من تاريخنا… إعادة تنظيم المنطقة الوسطى

يورد الرفيق متّى أسعد في الصفحتين 202 و203 من مؤلّفه «الماضي المجهول» هذه المعلومات التي ننشرها بالنصّ الحرفيّ، آملين من كلّ رفيق تولّى مسؤوليات في تلك المرحلة أو اطّلع على معلومات من أحد الرفقاء الراحلين، ومن أبرزهم الرفيق رحيل غيبور 1 أن يكتب إلى لجنة تاريخ الحزب.

«بعد انتقالنا إلى الكيان الشامي، وفي بداية هذه المرحلة، اتصلنا بالرفيق رحيل غيبور الذي كان يتحلى بشخصية قوية ومحبوبة من جميع معارفه وله شعبية قوية لدى الجميع، بمن فيهم رجال الأمن في حمص وحماه والسلمية.

ولا يسعني عندما أذكر اسم الرفيق رحيل غيبور إلا التوقف لأعدّد خصاله الحميدة ومناقبه الحزبية، ومن الأحداث التي أذكرها أنه عندما كان في سجن المزّة، برتبة رقيب في الشرطة العسكرية، ومدرّباً رياضياً ملاكمة ومصارعة ، كان يحقّق مع القوميين بعد اغتيال المالكي، يدخلهم إلى الغرفة ويضرب الكرباج على الأرض ويقول لهم اصرخوا اصرخوا، إلى أن اكتُشف أمره فدخلت عليه الشرطة واعتقلته.

بدأنا نعمل حزبياً مع الرفيق رحيل غيبور وقمنا بإعادة تنظيم منفذيات حمص وحماه والسلمية ومصياف، والإشراف على سير منفذية وادي النضارة. وكان التنظيم قد أُهمل في هذه المنفذيات على إثر مقتل العقيد عدنان المالكي.

في منفذية حمص وبمساعدة الرفقاء فارس السمان وأنيس الزهراوي وزكي الدّرة ومروان نفّوج وبدري نفّوج والدكتور سامي سحلول 2 وشحاده الجمل وميشال نكد وسواهم، استطعنا إعادة التنظيم بشكل جيد.

وفي منفذية حماه، السلمية، مصياف وبمؤازرة الرفقاء كافة في المنفذية أذكر منهم محمد عزّو، رفعت معمار، غسان وعدنان قدّور، فؤاد وسامي دلول، غائب شقرا، علي ضعون، فايز خضّور الشاعر ، فيصل حموده، فهد المير، محمد الحلو، مصطفى ابو الجدايل، محمد قصاب، ياسر ومحمد الحاج، تمكنّا ايضاً من إعادة النشاط الحزبي المنظّم.

وكان اتصالنا مستمراً مع الأمين أنطون إسبر لتنظيم مديريات منطقة صافيتا. وامتد نشاطنا إلى النبك وقمنا بتنظيم مديرية النبك بإدارة الرفيق عبد الكريم مالك وشقيقيه محمد ورياض والرفيق مصطفى الطوبجي والرفيق ثائر طيفور أبو مؤنس وكذلك كنا نشرف على تنظيم أعمال منفذية وادي النضارة التي كان المسؤولون فيها مالك يازجي وبشرى مسوح الأمينة عضو المجلس الأعلى وأديب مسوح وعيسى يازجي وعيسى شهاب وكانت تضم عدداً كبيراً من الرفقاء من أبناء الوادي، أذكر منهم الرفقاء: عيسى الجبيلي ونديم عثمان وأنور الشامي، ومجموعة كبيرة من عائلة ابو عيطة وعفيف وفرج نفّوج وفريد قحوش وحليم داود 3 وسواهم كثر، وقد تسلّمت عدداً من المسؤوليات في تلك المرحلة منها نظارة العمل، ونظارة المالية ومفوض مفوضية «حب نمرة».

