مزيد من التنديد بالرسالة «المشبوهة» إلى القمّة وإشادات بكلمة عون: لمحاسبة الخمسة لخرقهم الدستور وتجاوز رئيسَي الجمهورية والحكومة

تواصلت أمس المواقف المندّدة بالرسالة الخماسيّة إلى القمّة العربية التي انعقدت في عمّان والمشيدة في المقابل بكلمة رئيس الجمهورية ميشال عون فيها.

الصفدي

وفي السياق، أثنى النائب محمد الصفدي على المشهد اللبناني الرسمي الجامع في القمة العربية وحيّا دعوة الرئيس عون لوقف الحروب وإحياء الحوار بين العرب.

رحمة

من جهته، رأى النائب إميل رحمة في تصريح، »أنّ السلوك الذي صدر عن رئيسَين سابقين للجمهورية وثلاثة رؤساء سابقين للحكومة عبر إرسالهم رسالة إلى قمّة عمان قبل سفر الوفد اللبناني الرسمي برئاسة رئيس الجمهورية، هو عمل غير مستحبّ وغير مقبول، لا على المستوى الوطني ولا على المستوى البروتوكولي».

أضاف: »إنّ كلامي هذا هو نفسه عندما كان يتعرّض أحد هؤلاء الرؤساء لأيّ تصرّف مماثل، وكنّا نتمنّى أن يغلّبوا أصول التعامل السياسي والبروتوكولي مع مقام رئاسة الجمهورية، خصوصاً وأنّ ما صدر عنهم يشكّل خطأ سياسياً فادحاً، وبالنتيجة إنّه لا يليق بمقامات الرئاسات أبداً».

وختم: »في أيّ حال، كان المشهد التضامني الذي عكسه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بتوجّههما معاً على متن طائرة واحدة، والانسجام التام بينهما، كان برأيي هو الردّ المباشر والمناسب، كما أنّ تصريح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد وضع النقاط على الحروف بشكلٍ حاسم، وأتوقّع جازماً بأنّ الرئيس العماد ميشال عون سيتميّز في خطابه لمصلحة لبنان العليا ولسلامة وحدته واستقلاله وحريّة قراره».

»اللقاء الوطني»

بدوره، استغرب »اللقاء الوطني»، في بيان، الرسال الهادفة إلى التأثير على الموقف الرسمي اللبناني الذي يرأسه الرئيس عون وفي عداده الرئيس الحريري، »والتي تأتي لتؤكّد أنّ بعض الشخصيات ما زالت ساعية للتأثير على الموقف الوطني الجامع عبر هذه الرسالة التي شكّلت خطيئة لناحية الشكل والمضمون. فقد أرادت في مضمونها النيل من العلاقات الموضوعيّة القائمة بين الجيش والشعب والمقاومة، وهي القاعدة المرسّخة للاستقلال الجديد للبنان على أسس موضوعيّة تحفظ أمنه واستقراره في مواجهة العدوانية الصهيونية التي ما زالت حالمة بإدخال لبنان من جديد في دائرة احتلالها لأرضه وثرواته، والمواجهة أيضاً للإرهاب التكفيري الساعي لإخراج لبنان من دوره الوطني والعربي وإدخاله في الجاهليّة العمياء».

ورأى أنّ »من يحرص على العروبة يقتضي أن يكون مساهماً في المحافظة على قوّة لبنان وإجماعه الوطني».

كما اعتبر أنّ »هذه الرسالة مفخّخة تتناقض مع المناخ الوطني العام وتخرج عن المصلحة الوطنية اللبنانية، عبر محاولتها إضعاف الموقف الرسمي اللبناني ومساواتها بين المقاومة والإرهاب التكفيري الذي يحاول النَّيل من وطننا، وهي تشكّل سابقة خطيرة كان يجب عدم وقوع البعض بها، فيها مسّ بالشرعية اللبنانية وللوحدة الوطنية».

الداود

كذلك، انتقد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود في بيان، رسالة الرؤساء السابقين وسأل »عن الفائدة التي جناها من وقّعوا على هذه الرسالة سوى أنّهم ظهروا على حقيقتهم، وهي معروفة عن البعض، أنّهم ضدّ المقاومة للعدو الإسرائيلي».

واعتبر أنّ »الرسالة موحى بها من دول عربية، حيث قدّموا اوراق اعتماد بأنّهم قادرون على تطويق موقف لبنان الرسمي في القمّة العربية وإحراج رئيس الجمهورية، لكنّ محاولتهم باءت بالفشل، وأبلغ ردّ عليهم كان من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تحدّث أنّه والرئيس عون يمثّلان موقف لبنان، لذلك لم تدم رسالة الخمسة إلّا خمس دقائق فقط، واحترقت قبل أن توزّع في القمّة التي أهملتها».

حمدان

ورأى أمين الهيئة القياديّة في »حركة الناصريّين المستقلّين – المرابطون» مصطفى حمدان في بيان، أنّ »الرؤساء الخمسة السابقين الذين أرسلوا رسالة عشيّة القمّة العربية، لم يحقّقوا شيئاً خلال رئاستهم، لا على المستوى الوطني ولا على المستوى العربي، وكانوا من أفسد الرؤساء الذين تسلّموا الحكم، والرسالة جاءت بأمر من السعودية وقطر، ولكن لا تأثير لها، لأنّ فخامة الرئيس ميشال عون في القمّة العربية تخطّى كلّ ذلك بخطاب عربيّ العمق ووطنيّ الهويّة».

وقال: »في الشكل، المستهدف الأساسي قبل الرئيس عون هو دولة رئيس الحكومة سعد الحريري، لأنّه رأس السلطة التنفيذيّة ومجلس الوزراء مجتمعاً، ويجب أن يحاسَبوا ليكونوا عبرة لمن اعتبر، لأنّ هذا الأمر خرق دستوريّ على مستوى عالٍ جداً، خصوصاً بعد تخطّيهم رئيسَي الجمهورية والحكومة وإرسال رسالتهم المشبوهة مباشرة إلى رئيس القمّة. أمّا من ناحية المضمون، فهي فتنويّة الهدف تتكامل بالتحريض مع الأميركيّين لإعطاء الذرائع والحجج الواهية للعدو اليهودي للاعتداء على الوطن».

ولفتَ إلى أنّ عون »كان نجم القمّة، وخطابه السياسي كان نجم الكلمات، ويكفي ما سمعناه من كلامه الوجداني بتعابير بسيطة لم تعجب البعض، خصوصاً عندما قال: »وطننا العربي».

بشّور

واعتبر المنسّق العام لـ«تجمّع اللجان والروابط الشعبية» معن بشّور، أنّ كلمة الرئيس عون «كانت كلمة الضمير اللبناني العربي الإنساني».

أضاف: «لقد رفع الرئيس عون رؤوس اللبنانيين عالياً، وتركت كلمته أصداءً طيّبة في دنيا العرب. إنّه رئيس يحترم نفسه ويحرص على أن يعبِّر عن مصالح لبنان وكرامة العرب، دون الانزلاق إلى متاهات الصراعات المدمّرة والمصالح الفئويّة العابرة».

»تجمّع العلماء»

من ناحيته، اعتبر »تجمّع العلماء المسلمين» أنّ »رسالة الرؤساء الخمسة للقمّة هي وصمة عار على جبين هؤلاء الذين ما زالوا يراهنون على القضاء على المقاومة خدمة لسيّدهم الأميركي، وهي في الوقت نفسه ضرب للتضامن الوطنيّ الذي تجلّى بذهاب رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة إلى القمّة، ونحن نعرف ما هي الأسباب التي دفعت هؤلاء للقيام بهذه المبادرة، ومن دفعهم لذلك، وما هي طموحاتهم السياسية من وراء ذلك. ومع ذلك نقول لهم: لن ينال أحد من المقاومة ولا من سلاحها ولا من الوحدة الوطنية».

وختم: »مع كلّ هذا الواقع السيّئ، نوجّه التحية لفخامة الرئيس العماد ميشال عون على كلمته القيّمة في القمّة التي عبّرت عن طموحات كلّ اللبنانيين، والتي لم تراعِ سوى مصلحة الوطن واستقلاله وسيادته الحقيقيّة في مواجهة الأطماع الصهيونية».

صرخة وطن

واستنكر رئيس »تيّار صرخة وطن» جهاد ذبيان الرسالة، »والتي يبدو واضحاً أنّها موجّهة ضدّ المقاومة ودورها والعهد الجديد»، وقال: «للأسف هذه الرسالة لم تتطرّق إلى التهديدات الإسرائيلية، حيث لا يزال جزء من الأراضي اللبنانية محتلاً من قِبل العدو «الإسرائيلي» الذي باتَ يهدّد مؤخّراً ثروتنا النفطية في البحر، كما لم تتناول الرسالة المزعومة خطر الإرهاب الذي يتهدّد لبنان شرقاً، وهو ما يكشف خلفيات وأهداف هذه الرسالة التي لا تعبّر في شكلها ومضمونها إلّا عن أصحابها، خصوصاً وأنّ غالبيّة الموقّعين على الرسالة لا يمثّلون إلّا رأيهم الشخصي، وهنا نُعرب عن أسفنا لوجود الرئيس تمام سلام ضمن الموقّعين على هذه الرسالة، فنحن كنّا نعوّل عليه كونه ابن بيت سياسي وطنيّ عريق، كما أنّه لعب دوراً وسطياً خلال تولّيه رئاسة الحكومة».

وأضاف ذبيان: «لماذا لم يأخذ أصحاب هذه الرسالة برأي باقي رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين وفي مقدّمهم ضمير لبنان سليم الحص، وفخامة الرئيس المقاوم إميل لحّود والرئيس حسين الحسيني المشهود لهم بحكمتهم ومواقفهم الوطنية الصادقة».

وأكّد ذبيان، أنّ «قمّة عمان العربية ستبقى منقوصة في الشكل والمضمون، لأنّ مقعد سورية التي هي إحدى الدول المؤسّسة لهذه الجامعة لا يزال شاغراً، وبالتالي غياب الدبلوماسيّة السوريّة عن هذا الاجتماع هو تأكيد على استمرار سياسة الكيديّة».

وتعليقاً على خطاب الرئيس عون في القمّة العربية، قال ذبيان: «فخامة الرئيس ميشال عون، إنّ تبليغكم البليغ يدلّ على وعيكم السياسي ووضوح رؤيتكم وصدقيّة إرادتكم وخطابكم في القمّة العربية اليوم، جعلكم رئيس الأمانة والانتماء الوطني والعربي والإنساني، رئيس الفخامة ليتهم يفقهون ما كنتم تبلغون».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى