شادي المولوي يدير مجموعات إرهابية من باب التبانة حتى عين الحلوة

يوسف المصري

حذرت مصادر مطلعة من أن الوضع في مدينة طرابلس مهدد بالعودة إلى مرحلة تجدد جولات العنف فيها، وحدوث انهيار كامل للهدنة التي كانت بدأت منذ عدة أشهر إيفاداً لبدء سريان الخطة الأمنية التي نفذتها الحكومة السلامية منذ بضعة أشهر.

وأكدت هذه المعلومات أن ما يمنع، حتى الآن، اندلاع موجة عنف جديدة في عاصمة الشمال، هو قرار من قيادة الجيش بالتحلي بالصبر إزاء التعامل مع استفزازات بعض بؤر المجموعات الإرهابية ذات الصلة بتنظيم الدولة الإسلامية داعش وجبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى، التي عادت وتمركزت في عاصمة الشمال.

وحددت هذه المصادر عدداً من هذه البؤر، أبرزها مسجد «ن» في باب التبانة الذي تتواجد فيه ثلاث مجموعات إرهابية موزعة الولاء بين داعش وجبهة النصرة ومجموعة ثالثة لم تحدد هويتها بدقة حتى الآن، ويعتقد أنها تنتمي لعناصر من جند الشام الذين انسحبوا من قلعة الحصن بعد معارك القصير قبل نحو عام.

وأضافت أن شادي المولوي وأسامة منصور يترأسان مجموعتي داعش والنصرة الموجودتين في المسجد المذكور، في حين أن المجموعة الثالثة يترأسها شخص من غير التابعية اللبنانية.

وبحسب معلومات أمنية فإن المولوي أصبح الرجل رقم واحد لجبهة النصرة في لبنان ، بدلاً من أسامة الشهابي المقيم في حي التعمير في مخيم عين الحلوة. وأضافت أن النصرة تتهم شقيق الشهابي ويدعي خليل الشهابي بأنه ينشئ علاقة تواصل مع فئات معادية للجماعات المجاهدة، وأن أسامة على علم بهذا الأمر ويقوم باستخدامه لفتح علاقات مهادنة لا تريدها النصرة.

وبحسب المعلومات عينها فإن نزار المولوي يقيم منذ فترة داخل مخيم عين الحلوة وهو يقوم بدور ضابط اتصال بين شقيقه شادي المولوي في طرابلس وبين مجموعتي زياد النعاج وبلال بدر 50 عنصراً ومجموعات أخرى في مخيم عين الحلوة. وختمت المعلومات عينها أن تحذيرات استخباراتية خارجية وصلت للبنان مؤخراً تحذر من احتمال عودة انطلاق عمليات إرهابية من داخل المخيم ضد أهداف في محيطه اللبناني وعمق منطقة الجنوب.

طرابلس

وتفيد هذه المصادر أن مجموعات مسجد «ن» الثلاث في طرابلس، تدير منه عمليات الاعتداءات التي تستهدف الجيش اللبناني في المدينة، وأنها مسؤولة عن معظم هذه الاعتداءات التي طاولته أخيراً فيها. كما أنها مسؤولة عن عمليات خطف وقتل مواطنين في المدينة، وذلك على خلفية مذهبية، وكان آخر ارتكاباتها على هذا الصعيد، قيامها بخطف المواطن فواز بزي واقتياده إلى داخل المسجد وإبراحه ضرباً تحت حجة التحقيق معه، ومن ثم تصفيته بعد إخراجه من المسجد. وفواز بزي من قاطني المدينة منذ عشرات السنوات، ووالدته من طرابلس فيما والده من جنوب لبنان.

ويتمهل الجيش اللبناني بحسم أمر هذه البؤرة نتيجة لأكثر من سبب أولها تحاشيه القيام بعملية عسكرية ضد مركز ديني، وثانيها كون موقع المسجد موجوداً في مكان مأهول بكثافة سكانية، وثالثها تقصد المسلحين المتحصنين به التلطي بمحال قريبة منه تحتوي على سلع قابلة للاشتعال، ما يجعل أي اشتباك معهم ينطوي على خطورة نشوب حريق كبير في كل المنطقة.

ونظراً للعوامل الآنفة، فإن الجيش يفضل استخدام ضغوط سياسية طرابلسية وغير طرابلسية تؤدي إلى إخراج هذه المجموعات الثلاث من المسجد.

الحسم لن ينتظر طويلاً

وعلى رغم أن قيادة الجيش تعول على الحل السياسي لإنهاء هذا الوضع الشاذ في المسجد المذكور، إلا أنها في الوقت عينه لن تستطيع الانتظار إلى ما لا نهاية، خصوصاً في ظل استمرار عمليات الاعتداء على عناصره التي تحصل غالباً من خلال أوامر فتاوى يعطيها للمنفذين قادة الجماعات الموجودة داخل المسجد. كما يوجد عامل أكثر أهمية يجعل الجيش حذراً من إطالة فترة تعايشه مع هذه البؤر الإرهابية في طرابلس، وهي الخشية من أن تكون مهمتها الأساسية المبادرة إلى إشغال الجيش في اشتباكات داخل المدينة لتخفيف الضغط العسكري عن مسلحي داعش في حال قررت الأخيرة القيام بهجوم جديد داخل الأراضي اللبنانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى