خواطر تبكي الغجرية شعرها المقصوص، وتخشى أن تعجز عن الرقص والتمايل من جديدٍ، كما يفقد الطائر القدرة على الطيران إذا ما بُتر جناحه. عزيزي الإنسان، انتقاصك من قدر الآخر ومحاولة جرح مشاعره وإحراجه أمام الآخرين لن يزيد من قدرك، ولن يرفع من نسبة اقتناصك الفرص على حسابه. واعلم أن بعض العلاقات أسمى من أن تطغى مصلحتك الشخصية عليها. ويحدث في مثل هذا اليوم القارس، أن توعز بتبادل الثقة بينك وبين أحدهم، وأن تتلاقى شفتاك مع الغيوم في قبلةٍ حميمية تؤتي ثمارها على هيئة بخارٍ كثيف، يتزامن مع زفيرك الدافئ، المستعر ظمأً إلى تحقيق حلم بعيدٍ يقرّبه دفء الشتاء الداخلي. وينتهي بك المطاف إلى عاقبةٍ ثكلى تتلخّص بالرشح والتهاب اللُّوَز. لكنك ستمضي في البرد من دون أي ندمٍ ولن تبالي! لكلّ منّا سرّه الخفيّ، قد يكون على هيئة موقفٍ معيّن أو تفاصيل محفورة في الجمجمة رافضةٍ الزوال. أو حالة نفسية لامرئية أمام المارة، لا تظهر إلا في الظلام الدامس ولن يُكتب لها النور ما حيينا. أما عن أجمل الأسرار وأنقاها، هو ذلك السرّ المتجسّد في إنسان اختُزلت تفاصيل الكون في عينيه. و لكن، تذكر أنّ جمال السرّ يكمن في طبيعته الغامضة المبهمة، وأنّ مفعوله سيزول عند مشاركته مع الآخرين. كما زال السحر عن «سندريلا» في منتصف الليل، فعادت إلى الواقع بخفَّي حُنين، حاملةً بقايا حنينٍ وقصاصات أحلام! بوح وما هو الشغف إلا تلك التفاصيل العميقة التي تحتاج إلى ملاحظةٍ دقيقة، كلونٍ مفضّلٍ أو تصرّف معيّن أو أيّ شيءٍ يراه هواة السطحية أمراً عادياً. أحاديثنا كانت عبثيةً كما الأدب العبثيّ. تلقي بها في سفينةٍ فتقذفك في الفضاء لنهمٍ غريبٍ يشدّك لالتهام أوكسجين الغرفة، فتزيد سرعة احتراق الكلمات، وتشعل من وقودها محرّكاً يشتّت الأعين عن طريقها المنشود. سؤال وجواب ـ أتمانعين الارتباط؟ ـ يا صديقتي! في عالمي هذا أفضّله بالطبع. ـ ولكنّك ممن يدّعين التحرّر والاستقلالية! ـ نعم متحرّرة وأصبو إلى الاستقلال عن كلّ شيء يحدّ من شخصي ومن حرّيتي، لكنّني أعيش في مجتمعٍ شرقيّ محافظ على عادات كبت الأنثى وتحطيمها. والخروج من هذا السجن سيكون بالموت أو بالزواج، أخرج من سجن العائلة إلى سجن المسؤولية، والذي سيكون أوسع من السابق بالتأكيد. أرغب بالارتباط لأسبابٍ تافهة أوّلها فضولي لممارسة كلّ ممنوع في مجتمعي وعاديّ في أماكن أخرى على هذا الكوكب وأمام الجميع وبأريحية، بعيداً عن أكذوبة الحلال والحرام. وثانيها طمعي في الحياة بعيداً عن مبدأ الطاعة الذي أُجبر على العمل به تبعاً لروابط الدم والقرابة ذات الدرجة الأولى. ـ وماذا عن المتمرّدين الجدد الذين ستنجبينهم؟ ـ لا أفكّر بالانجاب في الفترة الحالية، لا أعرف كيف لي أن أقرّر ديانة شخص ما واسمَه! أو حتى أن أرسم له طريقه في الحياة! لا أفكّر بإنجاب كائن ناقم على كلّ شيء ومسلوب الإرادة والخيار. ـ ماذا تريدين؟ ـ أريد الهرب ليس إلّا. ـ يا لك من مزعجة حاملةٍ العقد الدائمة! لانا أبوجودة

خواطر

تبكي الغجرية شعرها المقصوص، وتخشى أن تعجز عن الرقص والتمايل من جديدٍ، كما يفقد الطائر القدرة على الطيران إذا ما بُتر جناحه.

عزيزي الإنسان، انتقاصك من قدر الآخر ومحاولة جرح مشاعره وإحراجه أمام الآخرين لن يزيد من قدرك، ولن يرفع من نسبة اقتناصك الفرص على حسابه. واعلم أن بعض العلاقات أسمى من أن تطغى مصلحتك الشخصية عليها.

ويحدث في مثل هذا اليوم القارس، أن توعز بتبادل الثقة بينك وبين أحدهم، وأن تتلاقى شفتاك مع الغيوم في قبلةٍ حميمية تؤتي ثمارها على هيئة بخارٍ كثيف، يتزامن مع زفيرك الدافئ، المستعر ظمأً إلى تحقيق حلم بعيدٍ يقرّبه دفء الشتاء الداخلي. وينتهي بك المطاف إلى عاقبةٍ ثكلى تتلخّص بالرشح والتهاب اللُّوَز.

لكنك ستمضي في البرد من دون أي ندمٍ ولن تبالي!

لكلّ منّا سرّه الخفيّ، قد يكون على هيئة موقفٍ معيّن أو تفاصيل محفورة في الجمجمة رافضةٍ الزوال. أو حالة نفسية لامرئية أمام المارة، لا تظهر إلا في الظلام الدامس ولن يُكتب لها النور ما حيينا.

أما عن أجمل الأسرار وأنقاها، هو ذلك السرّ المتجسّد في إنسان اختُزلت تفاصيل الكون في عينيه.

و لكن، تذكر أنّ جمال السرّ يكمن في طبيعته الغامضة المبهمة، وأنّ مفعوله سيزول عند مشاركته مع الآخرين. كما زال السحر عن «سندريلا» في منتصف الليل، فعادت إلى الواقع بخفَّي حُنين، حاملةً بقايا حنينٍ وقصاصات أحلام!

بوح

وما هو الشغف إلا تلك التفاصيل العميقة التي تحتاج إلى ملاحظةٍ دقيقة، كلونٍ مفضّلٍ أو تصرّف معيّن أو أيّ شيءٍ يراه هواة السطحية أمراً عادياً.

أحاديثنا كانت عبثيةً كما الأدب العبثيّ. تلقي بها في سفينةٍ فتقذفك في الفضاء لنهمٍ غريبٍ يشدّك لالتهام أوكسجين الغرفة، فتزيد سرعة احتراق الكلمات، وتشعل من وقودها محرّكاً يشتّت الأعين عن طريقها المنشود.

سؤال وجواب

ـ أتمانعين الارتباط؟

ـ يا صديقتي! في عالمي هذا أفضّله بالطبع.

ـ ولكنّك ممن يدّعين التحرّر والاستقلالية!

ـ نعم متحرّرة وأصبو إلى الاستقلال عن كلّ شيء يحدّ من شخصي ومن حرّيتي، لكنّني أعيش في مجتمعٍ شرقيّ محافظ على عادات كبت الأنثى وتحطيمها. والخروج من هذا السجن سيكون بالموت أو بالزواج، أخرج من سجن العائلة إلى سجن المسؤولية، والذي سيكون أوسع من السابق بالتأكيد.

أرغب بالارتباط لأسبابٍ تافهة أوّلها فضولي لممارسة كلّ ممنوع في مجتمعي وعاديّ في أماكن أخرى على هذا الكوكب وأمام الجميع وبأريحية، بعيداً عن أكذوبة الحلال والحرام. وثانيها طمعي في الحياة بعيداً عن مبدأ الطاعة الذي أُجبر على العمل به تبعاً لروابط الدم والقرابة ذات الدرجة الأولى.

ـ وماذا عن المتمرّدين الجدد الذين ستنجبينهم؟

ـ لا أفكّر بالانجاب في الفترة الحالية، لا أعرف كيف لي أن أقرّر ديانة شخص ما واسمَه! أو حتى أن أرسم له طريقه في الحياة!

لا أفكّر بإنجاب كائن ناقم على كلّ شيء ومسلوب الإرادة والخيار.

ـ ماذا تريدين؟

ـ أريد الهرب ليس إلّا.

ـ يا لك من مزعجة حاملةٍ العقد الدائمة!

لانا أبوجودة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى