ثأر أمّ الشهيد مصطفى حيث الموت حياة
عادل سمارة
سهام راتب نمر من بيتها في مخيم شعفاط للجوء الفلسطيني إلى باب الموت باب القدس، باب العامود.
لا تكذبوا علينا يا بغاث الإعلام والحكام والطابور السادس الثقافي. لقد خرجت لتنتقم، بغضّ النظر عن قدرتها. وكأنّها منذ استشهاد ابنها مصطفى كانت تتمثّل قول الخنساء في أخيها صخر:
يُذكِّرني طلوع الشمس صخراً
وأذكره لكلّ مغيب شمس»
لم يكن في باب العامود منع تجوّل، ولا اشتباكات. ولا ننكر أنّ جنود العدو يتلذّذون بالقتل. ولكن لماذا هذه السيّدة تحديداً؟ وهذا اليوم؟
أنا لن أقول إنها حينما رأت حكام كلّ العرب باستثناء سورية يجتمعون على حافة فلسطين ولم يجرؤ أيّ منهم على ذكر حق العودة، فما بالك بالتحرير. لن أقول إنها رأت بأمّ العين كيف يُهْدُون وطنها للعدو، والعدو يقول، لست بحاجة لتوقيعكم، فأنا كتبته بالرصاص. هي تقول لهم جميعاً: «مَن أعطاكم حق مواصلة وعد بلفور، ألا تتركوننا وشأننا»!
لكني أقول إنها لم تنسَ ثأرها يوماً، وكأنها تردّ على بن غوريون، لأنها أقوى من الرجال، فردّت على رجل. هو عدو نعم، لكنه رجل، فحاولت الانتقام. وبكلام واضح مثل جرأتها، لقد حاولتُ وهذا أكثر من الكفاية.
ترى هل قرأت سهام قصيدة أم السُليْك؟ الصعلوك الذي حاول فقُتل؟
طاف يبغي نجوة… من هلاك فهلك»
والمنايا رصد… للفتى حيث سلك»
لا تعجبوا فالصعاليك هم أساس التمرّد في التاريخ العربي.
أم مصطفى ومصطفى طافا ثأراً، وهذا بيت القصيد. لأنّ الموت حينها حياة. والحياة في فنادق البحر الميت موتاً.
فلا تكذبوا وتتشكوا يا أوغاد المرحلة لتسجلوا انّ العدو اغتال سهام وكأنها كانت ذاهبة لتصلّي أو لتشتري بعض الذلّ، فتسجلوا نقطة إدانة لا يأبه بها أحد.
هي لم تقرأ فرانز فانون لا شكّ، لكنها مارست إرثه، بأن لا خلاص للمستعمر إلا بقتل كليهما المستعمِر والمستعمَر، لتخلق إنساناً جديداً. بينما حكام البحر الميت… هم الذين انتحروا.