سيل من المواقف المشيدة بخطاب عون في القمة العربيّة «المعبِّر عن الموقف الوطني» وتنديد واسع بالرسالة الخماسية «الخسيسة» ومحاولة النَّيل من دور المقاومة في التحرير ودرء الخطر الإرهابي
تواصلت المواقف المندّدة بالرسالة الخماسية إلى القمّة العربية في الأردن، معتبرةً أنّها «محاولة خسيسة وخبيثة لإضعاف وإرباك موقف رئيس الجمهورية ميشال عون وتمكين من يدورون في فلك التبعيّة للسياسات الأميركية، من استغلال هذه الرسالة للنَّيل من الموقف الرسمي اللبناني المؤيِّد للمقاومة»، فيما ثمّنت المواقف خطاب عون أمام القمّة مشيرةً إلى أنّه عبّر عن الموقف الوطني اللبناني وانطوى على رؤية عميقة عاقلة ووازنة، بعيدة عن التملّق والمحاباة.
الراعي
وفي السِّياق، أجرى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي اتصالاً هاتفياً بالرئيس عون، مهنّئاً إيّاه بسلامة العودة إلى لبنان.
وثمّن الراعي خطاب عون في القمّة العربية، واصفاً إيّاه بـ«الجريء والصريح والمحب».
وتطرق الحديث إلى الزيارة التي قام بها عون إلى حاضرة الفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس والأجواء الإيجابية التي أحاطت هذه الزيارة ونتائجها.
وزراء ونوّاب
بدورها، ثمّنت «كتلة الوفاء للمقاومة» مضمون خطاب عون، «والذي عبّر من خلاله عن الموقف الوطني اللبناني وانطوى على رؤية عميقة عاقلة ووازنة، بعيدة عن التملّق والمحاباة».
واعتبر النائب مروان فارس في تصريح أن «الرسالة الخماسية التي رفعها عدد من المسؤولين السابقين في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، تشكل سابقة في الحياة السياسية اللبنانية وتهين الأصول المرعية في لبنان».
أضاف: «هي أولاً صادرة عن أشخاص ليسوا أصحاب صفة، أما صفاتهم السابقة فلا تجعل منهم ذوي حق في التوجيه. ثانياً الآراء التي قدموها لم تستطع أن تمنع فخامة رئيس الجمهورية من الإدلاء برأيه الذي يمثل جميع اللبنانيين».
ورأى أنّ عون ورئيس الحكومة سعد الحريري بمشاركتهما معاً في القمة العربية «قدّما صورة بهية عن لبنان المتضامن مع المقاومة بوجه العدو الإسرائيلي». وقال: «لا بدّ من محاسبة هؤلاء الرؤساء السابقين جميعاً من قبل الشعب اللبناني، فالاستهانة بالمسؤولين الرسميين والحقيقين هي استهانة بعموم أبناء الشعب اللبناني. من هنا فإنه لا بدّ من وضع حدّ سياسي لهؤلاء المتطفلين على المسؤولية وعلى واجبات أيّ مواطن لبناني».
وأدان «الرسالة التي يظهر أنّ وراءها أعداء للبنان، إنْ كان في الولايات المتحدة الأميركية أو الدولة الصهيونية».
وختم فارس قائلاً: «من تلقى الأوامر من الأعداء ليس من لبنان ولا هو من الوطنيين اللبنانيين».
واعتبر وزير المهجّرين رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان في تغريدة على «تويتر»، أنّ كلمة عون «أتت بمستوى تحدّيات المرحلة التاريخية التي تعيشها بلداننا العربية». ورأى أنّها «بداية لعودة لبنان إلى دوره كدولة مستقلّة وذات سيادة، دولة تدافع عن مصالحها ووجودها وتقدّم النصح لأشقّائها الدول العربية من منطلق الانفتاح والمودّة، وأول النصح ضرورة وضع حدّ للانتحار الجماعي الحاصل بمباركة وتأييد من الدول الطامعة بثروات العالم العربي».
وختم: «أقلّ ما يقال في كلمة فخامة الرئيس، أنّها كلمة محترمة ومقدّرة يستحقّها لبنان الوطن».
كما رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي عسيران في ندوة صحافية في الرميلة، أنّ «المبادرة التي أطلقها الرئيس عون للعرب بتوحيد كلمتهم والجلوس إلى طاولة الحوار وإنهاء الخلافات والاقتتال، إنّما هي مبادرة في قمّة الشجاعة والعنفوان اللبناني الذي يتوق دوماً إلى وحدة العرب وتوحّدهم، وأن يعوا مخاطر ما يواجههم من «إسرائيل» والإرهاب الذي تغلغل في جسد الأمّة وباتَ آفة يجب التخلّص منها في إطار خطة عربية وعالمية شاملة».
«لقاء الأحزاب»
وتناول لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في بيان بعد اجتماعه الدوري في مقرّ حزب الاتحاد بربور، الرسالة الخماسيّة وكلمة عون، وقال: «إنّ الرسالة التي وقّعها كلّ من الرؤساء السابقين ميشال سليمان، أمين الجميّل، تمام سلام، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، إثر اجتماع عُقد على عجل بناءً على طلب من السفارة الأميركيّة وحلفائها من الرجعيّة العربية في بيروت، إنّما استهدفت تحريض الدول العربية ضدّ المقاومة الوطنية اللبنانية من خلال الزعم أنّ لبنان غير موافق على ما سمّوه تدخّل حزب الله في سورية أو العراق واليمن، والتذكير بسياسة النأي بالنفس للقول إنّ الموقف الذي سيعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمّة، لا يعبِّر عن موقف لبنان الرسمي واللبنانيّين عامّة، وبالتالي محاولة خسيسة وخبيثة لإضعاف وإرباك موقف الرئيس عون، وتمكين من يدورون في فلك التبعيّة للسياسات الأميركيّة، من استغلال هذه الرسالة للنَّيل من الموقف الرسمي اللبناني المؤيّد للمقاومة ودورها الرائد في محاربة الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري، الذي تقف الرجعية العربية وراء تصديره إلى سورية ولبنان والعراق وليبيا ومصر، وتمويله وتسليحه لضرب أمنها واستقرارها وإثارة الفتن داخلها وتفتيت وحدة مجتمعاتها، خدمة للمخطّطات الأميركية الغربية الصهيونية في السيطرة والهيمنة على العرب وثرواتهم وتصفية القضية الفلسطينية».
وأضاف: «إنّ هذه الرسالة المشبوهة الأهداف والأغراض تغاضت تماماً عن التطرّق إلى العدوانيّة الصهيونيّة واحتلال العدو لأجزاء من الأرض اللبنانيّة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وبلدة الغجر، والقرى السبع، كما تجاهلت التهديدات والاعتداءات «الإسرائيلية» المتواصلة، والأطماع الصهيونيّة في ثروات لبنان النفطيّة والمائيّة، واكتفت بالمطالبة بالتضامن مع لبنان اتجاه «إسرائيل»، وذلك رفعاً للعتب وللتعمية على حقيقة ما ترمي إليه الرسالة من محاولة مكشوفة ومشبوهة للنَّيل من دور المقاومة في مواصلة كفاحها لتحرير ما تبقّى من أرض لبنانية محتلّة وردع الغطرسة والعدوانيّة والأطماع الصهيونية، وهو ما لم تأتِ الرسالة على ذكره عن قصد، بل أنّ الرسالة تناغمت بشكلٍ لافت مع الموقف الأميركي الغربي باعتبار مشكلة لبنان ليست مع الاحتلال «الإسرائيلي»، وإنّما مع ما سمّته «السلاح غير الشرعي»، ومعروف أنّ واشنطن والعواصم الغربية يحاولون النَّيل من شرعية سلاح المقاومة عبر إطلاق مثل هذا التوصيف عليه.
كما تجاهلت الرسالة الخطر والتهديد الذي تشكّله الجماعات الإرهابية المسلّحة التي تحتلّ أجزاء من الأراضي اللبنانية في سلسلة لبنان الشرقية، والجرائم التي ارتكبتها هذه الجماعات بحقّ اللبنانيين، ومحاولتها المستمرة القيام بعمليات تفجير واغتيالات، وتجاهلت الرسالة الدور الذي لعبته ولا تزال المقاومة، بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، في التصدّي لهذا الخطر الإرهابي، ممّا جنب اللبنانيين الكثير من الأخطار التي كانت ستلحق بهم لولا هذا الدور الهام للمقاومة، في حين حاولت الرسالة تصوير مشاركة حزب الله في محاربة قوى الإرهاب في سورية والعراق باعتبارها تدخّلاً، في وقت يعرف الجميع أنّ هذه المشاركة تمّت وتتمّ بالتنسيق مع الحكومتين الشرعيّتين في البلدين الشقيقين، وكان لهذه المشاركة إسهام كبير في درء خطر الإرهابيّين عن لبنان وحماية اللبنانيّين من التعرّض لمجازر مشابهة لتلك التي ارتكبها الإرهابيّون في العراق وسورية، وصون أمنهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية».
وتابع اللقاء: «إنطلاقاً ممّا تقدّم، فإنّ الرسالة تشكّل استهدافاً مباشراً للمواقف الوطنيّة المقاومة التي اتّخذها فخامة الرئيس ميشال عون، إثر انتخابه رئيساً للجمهورية، والتي أكّد فيها حقّ المقاومة في مواجهة الاحتلال والاعتداءات الصهيونيّة والتكامل بينها بين الجيش اللبناني.
فهذه الرسالة، التي تنسجم مع حملة الضغوط الأميركية الصهيونية الرجعية وتتزامن مع الدعوة الصهيونية في مجلس الأمن بخصوص المنطقة اللبنانية الاقتصادية الخالصة في المياه الإقليمية، فشلت في التأثير على المواقف الوطنية والقومية للرئيس المقاوم ميشال عون، والتي أعاد التأكيد عليها أمس في القمّة، إنْ كان في كلمته الهامّة، أو في بيان القمّة عبر تثبيت حق لبنان في مقاومة العدوان «الإسرائيلي» المستمر عليه، وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة، ولهذا لم تنجح الرسالة أو الضغوط في دفع الرئيس عون إلى التراجع قيد أنملة عن ثوابت مواقفه الوطنية المبدئيّة، تماماً كما واجه بصلابة الضغوط التي تعرّض لها عام 2006 لوقوفه إلى جانب المقاومة ضدّ العدوان الصهيوني. إنّ الرسالة إنّما كشفت الموقف المتخاذل والمخزي لهؤلاء الرؤساء الذين يدّعون النطق بِاسم لبنان واللبنانيين، وأعادت إلى الأذهان اللغة الخشبيّة لميشال سليمان، والمواقف المذلّة والمتآمرة على المقاومة مع العدوان الصهيوني التي اتّخذها فؤاد السنيورة خلال حرب تموز، فالرسالة استهدفت يائسة إعادة لبنان إلى زمن الوصاية والتبعيّة للولايات المتحدة، والخضوع لتهديدات العدو الصهيوني وأطماعه في لبنان.
لكنّ هذا الزمن من الضعف والارتهان قد ولّى إلى غير رجعة في ظلّ عصر المقاومة المنتصرة، التي حطّمت أسطورة العدو الصهيوني، وأبعدت الخطر الإرهابي عن اللبنانيّين، وحمت أمنهم واستقرارهم وثرواتهم، مسقطة بذلك الزمن الذي كان يُقال فيه أنّ لبنان قوي بضعفه، فأصبح لبنان قويّاً بمقاومته وبتكاملها مع الجيش واحتضان الشعب لها».
وحيّا اللقاء المواقف الوطنية والقومية للرئيس عون، وأدان بشدّة «رسالة هؤلاء الرؤساء التي لا تعبِّر سوى عن مدى ارتهانهم وتبعيّتهم لمحاور في مواجهة محور المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية واليمن والعراق خدمةً للمخطّطات الأميركية الصهيونية».
وأكّد اللقاء وقوفه مجدّداً إلى جانب الرئيس عون «في التمسّك بالثوابت الوطنية، وفي الطليعة منها المقاومة ضدّ الاحتلال والإرهاب التكفيري، وكنّا على يقين بأنّ الرئيس عون الذي لم تهزّه رسائل الترغيب والترهيب في أثناء حرب تموز، لن تؤثّر عليه رسالة التشويش المشبوهة، لأنّه يستند إلى موقف رسمي قوي، وغالبيّة شعبية تدعم مواقفه الجريئة والشجاعة».
