«القومي»: عدوان إرهابي يؤكّد حقيقة الدعم الأميركي للمجموعات الإرهابيّة وسيؤجِّج الميدان على وسع الخريطة السورية

أثار العدوان الأميركي السافر الذي استهدف مطار الشعيرات في حمص فجر أمس موجة استنكار عارمة، واصفةً إيّاه بأنّه عدوان إرهابي يؤكّد حقيقة الدعم الأميركي للمجموعات الإرهابية والإصرار على المضيّ في المسار العدواني المستمر الذي تسلكه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أمّتنا، لكنّه لن يعيق صناعة النصر للجيش السوري ولن يكون له أيّ انعكاس سلبي على حلف المقاومة والصمود الذي يقف إلى جانب الدولة السورية ويعاضدها في حربها المتواصلة ضدّ الإرهاب، مشيرةً إلى أنّ من شأن هذا العدوان أن يعقِّد الأوضاع، ويقوّض الحلول السياسية ويؤجّج الميدان على وسع الخارطة السوريّة بما في ذلك المناطق التي تتواجد فيها قوات أميركية محتلّة.

الرئيس لحّود

وفي السياق، أدان الرئيس إميل لحّود، في بيان «التذرّع الأميركي الجديد الذي خبرناه في الماضي في العراق بوجود أسلحة دمار شامل لتبرير التدخّل العسكري الأميركي في هذا البلد الشقيق، وبالأمس القريب بأنّ الدولة السورية استخدمت أسلحة كيمائيّة ممنوعة، تذرّع لم يُقنع أحداً في حينه، ثمّ بالأمس تذرّع في هذا القبيل بأنّ سورية قصفت شعبها بمواد كيميائية، فأوجدت الإدارة الأميركية لنفسها عذراً لقصف مطار عسكري في وسط سورية».

أضاف: «أما حان لهذه المهزلة أن تقف عند حدّ؟ أما حان للعالم أن يعي أنّ العدو «الإسرائيلي» والإرهابي التكفيري وجهان لعملة واحدة، والرعاة هم أنفسهم في العالم والمنطقة؟ إنّ الحقيقة سوف تسطع من جديد من أنّ شعب سورية وقيادتها وجيشها هم ضحايا الإرهاب الكوني، وأنّ سورية سوف تنتصر في هذه الحرب مع حلفائها في العالم والإقليم، لأنّ ما من أحد يصدّق أنّ دولة منتصرة تجلب لنفسها الاتهام باستعمال أسلحة فتّاكة وممنوعة ضدّ شعبها. حقاً يبدو أنّ يأساً أصاب أعداء سورية من انتصاراتها، وما بقي لهم إلّا الخيال يتوسّلونه كي يستمر القتل والتدمير والتشريد».

«القومي»

وأصدرت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً أدانت فيه بشدّة القصف الأميركي الذي استهدف مطار الشعيرات العسكري في حمص، واعتبرته عدواناً سافراً يؤكّد للملأ حقيقة الدعم الأميركي للمجموعات الإرهابية وحجم التنسيق القائم بينهما، إذ ليس مصادفة أن يتزامن هذا القصف مع هجوم ينفّذه «داعش» على تدمر، تماماً كما حصل في أيلول 2016 حين قصفت الطائرات الأميركية مواقع الجيش السوري في جبل الثردة جنوب دير الزور تمهيداً لسيطرة «داعش» عليه.

أضاف البيان، أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يعتبر أنّ السياسة الأميركية اتجاه سورية، واحدة لا تتغيّر، وما تقوم به أميركا في عموم المنطقة هو لمصلحة «إسرائيل» وقوى الإرهاب، ولا يتأثّر بتبدّل الإدارات، لكن الفرق بين إدارة أوباما أنّها كانت تبرّر دعم «داعش» بالقصف الخطأ، في حين أنّ إدارة ترامب تدعم «داعش» والإرهاب» علانية بذرائع واهية مختلفة.

