معرض في اللاذقية تكريماً للأمّ والمرأة

أساليب وخامات متنوّعة تتحدّث عن المرأة والأمّ نجح في تقديمها فنانون شباب شاركوا في النسخة الثالثة من معرض «الشمعدان» الذي انطلق في العشرين من آذار الحالي في مقهى «الابى رود كافيه» في اللاذقية. حيث جسّد المشاركون عبر المحور المطروح رؤية الجيل الشاب إلى المرأة كأنثى وأمّ بأسلوب عصريّ لا يخلو من غرابة وجرأة في كثير من الأحيان.

عشرات اللوحات بقياسات متعدّدة وقّعها 15 فناناً وفنانة نوّعوا أساليبهم وتقنياتهم بما يحرّض المتلقّي على الغوص في معاني اللوحة. الأمر الذي أشار اليه الفنان سالم سلمان لافتاً إلى أنه استخدم في أعماله تقنية مركّبة تعتمد على الوجوه وتقسيمها وتداخلها مع بعضها، ضمن مزيج من الألوان البسيطة والمتعدّدة.

واستطاع يامن البدعيش طالب هندسة عمارة أن يبرز معاني العاطفة والحنان لدى الأمّ من خلال تضخيم بعض الرموز الدالّة في اللوحة. في إشارة إلى الدفق العاطفي الذي تتّسم به الأمّ. وتمكّن البدعيش الذي يشارك للمرّة الأولى في معرض جماعيّ من توظيف أقلام التحبير والألوان المائية بشكل يخدم محتوى اللوحة ويعمّق معانيها.

الشابات أيضاً لفتن الأنظار بلوحاتهن التي عبّرن فيها عن مكنوناتهن كإناث وأمّهات. حيث صوّرت شمس درويش تجذّر المرأة في الأرض بأسلوب فيه من التبسيط، ما يجعله سهلاً ممتنعاً. مبيّنةً أنها اعتمدت هذا الأسلوب لمساعدة المتلقّي في فهم كينونة المرأة ودورها الخلّاق.

فيما اتّسمت أعمال الفنانة الشابة إيمار مخلوف بشيء من التجريد الذي استخدمت فيه بعض الرموز والأيقونات ذات الدلالات الاجتماعية. قائلةً: أنتظر رأي المتلقّين وانطباعاتهم حول لوحاتي التي طغى على بعضها الأبيض والأسود، إضافة إلى وجود الألوان في بعضها الآخر.

كبرى لوحات المعرض كانت من توقيع الفنانة ميس مصطفى التي تناولت المرأة بأسلوب كلاسيكيّ يوازن بين تناقضات اللون وتناقضات الحياة، ويُبرز تمكّنها من أدواتها وتمرّسها في رسم المرأة الجميلة القوية التي تعتبرها بطلة لجميع أعمالها. موضحةً أنّ لوحاتها واقعية تعبيرية فيها الكثير من الثقة والتفاؤل. حيث عمدت في لوحتها التي حملت اسم «الانتظار» على استخدام اللون الأحمر للدلالة على القوة والعطاء والحبّ لدى المرأة.

ضيف المعرض الفنان طلال علي شارك بلوحة واحدة لفتاة تجسّد حالات الأنثى وغموضها. حيث تأتي مشاركته كدعم للفنانين الشباب ورغبة منه في التواصل معهم وتحفيزهم على مزيد من النشاط والتجدد.

أمّا عمار سليطين، المشرف على المعرض، فأشار إلى أنّ هذه المرّة الأولى التي يُحدّد فيها موضوعٌ للمشاركين في المعرض، نظراً إلى غنى شهر آذار بمناسبات تخصّ المرأة. «فقرّرنا تكريمها بمعرضنا الذي نأمل أن يكون متميّزاً. وسنحرص على متابعة سلسلة معارض الشمعدان التي تستقطب جمهوراً واسعاً من المهتمّين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى