف المباشر للسكان المدنيين والبنى التحتيّة وخاصة في سورية.
وبعد أن وصل الخطر الأميركي إلى تهديد سدّ الفرات في سورية مع ما يحتمل أن ينجم عنه من أضرار جسيمة تمسّ سورية في سلامة شعبها وحقوقها، كما في ثرواتها وقدراتها الاقتصادية وظروفها المعيشيّة، فقد تنادت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنيّة اللبنانية إلى لقاء طارئ عقد بتاريخ 27/3/2017 في دار الندوة في بيروت لتدارس المخاطر واتخاذ المواقف منها.
وبعد عرض الموضوع بكلّ أبعاده، أجمع المشاركون في اللقاء على توجيه نداءٍ عاجلٍ إلى الهيئات الدوليّة والإقليمية لتتحمّل مسؤوليّاتها القانونيّة والأخلاقيّة والإنسانية في مواجهة ما تتعرّض له المنطقة من عدوان وحرب إبادة جماعيّة وتدمير على يد قوى أجنبية توسّلت الإرهاب أداةً تستثمر فيه عبر منظّمات انشأتها ورعتها، كما غرّرت ببعض القوى المحليّة الانفصالية لتجعلها أداةً وجسر عبور لتنفيذ أغراضها العدوانية. وقد أكّد المجتمعون الآتي:
1- وجوب الوقف الفوري لجميع الأعمال الإجرامية التي ترتكبها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر، كما الأعمال التي تقوم بها الجماعات المسلّحة التي تدعمها وترعاها أميركا وحلفاؤها في كلّ من سورية والعراق.
2- تحميل الولايات المتحدة خاصةً وحلفائها وأدواتها عامّةً كامل المسؤولية القانونيّة بكلّ وجوهها عن أيّ ضرر يلحق بسدّ الفرات مباشرة أو غير مباشرةً أو مداورةً في بنيته أو في وظيفته، دونما توقّف عند مقولة خطر انهياره أم عدمه. وتمكين الدولة السورية فوراً من إصلاح الأعطال التي تسبّب بها القصف الأميركي للسدّ.
3 – إدانة الولايات المتحدة بأشدّ عبارات الإدانة لارتكابها الجرائم المتعمّدة في سورية والعراق عن طريق القتل العمد باستهدافها المدنيّين العزّل من دون أيّ مسوّغ.
4 – إدانة الأعمال التدميريّة التي تقوم بها الولايات المتحدة بقواتها مباشرةً أو بوساطة الأدوات الإرهابيّة والتنظيمات المسلّحة التي تحتضنها، ومطالبتها بالوقف الفوري بلا إبطاء لكلّ هذه الأعمال الإجرامية التي تتحمّل المسؤولية الكاملة عنها وعمّا ينجم عنها من إضرار بالبشر والشجر والحجر.
5 – اعتبار البنى التحتيّة والآثار في كلّ من العراق وسورية ثروات وطنيّة وقومية، واعتبار سدّ الفرات والسدود والجسور الأخرى رمزاً من رموز إنجازات الدولة القوميّة وأنّ المسّ بها يتعدّى اعمال القتال والمواجهة الميدانية ويشكّل عدواناً متعمّداً على الأمّة والدولة الوطنيّة والقوميّة التي تتشكّل فيها.
6 – مطالبة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامّة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وجميع الهيئات القضائية والحقوقية والإنسانية بالإسراع إلى اتخاذ التدابير التي تضع حدّاً للجرائم الأميركيّة والإرهابية بحقّ الإنسان والثروات الوطنيّة والبُنى التحتيّة في كلّ من سورية والعراق، واللجوء إلى جميع وسائل الضغط التي تلزم أميركا بالتوقّف عن عدوانها المباشر أو المرتكب بواسطة المنظّمات الإرهابية والمسلّحة التي ترعاها.
«الشيوعي»
بدوره، رأى المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني في بيان، أنّ «العدوان العسكري الأميركي المباشر الذي يجري في الشمال السوري، بحجّة مقاتلة الإرهاب، يهدف إلى منع توحيد سورية وتكريس تقسيمها إلى كيانات طائفيّة ومذهبيّة وإثنيّة متناحرة في ما بينها، تنفيذاً لمشروعها في المنطقة».
ورفضاً لهذا التدخّل السافر، دعا الحزب كلّ القوى اليسارية والوطنية في العالم العربي، للتصدّي لهذا المشروع الأميركي «الإسرائيلي» ومواجهته من خلال إطلاق مقاومة عربيّة شاملة بمفهومها الواسع، وبمختلف الوسائل والأشكال المتاحة.