روسيا والناتو: لتخفيف التوتر على الحدود
تبادلت روسيا وحلف الناتو معلومات حول مواقع قواتهما المنشورة في المناطق الحدودية بغية زيادة الشفافية في أنشطتهما العسكرية.
وجاء ذلك خلال اجتماع لمجلس «روسيا الناتو» عقد أمس في بروكسل على مستوى السفراء.
وأوضح أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ «أنّ الجانب الروسي عقد إيجازاً حول مواقع 3 فرق من جيشه منتشرة قرب قوات البلاد الغربية، فيما أبلغ الناتو موسكو في المقابل بمواقع 4 كتائب تابعة له في أوروبا الشرقية».
وأضاف ستولتنبرغ: «أنّ هناك حواراً بين موسكو والحلف حول إمكانية تنظيم مثل هذه الإيجازات لتبادل المعلومات حول إجراء التدريبات العسكرية، بما في ذلك التدريبات الروسية البيلاروسية الغرب-2017 المقررة في الخريف المقبل».
وبشأن مضمون المناقشات التي شهدها الاجتماع قال الأمين العام «إنّ الطرفين انخرطا في حوار طويل وصريح وبنّاء، حول الأوضاع في أوكرانيا وأفغانستان وسُبل ضمان الشفافية العسكرية في أوروبا»، مُقراً بأنه «مازالت هناك خلافات عميقة بين الطرفين حول الوضع في أوكرانيا، ولكنه أشاد بالصراحة التي يتحلى بها الطرفان لدى بحث هذه الخلافات».
ونفى ستولتنبرغ أن تكون هناك إمكانية لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وأضاف: «حتى الآن لم نناقش مثل هذا الاجتماع، ولذلك فمن المستحيل القول متى يمكن أن يحدث ذلك».
يُذكر، أنّ الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ كان قد أعلن في أواخر العام الماضي عن ضرورة عقد اجتماع لمجلس «روسيا الناتو» مشيراً إلى أن «الحاجة إلى الحوار تزداد في ضوء التوتر القائم».
والجدير بالذكر، أن العلاقات الروسية مع الناتو، تعيش توتراً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة، حيث يقوم الحلف بتضخيم للأساطير حول تهديدات آتية إلى الدول الأعضاء في حلف الناتو، من قبل الشرق، أي «روسيا والصين وإيران». ولتبرير ضرورة كبح روسيا، توسُّع الحلف شرقاً ليزيد من تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة مع الحلف، علماً بأنّ موسكو أعلنت مراراً، بأنّ «حلف الناتو يستفيد سياسياً من عملية المواجهة، وتشويه صورة روسيا»، لأنّ هذا أسهل له من الاعتراف بوجود مشاكل في نظام الأمن الأوروبي، والدليل على ذلك، تلك القرارات التي اتخذها الحلف خلال الأعوام الماضية، ومن بينها قرار «تقدّم الناتو نحو الشرق»، والقرار الخاص بـ «نشر عناصر نظام الدرع الصاروخية العالمي في أوروبا».