الجمهور وغدّار والمعتوق .. أبطال المباراة بجدارة
إبراهيم وزنه
استهلّ منتخب لبنان لكرة القدم مشواره ضمن التصفيات الآسيويّة لكأس آسيا 2019 بفوز كبير ومستحقّ على ضيفه في ملعب المدينة الرياضية منتخب هونغ كونغ، وبنتيجة 2 ـ 0 هي نتيجة الشوط الأول، وبهذا الفوز والأداء وحسن المواكبة 15 ألفاً ردّ الجمهور الكروي اللبناني على المشكّكين الذين تراءى لهم من خلال تعليقاتهم وتحليلاتهم بأنّ الجماهير ستعمد إلى مقاطعة المنتخب في سياق معاقبتها لاتحاد اللعبة. الردّ الوطني والمنطقي تُرجم جماهيرياً من خلال ملء المدرجات واعتماد التشجيع الحضاري، وميدانيّاً عبر التفاهم الفني وروح التعاون التي سادت بين اللاعبين على أرض الملعب، وزاد المشهد جماليّة مع الفوز المستحق الذي كان للنجم حسن معتوق والمخضرم محمد غدّار اليد الطولى في تحقيقه.
منذ بداية اللقاء، وضحت معالم الخطة التي رسمها المدرّب رادولوفيتش: تكثيف العناصر الهجوميّة مع شنّ هجمات متلاحقة على أمل أن تُثمر باكراً، فبعد ثلث ساعة على البداية سنحت لرجال الأرز ثلاث فرص اثنتان منهما للمقتحم علي حمام وواحدة للنجم حسن معتوق، بالمقابل لجأ لاعبو هونغ كونغ إلى الارتداد وبناء أكثر من حائط دفاعي، لكنّ الإصرار اللبناني أسفر عن هدف ملعوب ورائع في الدقيقة 26 بعدما لعب معتوق ركنيّة إلى محمد حيدر، فأعادها للمعتوق ليرفعها الأخير داخل المربع، فارتقى محمد غدار وتابعها رأسيّة في سقف المرمى. علماً بأنّ الخطورة اللبنانية تمحورت بشكل واضح من الجهة اليسرى حيث الثلاثي حيدر وغدار ومعتوق ، ومن ركنيّة أيضاً لعبها ربيع عطايا د 34 وصلت الكرة إلى رأس غدار الذي أهداها إلى معتوق فتابعها الأخير داخل المرمى. وفي الدقيقة 41، سنحت فرصة للضيوف صدّها الحارس مهدي خليل بقبضتيه، ليختم عطايا مسلسل الفرص بتسديدة استقرّت بين يدي الحارس.
وفي الشوط الثاني انقلب المشهد.. الضيوف في سعي متواصل للتسجيل مع شنّ هجمات متواصلة غالباً ما تكفّل بقطعها اللاعبان هيثم فاعور ونادر مطر بالإضافة إلى يقظة خطّ الدفاع، وأوّل غيث الهجمات كانت عبر انفراديّة في الدقيقة 65 لتمرّ الكرة زاحفة بمحاذاة القائم، تلتها تسديدة التقطها مهدي خليل ببراعة. مع الإشارة إلى أنّ رادولوفيتش عمل على إجراء ثلاثة تبديلات بنكهة هجوميّة، حيث أشرك فايز شمسين وسمير أياس وحسن المحمد بدلاً من محمد غدار وربيع عطايا وحسن معتوق، وفي الدقيقة الأخيرة 90+4 كانت أخطر الفرص لمنتخب هونغ كونغ، حيث اصطدمت الكرة المسدّدة من ضربة حرّة بالقائم، لترتدّ ثانية ويسدّدها مهاجم الفريق الضيف بين أقدام المدافعين، ثمّ أطلق الحكم صافرته معلناً فوز لبنان بثنائيّة مستحقّة. هذا، ولم تقم المباراة الثانية التي كانت ستجمع بين ماليزيا وكوريا الشمالية، نظراً للحالة المتدهورة بين البلدين على خلفية اغتيال شقيق رئيس كوريا الشمالية في مطار كوالالمبور منذ شهر تقريباً.