والذي كان يسهّل عملية تنقلاتنا ومواصلاتنا بين هذه المناطق وجود سيارتي التي جئنا بها من الكيان اللبناني بعد الاجتياح اليهودي. حيث أن المواصلات والسيارات لم تكن متوفرة كما هو الحال في أيامنا هذه.

وبتاريخ 8/8/1983، نجح الرفيق عاطف الدنف بعملية الفرار الكبير من معتقل العدو اليهودي آنذاك في «أنصار» على رأس مجموعة تضمّ حوالى 30 معتقلاً، على رغم الحراسة المشدّدة وملاحقة طائرات العدو لهم.

وفي ذلك الوقت كانت تصلنا أخبار الكيان اللبناني وخاصة المتعلقة بالحزب عبر تلفزيون الشمال التابع للحزب السوري القومي الاجتماعي بإدارة الرفيق الأمين كمال نادر، وكانت هذه الإذاعة تشحن الرفقاء بالمعنويات خصوصاً مع تصاعد العمليات البطولية الاستشهادية ضد العدو اليهودي المحتل، أمثال وجدي الصايغ وسناء محيدلي ومالك وهبي وابتسام حرب وخالد الأزرق وعلي غازي طالب ومريم خير الدين، وعمّار الأعسر ونورما أبي حسان وزهر بو عساف وفدوى حسن غانم…

ولا أخفي أنه في هذه المرحلة التي كنا ننشط فيها حزبياً في الكيان الشامي، كانت آثار الرعب لا تزال عالقة في نفوس المواطنين من أيام السرّاج، لهذا كنا نلاقي صعوبات في العمل الحزبي وخاصة مع الموظفين في دوائر الدولة. وعلى رغم كل ذلك كنا نتابع عملنا وتمكنّا من تنظيم المنفذيات والمديريات».

للمزيد من الاضاءة على الرفيق رحيل غيبور، يورد الرفيق متّى أسعد في الصفحة 202 المعلومات التالية:

«عندما كنا في السجن مع الرفيق رحيل غيبور، لم يكن يملك شيئاً سوى قطعة أرض واسعة شاسعة في بادية الشام على حدود قريته عقارب. وعندما خرج من السجن، استصلح تلك الارض وأنشاً فيها آباراً للمياه، وزرع تلك الارض 200 دونم زيتون، و200 دونم لوز، و200 دونم قطن وذرة، وأخيراً اشترى 100 رأس غنم، وبدأ هذا العدد يتكاثر، وبعد سنوات عدّة أصبح لديه بضعة آلاف من رؤوس الغنم، وقد كان كريماً لدرجة لا توصف، أذكر مرة كنا في زيارته وكانت زوجته أم عدنان تنجّد جلود الخواريف التي ذبحوها للضيوف وكان عددها 83 جلداً، وكنا لا نزال في اول الصيف.

لدى الرفيق رحيل في الجنينة الواسعة بضع شجيرات تين كبيرة جداً، فأقام تحتها ما يشبه الخيمة وفرشها بجلود الخواريف والبسط والمساند وما شابه، وعندما يأتي إليه الزوار، يحضر الطعام فوراً وتوضع الكراسي والمناقل لشوي اللحم وتملأ الطاولات بكل ما يلزم، وهو قد بنى بيتاً صغيراً في الجنينة، 4 غرف تقريباً، كنت أذهب كل سنة مع عدد كبير من الرفقاء لزيارته، فوراً تذبح الخراف وتهيأ الطاولات والمناقل…

بدأنا نعمل حزبياً مع الرفيق رحيل غيبور وقمنا بإعادة تنظيم منفذيات حمص وحماه والسلمية ومصياف، والاشراف على سير منفذية وادي النضارة.

هوامش:

1 رحيل غيبور: للاطّلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 الدكتور سامي سحلول: للاطّلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى الموقع المذكور آنفاً.

3 حليم داود: من الرفقاء المناضلين في بلدة «حب نمرة». ابنه الرفيق جورج كان قد تولّى مسؤولية ناموس عمدة شؤون عبر الحدود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى