تكريم فائق حميصي في طرابلس
كرّم «المجلس الثقافي للبنان الشمالي» و«مركز الصفدي الثقافي» بالتعاون مع هيئات ثقافية عدّة، الممثل والمخرج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي والايمائي فائق حميصي في حفل أقيم برعاية وزير الثقافة غطاس خوري ممثلاً بالمدير العام السابق للوزارة فيصل طالب، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، رئيس بلدية بخعون زياد جمال، قائمقام زغرتا إيمان الرافعي، وحشد من ممثلي الهيئات الثقافية والفنية في طرابلس والشمال.
بعد كلمة افتتاحية للإعلامي أحمد درويش وعرض الفيلم الوثائقي حول أعمال المحتفى به، لفت الدكتور مصطفى الحلوة في كلمته بِاسم المركز إلى أن حميصي اختار لغة الجسد لأنها لغة الحقيقة العارية، ولأنها تعبّر عن أفكار المرء خير تعبير وتشي بنواياه ورغباته إفصاحاً وإضماراً.
ورأت الممثلة عايدة صبرا أن حميصي أعطى للحياة قيمة وغرس التميّز ومعانيه بين حنايا الأفكار للتحليق عالياً. مشيرة إلى أنها بفضل عطائه الذي أنار الطريق، أصبحت على ما هي ما عليه، مقدّماً النصائح مرات كثيرة بضرورة معرفة قيمة الثقافة للارتقاء بالعمل.
من جهته، استذكر النحات والناقد الفني إبراهيم ذود كيفية اكتشافه موهبة فائق حميصي عام 1970 غداة حضوره عرضاً لفرقة فنون شعبية قابله خلالها.
بدوره، وصف الكاتب والمخرج المسرحي جان رطل حميصي بـ«الإيمائي الرائد في هذا المجال لتتعدّد مواهبه وتشمل التمثيل والإخراج السينمائي والمسرحي وصولاً إلى إشرافه على مشروع واعد وطموح في دولة الإمارات العربية».
أما الناقد التشكيلي الدكتور فيصل سلطان فأشار إلى أن حضور حميصي كان مليئاً بالإشارات الوديعة والانتقادية الساخرة، إذ كان يخطو من خلالها نحو مسرح غير عاديّ، بطله ممثل واحد يجمع في حركاته مرايا الحياة الطازجة التي تدفع إلى السفر مع أحلامه وتلمس تعابير الوجوه اللهو باللامعنى للوصول إلى المعنى المطلوب.
ثم أشاد الكاتب والصحافي مايز الأدهمي بإبداع حميصي الذي استطاع أن يفتح أبواب المجد وهو اليوم سفير بلده طرابلس المتجول على خشبات مسارح العالم، وهو المتربع على عرش المسرح الإيمائي في لبنان والعالم العربي.
وبِاسم «المجلس الثقافي للبنان الشمالي»، تحدّث رئيسه صفوح منجد مشيراً إلى أن حميصي عاش طفولته في أسواق طرابلس القديمة وأحياء المدينة المملوكية، فانطبعت في ذهنه شخصيات العاملين والجوّالين والباعة وحركاتهم وأقوالهم في هذه الأسواق، لتتفجر فنوناً وأعمالاً تمثيلية في فرقة الفنون الشعبية لينتقل بعدها إلى العاصمة ليصبح قيمة فنية ومسرحية كبيرة واستثنائية.
ثم تحدث المحتفى به عن بداياته وأعماله داخل لبنان وخارجه ودراساته مؤكداً أن الحلم يبقى في داخل كل فرد. والفنان لا يستطيع أن يتّكئ على أحد إلا على أحلامه، وما زالت خشبة المسرح تعلّم الفنان ومن الضروري أن يعاملها بكل جدّية، فهنا لا مجال للاتجار بها.
ثم ألقى طالب كلمةً اعتبر فيها أنّ حميصي أبكر في التحليق بجناحَي الإحساس والموهبة مذ كانت زواريب حيّ الحدادين ملعباً ومسرحاً لطفولة مختلفة ومتمايزة، ثمّ ارتقى سلّم الكشف عن هوية غير مألوفة في محيطه ومجتمعه هي هوية الجسد وما يرتبط به من لغة وإيقاع مستنداً إلى حساسية فائقة في المقاربة والتمثيل والتعبير.
وفي الختام، قلّد طالب المحتفى به ميدالية وزارة الثقافة تقديراً لجهوده وقدراته الفنية. كما تسلّم حميصي من رئيس «المجلس الثقافي للبنان الشمالي» صفوح منجد درعاً تكريمية إضافة إلى لوحتين فنيتين من كلّ من الفنان عمران ياسين والفنان بلال حلوة.