ودعا اللقاء «جميع اللبنانيين إلى التصدّي لمثل هذه المحاولات الدنيئة التي تتناقض مع ثوابتهم الوطنيّة التي جسّدها خطاب القسم ومواقف الرئيس عون في القمّة العربية، والتصدّي لها بحزم وبقوة لحماية إنجازات المقاومة، كما ندعوهم إلى عزل ومحاصرة هؤلاء الذين حصلوا في غفلة من الزمن، وبقوّة الوصاية الأميركيّة وحلفائها العرب، على صفة رؤساء».
الخازن
من جهته، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، «أنّ لبنان حضر بقوة في القمّة العربية الـ28 في عمان وثبّت دوره وصلة الوصل بين أشقائه العرب»، مشيراً إلى أنّ حضور عون ومعه الحريري «كان أبلغ صورة عن لبنان المتضامن مع نفسه، قبل أن يعلن تضامنه مع العرب ومع مدّ الجسور في ما بينها بدور مأمول أن يلعبه كصلة وصل بينهم».
وقال: «كما أنّ الرئيس عون لم يغفل ما هو مطلوب من الجامعة العربية المعدّة لهذه القمّة الـ28 باحترام سيادة كلّ دولة لدولة منضوية فيها من أجل التقريب، الذي تجلّى في جملة رئاسية بمدّ الجسور لإحلال السلام في زمن الحروب المفتعلة بينها وعليها».
وختم: «كان خطاب رئيس الجمهورية اللبنانية بمثابة صمّام أمان لبقاء دور لبنان حكماً بين أشقائه العرب من أجل المصلحة القومية العليا التي تتمثّل في التضامن مع القضية الفلسطينية، وأحقيّة قيامها بحدودها لما قبل حرب 1967 مع «إسرائيل»، والتصدّي للإرهاب الذي زعزع العلاقات العربية ودمّر أُسُس العيش في كيانها كدول كاملة الصفات والمواصفات، لا سيّما في العراق وسورية واستعادة دورها في المجموعة العربية».
الأسعد
و اعتبر الأمين العام لـ«التيّار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، في تصريح، أنّ كلمة عون «العربي المقاوم في مؤتمر القمّة العربية، شكّلت حدثاً استثنائياً أعاد فيها دور لبنان القيادي والريادي وقدرته على مقاربة القضايا العربية، ودوره الطبيعي الذي فقده في منتصف السبعينيات».
ورأى أنّ «أهمية كلمة الرئيس عون تكمن في أنّها الوحيدة التي تطرّقت إلى الصراع العربي «الإسرائيلي»، وتأكيد أنّ «إسرائيل» هي كيان غاصب والعدو الوحيد الذي يجب مواجهته من كلّ العرب، لا العمل على التطبيع معه بتوجيهات أميركية و«إسرائيلية»، وهذا ما يؤشّر إليه حضور وفدَين أميركي وأوروبي المؤتمر، ودفع العرب إلى استبدال الكيان الصهيوني بإيران واعتبارها هي العدوّة».
وأكّد الأسعد أهميّة دعم المقاومة، رافضاً تصنيفها «إرهابية»، مثنياً على ما ورد في كلمة الرئيس عون «الشجاعة والجريئة».
وسأل: «كيف لأيّ قمّة أن تنجح بغياب سورية» محذّراً من وجود «مقرّرات سريّة لهذه القمّة، وبالذات لجهة إنشاء حلف عربي «إسرائيلي» في مواجهة إيران».
ورأى أنّ «رسالة الرؤساء السابقين إلى القمّة العربية ليست بريئة أو عفويّة، ومن أهدافها التشويش على مواقف الرئيس عون القوميّة والوطنيّة»، مؤكّداً أنّها «لا تمثّل جميع اللبنانيين، ولم تلقَ ما كان متوقّعاً منها ولم تجد الصدى المطلوب»، ورأى في الرسالة تعدّياً على سيادة لبنان وصلاحيات رئيس الجمهورية». وطالب «النيابة العامّة التمييزية بالتحقيق مع أصحاب الرسالة بجرم الإساءة إلى لبنان وهم لا يملكون حالياً أي صفة رسمية».ودعا إلى «عدم الدخول في اللغط السائد حول سفر رئيس الحكومة سعد الحريري في طائرة العاهل السعودي، لأنّه مواطن سعودي والملك السعودي رئيسه وهذا شأن سعودي داخلي».
كما أشادت حركة «الإصلاح والوحدة» بخطاب عون.