رندة برّي: الإمعان في اتّباع سياسة عزل المرأة ورفض شراكتها… تهميش وعزل للوطن
م. ح.
رعت رئيسة ملتقى «الفينيق للشباب العرب» رندة برّي حفل اختتام دورة التدريب الأساتذة المتعاقدين الجدد في التعليم المهني والتقني التي نظّمها المكتب التربوي في حركة أمل ـ إقليم الجنوب. وأقيم الاحتفال في ملتقى «الفينيق» في أنصار، وحضره المسؤول التربوي في حركة أمل ـ إقليم الجنوب الدكتور محمد توبة، المفتش التربوي العام فاتن جمعة، نائب رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد عاصي، المدير التنفيذي لمتلقى «الفينيق» حسن حمدان، مدراء عدد من المعاهد والمدراس المهنية، فاعليات تربوية وبلدية واختيارية وحشد من الأساتذة في التعليم المهني.
استهل الاحتفال بكلمة ترحيبية من الدكتور توبة. ثمّ ألقت برّي كلمة الرعاية هنأت في مستهلها للأساتذة الجدد انضمامهم إلى الأسرة التعليمية في لبنان، مشدّدة على أهمية التدريب في العملية التربوية. آملة في أن يتركز التدريب على أهمية فهم التربية وتوجّهاتها.
وقالت: ماذا نريد من التربية؟ وهل هي تعليم أم هي رسالة تتخطى قاعات التدريس لتصل إلى سبر أغوار الانسان واستثمار قدراته استثماراً جيداً؟ وأهمية خلق وعي لدى الاساتذة والطلاب حول التعليم المهني وأهمية الاستثمار عليه، وان يتم مقارب هذا النوع من التعليم بعيداً عن العواطف او الشعارات انما انطلاقاً من تجارب وشواهد وحقائق باتت تشكل احد اهم المظاهر الرئيسة للعملية التربوية والتعليمية في العالم نظراً إلى تأثيراتها السريعة والمحورية في عملية التنمية البشرية المستدامة، خصوصاً في ظلّ استشراء ظاهرة البطالة في أوساط المتخرّجين الاكاديميين.
وشدّدت برّي على ضرورة ان يركز الأساتذة على ضرورة وعي أهمية الدمج التربوي للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ودعت المكتب التربوي في حركة أمل إلى العمل على تصحيح النظرة الخاطئة والسائدة حول التعليم المهني والذي يعتبره البعض ملاذاً للراسبين في التعليم الاساسي والعمل على تغيير هذه المفاهيم وتبيان اهمية التعليم المهني. والعمل ايضاً على تشجيع الفتيات للاقبال نحو التعليم المهني وخصوصاً نحو الاختصاصات التي تلائم احتياجات أسواق العمل في لبنان.
وحول القانون الانتخابي ومشاركة المرأة قالت برّي: بنظرة وقراءة سريعة للنوع الاجتماعي المشارك في هذه الورشة نرى أن نسبة المشاركين من الإناث توازي النصف إذا لم نقل اكثر، من المشاركين الذكور. والاحصاءات الرقمية هي نفسها بين الطلاب والاساتذة والمتخرّجين وفي ميادين العمل وكذلك الامر بالنسبة للتفوق والابداع. فالمرأة لا تقل تفوّقاً وابداعاً في مجالات العلم وسواها من القطاعات الانتاجية عن الرجل.
وأضافت: إن الهيئات التربوية والتعليمية والطالبية باستطاعتها أن تلعب دوراً اساسياً لجهة خلق وعي وطنيّ جماعيّ مؤمن بأهمية تحقيق شراكة المرأة في صنع القرار وفي كل ما يصنع حياة الانسان وأدواره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وتنبيه الرأي العام وكل المستوى السياسي في لبنان من أن الامعان في اتباع سياسة تهميش المرأة وعزلها ورفض شراكتها، هو تهميش وعزل للوطن. إن تحقيق مشاركة المرأة في الحياة السياسية اللبنانية هو تطوير للبنان وليس تطويراً للمرأة.
وختمت برّي كلمتها بالقول: من على منبر التربية، نطالب كافة القوى السياسية ان يمتلكوا الجرأة التي يمتلكها الرئيس نبيه بري ويبادروا إلى ملاقاته في منتصف الطريق المؤدي إلى تتويج نضال المرأة اللبنانية بتكريس حقها بإقرار الكوتا النسائية في اي قانون للانتخابات النيابية بنسبة 30 في المئة. ان هذا المطلب ليس انحيازاً عنصرياً من قبل المرأة تجاه المرأة، انما هو انحياز للانسان في لبنان، فالجميع مدعوّون إلى هذا الانحياز وإلى تحقيق العدالة والميثاقية في التمثيل السياسي.