بوتين: من الأنسب منح ترامب فرصة..
صرّح الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في كلمة خلال منتدى «أركتيكا مساحة للحوار» في مدينة «أرخانغيلسك» الروسية أمس، «أنّ جميع أعضاء حلف الناتو يؤكدون على ضرورة الحوار مع روسيا، لكنّ هذا الحوار مرتبط بعلاقات واشنطن مع موسكو».
وقال نينيستو في كلمة خلال المنتدى: «كلّ أعضاء الناتو يؤكدون أهمية الحوار مع روسيا، لكن توجد مسألة، مرتبطة بالعلاقات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا».
وأضاف الرئيس الفنلندي: «نحن في الوقت الحاضر لا نعلم، كيف ستتطوّر الأحداث، وهذا، من دون أدنى شك، موضوع العلاقات الثنائية بين الجانبين الروسي والأميركي، ولكن هذه العلاقات ذات أهمية ولها قيمة كبيرة لفنلندا».
معلناً أنّ «هلسنكي ترحّب باستضافة الرئيسين الروسي والأميركي، عندما ستترأس بلاده مجلس القطب الشمالي».
والجدير بالذكر أنّ قمة مجلس القطب الشمالي والتي ستترأسها فنلندا خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2017 و 2019 تجمع بلدان الشمال الأوروبي، وكندا، وروسيا، والولايات المتحدة الأميركية، وكانت معلومات سابقة من العام الماضي، قد أفادت بوجود رغبة لدى السلطات الفنلندية، بتنظيم اجتماع يضمّ الرئيسين الروسي والأميركي.
من جهته، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدعوة الفلندية، وقال: «إنّه مستعدّ للاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة تعقد في فنلندا»، مشيراً إلى أنّه «قد يكون من الأنسب، منح ترامب الفرصة لتشكيل إدارته الرئاسية، بعد تولّيه منصب الرئيس، وبعد ذلك الحديث عن الاجتماعات معه».
ونفى بوتين أن تكون روسيا تدخّلت في انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي، وقال: «إنّ الاتصالات التي أجراها دبلوماسيون روس في الولايات المتحدة كانت مجرّد جزء من عملهم المعتاد»، واصفاً تلك الاتهامات، بأنّها «أكاذيب واستفزازات».
كما أعلن «بأنّ روسيا اقترحت على الجانب الأميركي التوقيع على اتفاقية حكومية لتوفير الأمن الإلكتروني، لكن واشنطن رفضت»، معرباً عن «أمله في تعاون بناء بين الولايات المتحدة الأميركية وبلاده في مجال مكافحة الإرهاب»، كما أنّه «يؤيد ترامب في سعيه لمحاربة الإرهاب وأنه سيدعمه في ذلك».
وأشار بوتين إلى أنّه في حال زار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون روسيا، فإنّه على استعداد لمناقشة مسألة الإرهاب الدولي معه، مؤكداً ضرورة التعاون مع الـ «سي آي أيه» والبنتاغون من أجل التوصُّل إلى نتائج إيجابية في مكافحة الإرهاب.
وقال بوتين: «نحن ننظر إلى الولايات المتحدة على أنّها دولة عظمى، نريد إقامة شراكة طيبة معها، وكلّ شيء آخر هو أكاذيب وافتراءات ضدّ روسيا واستفزاز».
وأشار بوتين إلى أنّ «هذه الورقة المناهضة لروسيا تستخدم من قبل بعض القوى السياسية في أميركا لدعم مواقف بعض السياسيين الأميركيين في الداخل»، مؤكداً «أن التعاون الحقيقي بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن التسوية السورية يتحسن».
يُذكر أنّ أول اتصال هاتفي، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، جرى يوم 28 كانون الثاني 2017، وتطرّق الحديث خلاله إلى «العلاقات بين البلدين والقضايا الملحّة على جدول الأعمال الدولي»، كما اتفق الرئيسان على «مواصلة الاتصالات الشخصية الدورية، وعلى إعطاء تعليمات للعمل على المواعيد المحتملة، من أجل اللقاءات بين الرئيسين ومكان انعقادها».