ورأى الحزب القومي أنّ العدوان الأميركي الجديد على سورية، والذي أعلنت الإدارة الأميركية تبنّيها له عن سبق تخطيط، من شأنه أن يعقّد الأوضاع، ويؤجّل لا بل يقوّض الحلول السياسية في جنيف، ويؤجّج الميدان على وسع الخارطة السورية، بما في ذلك المناطق التي تتواجد فيها قوات أميركية محتلّة.

إنّ القصف الأميركي الغاشم لمطار الشعيرات، يضع العالم كلّه أمام مسؤولياته، فأميركا لا تتجاهل مجلس الأمن الدولي وحسب، بل تنتهك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وهذا يعتبر عملاً عدوانيّاً ستكون له تداعيات خطيرة على الساحة الدولية.

إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ يحيّي الشهداء الذين ارتقوا من جرّاء القصف الأميركي، فإنّه يدعو إلى أوسع تضامن مع سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، بمواجهة العدوان الأميركي ـ الصهيوني ـ الإرهابي المتعدّد الجنسيات، ولإفشال أهداف العدوان الإرهابي على سورية والمستمر منذ ستّ سنوات.

الحص

من جهته، أعلن الرئيس الدكتور سليم الحص أنّ «العدوان الأميركي السافر على سورية هو تعدٍّ صارخ على سيادة الدولة وعلى الآمنين فيها»، وقال في تصريح: «ما ذنب الأبرياء الذين استشهدوا؟ هذه جريمة نكراء مرفوضة جملةً وتفصيلاً ترتكبها دولة تزعم أنّها حضارية في حقّ شعب آمن لم يصب الدولة المعتدية بأيّ أذى، وقد تمّ ذلك، ويا للعجب بِاسم الإنسانية والحق زوراً. وهذا العدوان هو خروج صارخ عن أصول التعامل بين الدول».

وختم: «ندين هذا العدوان الغاشم على دولة عربيّة شقيقة، وهذا العمل يدين مرتكبه بطبيعة الحال. رحم الله الشهداء، والنصر والعزّة للشعب السوري الشقيق».

الخازن

وتخوّف رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن من أن «تكون الضربة الأميركيّة الصاروخية على مطار الشعيرات في حمص شبيهة بحربها الشاملة على العراق، بناءً على اتهامات افتراضية بوجود أسلحة محرّمة لا أساس لها»، مطالباً «الإدارة الأميركية بممارسة سياسة متوازنة في لجم الجموح العسكري في المنطقة لصالح المفاوضات السياسية».

وقال: «ماذا يحصل لو تبيّن أنّ الاتهام بُني على افتراضات خاطئة كمثل الافتراضات التي ساقها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول على الأسلحة المحرّمة في العراق، وقامت عليها حرب مدمّرة لدولة ذات سيادة وتبيّن بعد حصول ذلك أنّ لا أساس لها».

الداوود

وأدان الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود العدوان الأميركي على سورية، «الذي يقع في سياق الحرب الدولية المستمرّة من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وفي مقدّمهم العدو «الإسرائيلي» ودول عربية متواطئة كالسعودية».

ورأى أنّ «هذا العدوان الذي يخدم الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تدّعي أميركا محاربتها، واستهدف مطار الشعيرات العسكري السوري الذي منه تصدّت وسائل الدفاع الجوّي السوري مرّات عدّة لغارات الطيران «الإسرائيلي»، وتمّ استهدافه فجر الجمعة من البوارج الأميركيّة نيابة عن العدو الصهيوني الذي هنّأ قادته الإدارة الأميركية، برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على جريمتها».

وأكّد الداوود، أنّ الولايات المتحدة ستدفع ثمن جريمتها عاجلاً أو آجلاً، وأنّ صمود سورية بقيادة الرئيس الدكتور بشّار الأسد بوجه المؤامرة هو أكبر ردّ عليها وعلى الذريعة الفاشلة التي استند إليها البيت الأبيض في عدوانه المستمرّ والجديد ضدّ الجيش السوري باستخدامه سلاحاً كيماوياً لم يعُد يملكه».

وختم الداوود بـ«أنّ العداون الأميركي لن يمرّ من دون حساب، لكن سكوت العرب يوازيه جريمة وأكثر خطورة، بينما يبقى الأصدقاء والحلفاء على امتداد العالم هم السلاح الأمضى في ردع الغطرسة الأميركية».

لحّود

وأكّد النائب السابق إميل إميل لحود في بيان، «أنّ المستفيد الأول من الضربة الأميركيّة في سورية هو الإرهاب الذي سيمعن في استخدام الأسلحة الكيماوية وقتل الأبرياء، محمياً من الدولة العظمى التي اعتادت على أن تحمي القاتل وتعتدي على الضحية، من فلسطين إلى تموز لبنان وصولاً إلى سورية».

ورأى أنّ «المستفيد أيضاً هي الدول التي تدعم هذا الإرهاب، مالاً وسلاحاً وتدريباً، والتي سترتمي أكثر في الأحضان الأميركيّة المنقذة، بعد أن فشلت محاولاتها السابقة في إسقاط الدولة السورية، متجاهلة أنّ هذه الضربة لا علاقة لها بمحاربة الدولة السورية، بل هدفها تعزيز وضع الرئيس الأميركي الداخلي فيظهر لشعبه بأنّه مختلف عن سلفه وبأنّه صاحب قرار وقادر على التنفيذ».

أضاف: «يُثبت الأميركي مرّة جديدة بأنّه الوحيد الذي يستعمل القوة من دون وجه حقّ ومن دون أيّ قانون دولي، وهو ينصب نفسه شرطياً دولياً من دون تكليف من أحد، مع إدراكنا المسبق بأنّ لا نفع من السؤال عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام هذا الاعتداء من دولة على أخرى، ولا عن الجامعة العربية».

ورأى أنّ «هذا الأسلوب ربما يصحّ مع الدول الغنم التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية، ولكن ليس مع سورية وروسيا وإيران، وستثبت الأيام ذلك».

أحزاب وفاعليات

واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان العدوان الأميركي «انتهاكاً لسيادة دولة عربية وإسلامية خدمة للكيان الصهيوني الذي يريد إضعاف سورية وإغراقها في الفوضى والاضطرابات وضرب كلّ مقوّمات القوة والصمود فيها، فهذا العدوان يستهدف سورية وشعبها في معركتها ضدّ الإرهابَين التكفيري والصهيوني».

وطالب «منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة بإدانة هذا العدوان الذي يعبِّر عن أحادية الهيمنة الأميركيّة على العالم، وضربها بعرض الحائط للشرعيّة الدولية وانتهاكها الفاضح لكلّ المواثيق والأعراف الدولية».

وعقدت القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية وشخصيات سياسية لقاءً في مقرّ حركة الناصريّين المستقلين – المرابطون، وأعلنت «دعمها لسورية ووضع كلّ إمكانيّاتها بتصرّفها مع كلّ الحلفاء، الذين يواجهون مشروع الهيمنة الاستعماري الأميركي وأدواته على أرض سورية العربية».

بعد اللقاء، أصدر المجتمعون إعلاناً، تلاه أمين الهيئة القيادية في «المرابطون» العميد مصطفى حمدان، اعتبر أنّ «عدوان الاستعمار الأميركي على أرض سورية العربية، يؤكّد المؤكّد أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي المدير الفعلي للإرهاب العالمي، وأنّ الأدوات سواء كان الكيان الصهيوني «الإسرائيلي» أو عصابات المخرّبين الإرهابيّين تحت كلّ المسميات الدينية، ينفّذون القرار الأميركي في عمليات الإجرام ضدّ الإنسانية من أجل استمرار الهيمنة الأحادية للأميركيّين».

ورأى المجتمعون، أنّ «عدوان الاستعمار الأميركي اليوم جعل من سورية العربية قيادة وشعباً وجيشاً وأكثر من أيّ وقت مضى، قائدةً للكفاح القومي وساحة المقاومة والجهاد الكبرى للعرب والمسلمين والمسرح الاستراتيجي المركزي لكلّ أحرار العالم، لكسر الهيمنة الأحادية للمجرمين الأميركيّين الذين يتحمّلون وحدهم تدمير وسفك دماء الملايين من الأبرياء على امتداد زمن هيمنتهم الأحادية في عالمنا المعاصر».

وتوجّه المجتمعون إلى «الاتحاد الروسي الفيدرالي ورئيسه فلاديمير بوتين بالاحترام والتقدير، للوقوف مع الحقّ ضدّ الباطل الإرهابي على أرض سورية»، مؤكّدين أنّ كلّ «أحرار العالم يقفون اليوم مع روسيا في معركتها المصيرية على أرض سورية العربية ضدّ الإرهاب العالمي المدار من قبل الأميركيين، وكما قال الرئيس بوتين إنّ الدفاع عن شوارع دمشق هو دفاع عن شوارع موسكو، وهذه المقولة تنطبق على كلّ العواصم العالمية، خاصة تلك التي تدرك خطورة عودة هيمنة الإجرام الأميركي على العالم».

وحيّوا «جمهورية الصين الشعبية، ودول البريكس، وكلّ الدول الصديقة التي تقف معنا اليوم في مواجهة الإمبريالية الأميركية، وإلى الثورة الإسلامية في إيران ورجال الله في المقاومة، وكلّ القوى الحليفة التي تقاوم وتجاهد مع جيشنا العربي السوري ضدّ الإرهابيّين المخرّبين على أرض سورية العربية».

واعتبرت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع في بيان، أنّه «مرّة جديدة يتأكّد المؤكّد باليقين القاطع والبيّنات، ويتكشّف وجه العدو الحقيقي لسورية وجيشها وشعبها الصامد عندما يحلّ الأصيل بشكل سافر محلّ الوكيل المزعوم على أنّه «ثورة من أجل الديمقراطية»، كما يتضح النفاق الأميركي بأقبح صوره الترامبية حيال مكافحة الإرهاب ليسجّل العدوان الاميركي ضدّ قواعد الجيش العربي السوري في خانة سلسلة الغارات الصهيونية التي استهدفت جمرايا والقنيطرة وتدمر سابقاً، بُغية السماح للجماعات الإرهابية بالتقاط أنفاسها ولملمة شعثها تحت ضربات وانتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة».

ولفتَ إلى أنّ «العدوان الأميركي الذي يسارع إلى تأييده الأعراب ونتانياهو وأردوغان وكلّ جوقة التآمر على سورية الدور والهوية ومركز الصراع القومي في المنطقة، يقدّم الدليل الساطع على أنّ القبضة أميركية – صهيونية في الحرب على سورية، والقفاز قطعان القتلة والمجرمين المموّلين من زمرة أذناب أميركا في المنطقة».

وختم: «مثل هذا العدوان لن يغيّر في واقع الميدان شيئاً، ولن يعيق صناعة النصر للجيش السوري وكلّ محور المقاومة، ولن يزيد الشعب السوري وقيادته وعلى رأسها سيادة الرئيس بشار الأسد، إلّا صلابة وعزماً وإرادة وتصميماً على دحر العدوان».

وأدان «حزب الله» في بيان، العدوان الأميركي السافر، ورأى في «هذه الجريمة الجديدة إصراراً من الإدارة الأميركيّة على المضيّ في المسار العدواني المستمرّ الذي تسلكه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أمّتنا، خدمة للكيان الصهيوني وتحقيقاً لأطماعه في المنطقة».

وشدّد على أنّ «مثل هذه الاعتداءات الآثمة لا يمكن أن تؤثِّر في معنويات الجيش السوري البطل، الذي يحقِّق الانتصارات تلو الانتصارات على الإرهابيّين الذين تدعمهم أميركا وأعوانها في مختلف المناطق السورية، كما أنّه لن يكون لها أيّ انعكاس سلبي على حلف المقاومة والصمود الذي يقف إلى جانب الدولة السورية ويعاضدها في حربها المتواصلة ضدّ الإرهاب».

وأكّد أنّ «هذه الخطوة الحمقاء التي قامت بها إدارة ترامب ستكون فاتحة توتّر كبير وخطير على مستوى المنطقة، وستزيد تعقيد الأوضاع على مستوى العالم».

ورأت حركة أمل، أنّ واشنطن حاولت من خلال هذا العدوان «إبراز أنّها القاضي والمحامي والجلاّد الدولي الذي يحكم ويجلد من دون وجه حقّ ومن دون التأكّد، علماً أنّه تكرار للسيناريو نفسه الذي استُخدم لتبرير غزو العراق وأصبح لعبة مكشوفة لا تنطلي على أحد».

وأعلنت الحركة وقوفها إلى جانب سورية شعباً وحكومةً وجيشاً، ودعت إلى الكفّ عن التدخّل في الشؤون السورية ودعم إنجاز الحلّ السياسي الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية.

وتوقّف اللقاء الوطني في بيان «عند العدوان الأميركي الظالم على الأراضي السورية، ومسّه للسيادة السورية وإيقاع ضحايا من جنود الجيش العربي السوري ومدنيّين آمنين، في عملية تسقط الادّعاء الأميركي في مشاركتها بتحالف دولي وإقليمي للمساعدة على وقف إطلاق النار، وإيجاد حلّ سياسي سلمي ولتقويض المجموعات المتطرّفة في سورية والعراق، وهذا السلوك الأميركي يتجاوز التحقيق الذي يُفترض أن تجريه الأمم المتحدة لتبيان حقيقة ما جرى».

ورأى اللقاء في هذا العدوان، «تأكيداً واضحاً على أنّ هذه الإدارة الجديدة ما زالت مستمرّة في سياساتها بنشر الفوضى في أرجاء المنطقة العربية، استمراراً للسياسات السابقة التي أرستها كونداليزا رايس، مضافاً إليها رعونة الرئيس الأميركي الذي لا تحكمه ضوابط ولا القانون الدولي ولا قيم العدالة الإنسانية».

ودعا اللقاء الوطني كافة القوى «لإدانة هذا العدوان، وإلى تحرّك عربي فاعل لرفض المساس بسيادة دولة عربية شقيقة، والوقوف بحزم ضدّ السياسات الأميركية التي تبني استراتيجيّتها في المنطقة على تفكيك وحدة مجتمعاتنا الوطنية، وتغليب العامل الصهيوني على الإرادات العربية الحرّة، ونهب ثروات الأمّة لاستخدامها في رخاء مجتمعاتهم في عملية سرقة منظمة لإبقاء الأمّة تحت تبعيّة سياسية واقتصادية».

كذلك، أكّد «حزب الاتحاد» أنّه «مرة جديدة تُظهر الإدارة الأميركية استهتارها بالقانون الدولي واستنسابيّتها بتطبيقه، حيث اعتدت هذه الإدارة بشكل غاشم وسافر على دولة عضو في الأمم المتحدة في سلوك إجرامي مشين، وهو ما يشكّل انتهاكاً لسيادة سورية ولأمنها، وانتهاكا لحياة المواطنين السوريّين وأرزاقهم».

أضاف: «وعلى الرغم من المزاعم التي ساقتها الإدارة الأميركيّة لشنّ عدوانها، والتي لم تنتظر قرار مجلس الأمن الدولي وإجراء تحقيق دولي حول حقيقة من استخدم الأسلحة الكيماوية، ما يظهر بوضوح التواطؤ والعمل المسبق بين من دبّر هذه الحادثة والقرار الأميركي بضرب سورية، وتجلّى ذلك بالهجوم الـ»داعشي» على المناطق السورية الآمنة للاستفادة من هذه الضربة العسكرية».

ورأى في «هذا السلوك الأميركي للإدارة الجديدة برئاسة ترامب، تعبيراً عن الرعونة لهذه الشخصية الفاقدة للقيم والعدالة التي ستأخذ العالم إلى توترات أمنيّة وتسقط أيّ تعاون دولي لمواجهة الإرهاب، ووقوع هذه الإدارة من جديد تحت نفوذ اللوبي الصهيوني واستخدام القوة الأميركيّة المنتشرة في البحار والمحيطات لإضعاف صمود الأمّة وولوج العصر الصهيوني تحت ظلال هذه السياسة الأميركية».

ورأت «رابطة الشغّيلة»، أنّ «العدوان يؤكّد وقوف الولايات المتحدة الأميركية وراء دعم الإرهابيّين التكفيريّين بكلّ منوّعاتهم، وهو يأتي بعد أن شعرت واشنطن بخطر هزيمة الإرهابيّين، أمام التقدّم المتواصل والسريع للجيش العربي السوري على جبهات القتال كافة».

واعتبرت «أنّ مسارعة واشنطن وحلفائها الغربيّين إلى اتهام الدولة الوطنية السورية، باستخدام السلاح الكيماوي والقيام بهذا العدوان ورفض إجراء أيّ تحقيق دولي محايد لتبيان الحقيقة للرأي العام العالمي، إنّما يؤكّد إمعان واشنطن في سياسة التدخّل الاستعماري وخرق القوانين الدولية، ومواصلة التعتيم على الحقيقة على استخدام المسلّحين لهذا السلاح الكيماوي وتوفير الغطاء والحماية للجماعات الإرهابيّة المسلّحة وإنقاذها من السقوط عبر دفع واشنطن إلى التدخّل العسكري وتنفيذ العدوان ضدّ سورية».

وأكّدت أنّ «الوقوف إلى جانب سورية دولة وجيشاً وشعباً في التصدّي لهذا العدوان، إنّما هو واجب وطني وقومي للتحرّر من الهيمنة الاستعمارية».

ووصف «المؤتمر الشعبي اللبناني» في بيان، الضربة الصاروخية الأميركيّة على سورية بـ«العدوان المباشر على الأمن القومي»، مندّداً «باستهداف المدنيّين من أيّ طرف، وكذلك بكلّ من أيّد العدوان السافر على الوطن السوري».

ورفض المؤتمر «أيّ تدخّل أجنبي في الشؤون العربية، وبخاصة من الولايات المتحدة»، داعياً «جامعة الدول العربية إلى إدانة هذا العدوان والعمل على استصدار قرار إسلامي وأفريقي مع كتلة عدم الانحياز لإدانة العدوان الأميركي».

وأدان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني العدوان الأميركي، «مع ما يعنيه ذلك من انتهاك فاضح للسيادة السورية وللقانون الدولي، ويعبّر بشكل واضح عن تصاعد العدوانيّة الأميركية، نتيجة أزمتها الاقتصادية، وتجسيداً للوجه الحقيقي للإرهاب، إرهاب الدولة التي تمارسه، محاولة استعادة دورها الذي فقدته بقيادة العالم».

وقال: «إنّنا مدعوّون اليوم لمواجهة هذا المشروع الأميركي التفتيتي على كافّة المستويات وفي مختلف دول المنطقة من ضمن مشروع عربي نهضوي مقاوم، يسعى لبناء الدولة الوطنية الديمقراطيّة العلمانية في كلّ دول المنطقة». ودعا كلّ القوى اليسارية والوطنيّة والتقدّمية حول العالم إلى أوسع إدانة للعدوان الأميركي على سورية والتضامن مع شعبها في مواجهة العدوان وردعه.

ورأى «حزب التوحيد العربي»، أنّ هذا العدوان ليس إلّا استكمالاً للحرب التي تشنّها الولايات المتحدة على سورية بأدوات إرهابيّة منذ عام 2011، داعياً الحكومة اللبنانية إلى «اتخاذ موقف شاجب لما حصل، وذلك التزاماً منها بكلّ معاهدات الأخوة والتعاون والتنسيق الموقّعة بين الدولتين».

ورأى رئيس «حركة الشعب» إبراهيم الحلبي في بيان، أنّ «هذا العدوان يؤكّد مرة جديدة حقيقة رعاية الإدارة الأميركيّة للمنظمات الإرهابية، التي شكّلت على مدى سنوات الأزمة السورية الأداة الإجرامية المباشرة لتهجير وقتل الشعب السوري، ومحاولة إسقاط الدولة ودورها القومي في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية».

واعتبر رئيس «تيّار صرخة وطن» جهاد ذبيان، «أنّ أحد أسباب العدوان الأميركي هو الردّ السوري الأخير على الطائرات «الإسرائيلية»، واستهداف المستوطنات بعدد من الصواريخ السورية، ما أثار قلقاً جدّياً في «تل أبيب» وواشنطن على حدّ سواء، وأضاف: «هل أتى «هجوم إدلب الكيماوي» لكي يبرّر مسبقاً هذا الاعتداء الأميركي المقرّر مسبقاً على سورية، مع التأكيد أنّ دمشق ليست في وارد استخدام السلاح الكيماوي أو أيّ نوع من الغازات السامّة، خصوصاً في هذه المرحلة حيث يحقّق الجيش السوري الإنجازات المتتالية في الميدان، فهل يعقل أن تقدم القوات السورية على هذه الخطوة وهي تعلم مسبقاً أنّها ستنعكس عليها سلباً؟»

كما أدرج ذبيان الاعتداء الأميركي في سياق الدخول المباشر على خط العدوان على سورية، وذلك بعد مرور ست سنوات على الحرب التي تستهدف سورية بالوكالة من قِبل الجماعات الإرهابية، لكنّ صمود دمشق بجيشها وشعبها أجبر «إسرائيل» على التدخّل لدعم الجماعات المسلّحة، وها نحن اليوم نرى هذا التدخّل الأميركي السافر، في عدوان لا تبرير له سوى أنّه اعتداء على سيادة الدولة السورية وشعبها، بعدما أثبتت سورية وحلفائها قدرتهم على الصمود بوجه الإرهاب وإحباط المخطّطات المرسومة، لإسقاط الدولة السورية وتحويلها إلى كانتونات طائفية متقاتلة».

وأكّد «تجمّع العلماء المسلمين»، أنّه «لم نكن بحاجة إلى هذه الهجمات الصاروخية الأميركيّة لنثبت أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي من توفّر الدعم اللوجيستي والسياسي والمعنوي لـ«داعش»، وأنّه في كلّ مرة يميل فيه ميزان القوى لصالح الدولة السورية تعمد إلى التدخّل المباشر عسكرياً وتضرب أهدافا للجيش العربي السوري، تارة تحت حجة الخطأ وأخرى بإعلان التبنّي الواضح لهذا التدخّل».

ودعا «الشعب السوري في الأماكن التي تتواجد فيها قوات أميركيّة للتعامل معها كقوات احتلال وممارسة مقاومة لها حتى إخراجها ذليلة من الأراضي السورية المباركة».

ونوّه «بموقف دول محور المقاومة وعلى رأسها إيران وروسيا والصين»، داعياً إلى «عدم الركون مرة أخرى للمفاوضات والذهاب إلى مواجهة عسكرية مباشرة وحسم الموضوع عسكرياً».

وندّد الأمين العام «للتجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» الدكتور يحيى غدار بـ«الغطرسة الأميركية وبسياسة الاستعلاء والاستكبار التي تعبّر عن الوجه الحقيقي للإدارة الاميركية الجديدة وعلى رأسها ترامب، حيث اتّخذ الأخير قراراً خطيرا بالعدوان على سورية ذرّاً للرماد في العيون وسعياً لتشتيت نظر العالم عن المجازر التي ترتكبها قوات التحالف في العراق واليمن».

وأكّد أنّه «على يقين بأنّ السبب الحقيقي للاعتداء على مطار الشعيرات، مردّه إلى أنّ هذه القاعدة كانت مصدر إطلاق الصاروخ الباليستي الذي طارد الطائرات «الإسرائيلية» التي حاولت تنفيذ عدوان على سورية في الشهر المنصرم».

ونوّه بـ«الموقف الروسي المستنكر للعدوان، إذ أكّدت الخارجية الروسية أنّه سيضرّ حتماً بالعلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأميركا».

واعتبرت «حركة الأمّة» في بيان، أنّ «هذا العدوان الآثم على سورية يُظهر مدى التلازم مع العدو الصهيوني والمجموعات الإرهابية العابثة بالأمن والاستقرار في المنطقة، كما يثبت مدى التآمر الدولي الممنهج، والتوظيف المشبوه للمقاولين الإقليميين والدوليّين، بُغية إسقاط سورية، باعتبارها الداعمة للمقاومة وحصن فلسطين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى