أكذوبة الكيميائي… قصف تضليلي يمارسه الإرهاب ورعاته
معن حمية
خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، دأبت المجموعات الإرهابية وبتحريض من رعاتها، على اتهام الدولة السورية باستخدام السلاح الكيميائي، على خلفية انتكاسات وهزائم تواجه هذه المجموعات. وكان الهدف الدائم من وراء إطلاق هذه الاتهامات ولا يزال، تأليب ما يُسمّى المجتمع الدولي ضدّ سورية لممارسة المزيد من الضغوط في سياق مشروع إسقاط الدولة السورية.
الاتهامات التي كانت تسوقها المجموعات الإرهابية، وتتولى الترويج لها وسائل إعلام عربية وأجنبية تابعة لدول ترعى الإرهاب، كانت تتكشف سريعاً، وتظهر بوصفها مزاعم وأكاذيب، لا بل أكثر من ذلك، فقد ثبت أنّ المجموعات الإرهابية هي التي كانت تستخدم أسلحة كيميائية وغازات سامة ضدّ الجيش السوري والمدنيين.
لم يثبت، لا اليوم، ولا في أيّ يوم مضى، أنّ سورية استخدمت السلاح الكيميائي، وما هو مؤكد وتعرفه الدول قاطبة، أنّ سورية لم تعد تملك هذا السلاح، في حين أنّ عشرات التقارير الدولية تؤكد بأنّ المجموعات الإرهابية تمتلك كماً هائلاً من الأسلحة الكيميائية والغازات السامة.
إنّ اتهام الجيش السوري باستخدام سلاح كيميائي في القصف على منطقة خان شيخون، لا صحة له على الإطلاق. فاتهامات كهذه، تنطوي على محاولة لإخفاء الخسائر الكبيرة التي لحقت بالإرهابيين بعد فشل هجوم المجموعات الإرهابية بقيادة جبهة النصرة على العديد من المناطق السورية، لا سيما في ريف حماه، وهو الهجوم الذي عوّلت عليه المجموعات الإرهابية ورعاتها لقلب الموازين في الميدان، بعدما أصبحت محسومة لصالح الجيش السوري وحلفائه الذي حققوا إنجازات وانتصارات كبيرة في الميدان.
وإلى هدف التعمية على خسائر الإرهابيين وفشل هجومهم، فإنّ الاتهام يرمي أيضاً إلى إشاحة النظر عن الغارة الأميركية التي استهدفت المدنيين في الموصل وأدّت إلى إيقاع المئات من الضحايا جلّهم من النساء والأطفال.
وواضح أيضاً أنّ مزاعم القصف الكيميائي على مدينة خان شيخون، ترافقت مع تفجيرات إرهابية استهدفت محطتي المترو في مدينة سان بطرسبورغ، ما يؤكد أنّ الإرهاب يشتغل وفق «أجندة» دول كبيرة. ففي الهجوم الإرهابي على المدينة الروسية، تلويح بورقة الإرهاب للضغط على روسيا الاتحادية، وفي مزاعم القصف الكيميائي على خان شيخون محاولة محاولة لإحراج روسيا على خلفية دعمها ومؤازرتها للدولة السورية.
ما هو لافت، أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبنّى سريعاً اتهامات أذرع المجموعات الإرهابية المصنّفة «معارضات»، وطرحها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية قدّم خلالها اردوغان التعزية بضحايا تفجير سان بطرسبورغ الإرهابي.
والاستثمار في مزاعم القصف الكيميائي لن يتوقف عند حدّ، فمجلس الأمن الدولي يعقد جلسة لمناقشة «الهجوم الكيميائي» في ريف إدلب، بناء لدعوة فرنسا وبريطانيا، وفي ظلّ رئاسة أميركا للمجلس خلال هذا الشهر، ما يعني أنّ الاتهامات والمزاعم التي تطلقها المجموعات الإرهابية، منسّقة دولياً وإقليمياً وعربياً، أهدافها متعدّدة.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي