واشنطن تدعم الإرهابيين ميدانياً بقصف مطار الشعيرات بعشرات الصواريخ ودمشق تردّ بتصميم على ضربهم وسحقهم أينما وجدوا

أكدت دمشق أنّ الاستهداف الأميركي لمطار الشعيرات في ريف حمص «يوضح بالدليل القاطع، مرة أخرى، ما كانت تقوله سورية وما زالت من أنّ تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يُغيّر من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم»، مؤكدة «أنّ هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين، وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية».

وجاء في بيان للرئاسة السورية أمس: «في عدوان جائر وسافر قامت الولايات المتحدة الأميركية فجر اليوم أمس باستهداف مطار الشعيرات في ريف حمص».

وأكدت الرئاسة على صفحتها على فيس بوك «أنّ ما قامت به أميركا ما هو إلا تصرُّف أرعن غير مسؤول ولا ينمّ إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة محمومة غذت عنجهية هذا النظام للقيام بهذه العربدة السياسية والعسكرية الرعناء».

واعتبر البيان «أنّ إقدام الولايات المتحدة الأميركية على هذا الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرى ما كانت تقوله سورية وما زالت من أنّ تعاقُب الإدارات لهذا النظام لا يغير من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم».

وتابع البيان: «إن كان النظام الأميركي يعتقد أنه بهذا الاعتداء قد تمكن من دعم عملائه من العصابات والمنظمات الإرهابية على الأرض، فإنّ الجمهورية العربية السورية تؤكد وبصريح العبارات أنّ هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين، وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية».

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أنّ «العدوان الأميركي المُدان على سورية يتناقض مع مقاصد ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة ومع دور الولايات المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن معني بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين وأنّ مثل هذه الاعتداءات تُنذر بنشر الفوضى في جميع أنحاء العالم».

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: «ارتكبت الولايات المتحدة الأميركية فجر يوم الجمعة تاريخ 7-4-2017 عدواناً موصوفاً وسافراً على إحدى القواعد الجوية للجيش السوري في المنطقة الوسطى بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون وهي الذريعة التي روّجت لها التنظيمات الإرهابية ومشغلوها في واشنطن وتل أبيب والرياض والدوحة وأنقرة ولندن وباريس وأجهزة الإعلام التابعة لهم».

وأضاف المصدر: «أكدت الجمهورية العربية السورية أنّ الجيش السوري لا يمتلك أصلاً أسلحة كيميائية، وأنه لم يستخدم مثل هذه الأسلحة إطلاقاً في أيّ من عملياته ضدّ المجموعات الإرهابية المسلحة، كما أنها تُدين استخدام مثل هذه الأسلحة من قبل أيّ كان وفي أيّ مكان وزمان وتحت أيّ ظرف».

وأشار المصدر عينه إلى أنّه «بات من المعروف أنّ من استخدم مثل هذه الأسلحة وقام بتخزينها في أنحاء عديدة من سورية هي المجموعات الإرهابية وذلك بتعاون أو تستُّر من عدد من الأنظمة في المنطقة وخارجها بما في ذلك أنظمة تركيا والسعودية وقطر وبعض الدول الأوروبية التي تجاهلت بشكل تام كلّ الحقائق والمعلومات الموثّقة عن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإرهابيين في العديد من المرات في أنحاء مختلفة من سورية».

وأكد المصدر أنّ «سورية تعاونت بشكل تام وبنّاء مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ونفذت كلّ التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وهو الأمر الذي تشهد عليه تقارير الأمانة الفنية للمنظمة».

وأكد المصدر «أنّ ما حدث في خان شيخون كان عملاً مدبراً هدفه تبرير قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات إلى الجيش السوري»، لافتاً إلى أنّ «مثل هذه الاعتداءات ينذر بنشر الفوضى العارمة في جميع أنحاء العالم وسيجعل من شريعة الغاب طريقة للتعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية بدلاً من احترام أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادىء القانون الدولي».

وختم المصدر بتأكيده «أن الحكومة السورية انطلاقاً من إيمانها بضرورة حشد كل الجهود لمكافحة الارهاب واحتراماً منها لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة تدعو مجلس الأمن إلى تحمُّل مسؤولياته بموجب الميثاق وإلى عقد جلسة طارئة للنظر في التداعيات الخطيرة للعدوان الأميركي الغاشم على سورية وإدانته وبحث سبل ضمان عدم تكراره باعتباره عملاً يهدّد الأمن والسلم في المنطقة والعالم».

المقداد

من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنّ «خيارنا الأول هو الانتصار والثاني هو مكافحة الإرهاب».

وقال في حديث إلى قناة «الميادين»: «إننا نربط العدوان الأميركي بالانتصارات التي حققناها، وقد جاء بعد فشل عدوان إسرائيل الأخير على سورية ولا يمكن فصلهما»، مضيفاً أنّ «الموقف الأميركي كان ولا يزال يدعم الإرهابيين في سورية لتحقيق أهداف إسرائيل وإضعاف سورية».

وحول هدف الاعتداءات الأميركية، قال نائب وزير الخارجية السوري إنّه نفّذ لأجل «إضعاف قدرة الجيش السوري على محاربة الإرهاب».

وذكر أنّ العدوان الأميركي «هو عدوان موصوف بكلّ المعايير الدولية ويهدّد الأمن والسلم في المنطقة»، مشيراً إلى أنّه ستكون له «تداعيات خطيرة على شعوب المنطقة والعالم».

وتابع المقداد أنّ الضربات الأميركية «ليست العدوان الأول على سورية، وهي تهدف مع حلفاء واشنطن إلى دعم الإرهاب»، محذراً «الدول العربية التي أيّدت العدوان من التمادي لأنها ستدفع ثمناً باهظاً».

ولفت إلى أنّ الحكومة السورية دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن للتنديد بالعدوان الأميركي، آملاً بـ«عودة المنظمة الدولية إلى لعب دورها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين».

ووصف الديبلوماسي السوري الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «كأسلافه من الرؤساء الأميركيين يعتمد ازدواجية المعايير ويسعى إلى حماية مصالح إسرائيل»، مشيراً إلى «أنّ أميركا تقدّم أكبر خدمات لتنظيمي داعش والنصرة لأنّ الجيش السوري وحلفاءه وأصدقاءه ينتصرون على الإرهاب».

وأشار إلى أنّه «ما دامت هناك مساعٍ لحشد الإرهابيين عبر غرفتي عمّان وأنطاكيا، فإنّ الوضع سيستمر في سورية هكذا».

وحول اتهام سورية باستخدام أسلحة كيميائية، قال المقداد: «الغرب يدرك أننا لا نمتلك أسلحة كيميائية لكنهم فبركوا أكذوبتهم بهدف شنّ هذا العدوان الإجرامي»، متّهماً «أردوغان بأنه مجرّم وقاتل وإرهابي لأنه فتح الحدود أمام الإرهابيين للدخول إلى سورية».

ولفت إلى أنّ «إسرائيل كانت دائماً جزءاً من العدوان على سورية، وأنّ كلّ ما تتعرّض له أمتنا هو من تخطيطها».

واستند المقداد في حديثه إلى «وجود تقارير دولية تثبت اتصال الجماعات الإرهابية مع الاستخبارات الإسرائيلية».

القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة

وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أوضحت في بيان لها «أنّ العدوان الأميركي المُدان على سورية يؤكد استمرار الاستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوّض عملية مكافحة الإرهاب التى يقوم بها الجيش السوري ويجعل الولايات المتحدة شريكاً لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التى دأبت منذ اليوم الأول للحرب الظالمة على سورية على مهاجمة نقاط الجيش والقواعد العسكرية السورية».

مندوب سورية في مجلس الأمن

وفي السياق عينه، سأل القائم بالأعمال بالنيابة للبعثة الدائمة لسورية لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر نائب الأمين العام الذي قال إنّ الحكومة السورية أسمت الهجوم عدواناً: «ما هو توصيف هذا الهجوم وفقاً لميثاق الأمم المتحدة»؟

وقال منذر: «هذا العدوان الغاشم يشكل مخالفة خطيرة لميثاق الأمم المتحدة ولجميع القوانين والأعراف الدولية، حاولت الولايات المتحدة تبريره بحجج واهية وذرائع مفبركة عن استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي في خان شيخون من دون معرفة حقيقة ما جرى وتحديد المسؤول عنه وهي الذريعة التي روجت لها التنظيمات الإرهابية ومشغلوها في واشنطن وأنقرة والرياض والدوحة وتل أبيب ولندن وباريس وأجهزة الإعلام التابعة لها».

وذكر منذر بأنّ بلاده أكدت مراراً «أنّ الجيش السوري لا يمتلك أصلاً أسلحة كيميائية وأنه لم يستخدم مثل هذه الأسلحة إطلاقاً في أيّ من عملياته ضدّ المجموعات الإرهابية المسلحة، كما أنها تدين استخدام مثل هذه الأسلحة باعتباره غير مبرّر تحت أيّ ظرف كان».

وأشار إلى تقارير إعلامية تفيد بأنّ «الكونغرس قد أقرّ منذ قليل قانوناً يسمح للإدارة الأميركية بإرسال صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية».

وقال: «حذرنا في هذا المجلس منذ يومين فقط من أنّ الدول الاستعمارية الثلاث دائمة العضوية فيه قد استعادت الشهية لتكرار تلك الأكاذيب والقصص الملفقة التي مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا منذ 14 عاماً في هذه القاعة لتدمير العراق واحتلاله تحت ذريعة كذبة كبرى هي أسلحة الدمار الشامل ولعل التاريخ الدبلوماسي يعيد نفسه الآن في مشهد هزلي مؤسف حيث حاول الوزير كولن باول حينها تضليل الأمم المتحدة والرأي العام لتبرير عدوان بلاده على العراق من خلال الحديث عن معلومات ذات مصداقية عالية أما اليوم فتتمادى الولايات المتحدة في سياستها التضليلية لتبرير عدوانها على سورية من خلال الاعتماد على معلومات مفبركة يقدمها إرهابيو تنظيم جبهة النصرة».

9 شهداء من المدنيين

وكانت حصيلة العدوان الأميركي 9 شهداء من المدنيين بينهم 4 أطفال جراء سقوط عدد من الصواريخ على منازل المواطنين في عدد من القرى بريف حمص الجنوبي الشرقي، إضافة إلى وقوع دمار كبير في المنازل.

أيوب يتفقد القاعدة المستهدفة ويعود الجرحى

من جهة أخرى، تفقد القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية رئيس هيئة الأركان العامة للجيش العماد علي عبد الله أيوب، وبتوجيه من الرئيس بشار الأسد قاعدة الشعيرات الجوية، وجال على المواقع التي تعرضت للعدوان واطلع من قائد وضباط القاعدة على حجم الخسائر والأضرار المادية التي سببها والإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة ومدى فاعليتها.

كما زار العماد أيوب جرحى العدوان في مستشفى الشهيد عبد القادر شقفة بحمص واطمأن على أوضاعهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى