معرض عمدة المالية في أوائل السبعينات

مهداة إلى الرفيق سامي سعد

في أوائل السبعينات، وكنت أتولّى مسؤولية عميد المالية، نظّمت العمدة معرضاً خاصاً في بيت الطلبة الذي كان كائناً في ساحة الدباس.

لاقى المعرض رواجاً جيداً وحضوراً للرفقاء والمواطنين من مختلف المناطق.

وتميّز المعرض المذكور بثلاثة أمور:

ـ مجموعة تحف بحرية أرسلتها مديرية الصرفند واحتلت مساحة كبيرة في وسط الدار.

ـ رسوم متنوّعة لسعاده، من حجمين مختلفين وأخرى من وضع الرفيق الفنان أسامة حديب.

ـ طبع نسخة عن لوحة «العرزال» للفنان الرفيق مصطفى فروخ. الصورة .

أذكر أنّني توجهت مع الأمين أنيس فاخوري لزيارة حضرة الأمينة الاولى، وكانت تقطن في ساقية الجنزير ـ فردان، شرح الأمين أنيس لحضرة الأمينة حاجته للحصول، لفترة اسبوع، على اللوحة الاصلية للعرزال، كي يتمكن من طباعة نسخة طبق الاصل.

لم يكن سهلاً ان تأذن الأمينة الاولى بإخراج اللوحة الرائعة من منزلها، وبالفعل تمكن الأمين أنيس من انجاز نسخة عن لوحة العرزال. من شاهدها صعب عليه التمييز بينها وبين اللوحة الاصلية.

وأذكر أن الكمية المطبوعة والمعروضة من لوحة العرزال نفذت كلها، ولم أحتفظ الا بنسخة واحدة منها وبأخرى من حجم «بطاقة معايدة Carte Postale».

من الرفقاء الذين عاونوا في تلك المناسبة أذكر منهم الأمينين نبيل فغالي وتوفيق ميلان والرفيق المحامي صباح مطر، إلى عدد جيد من الرفقاء الطلبة الذين كانوا نشطوا في ستينات القرن الماضي وسبعيناته.

مضت سنوات لألتقي الرفيق سامي سعد الذي كنت عرفته ناشطاً في الاشرفية، قبل ان يغادر إلى الولايات المتحدة، يقترن من شقيقة الرفيق جورج جدي ويبني أسرة قومية اجتماعية، منها الرفيقة مارغو التي اقترنت من الرفيق جورج أبو فيصل.

كان الرفيق سامي ابتاع شقة في بعبدات. في زيارة له إلى ضهور الشوير تعرّف إلى الرفيق جميل صواياومنه عرف اني مقيم في الضهور صيفاً. فالتقينا، وراح كلما حضر صيفاً إلى الوطن، يتصل ونلتقي.

وذات مرة بحضور ابن عمه الرفيق جورج جدي، كانت مناسبة لأستعيد كل علاقتي الوطيدة وذكرياتي مع الرفيق جورج.

في الصيف الفائت 2016 لم يحضر الرفيق سامي. علمتُ أنّ داء السكّري راح يقتات من عافيته، إلى ان اتصل بي منذ ايام الرفيق نبيه عودة لينقل لي الخبر المؤلم: وفاة الرفيق سامي سعد.

إذ أذكره، تعود بي الذاكرة فوراً إلى تلك المرحلة التي نشط فيها الرفيق سامي في الوطن، إلى براعته في عالم الطباعة، واتقانه إلى جانب الأمين أنيس فاخوري فرز الالوان في طباعة «لوحة العرزال»، استمراره في التزامه الحزبي بانياً عائلة قومية اجتماعية.

كلما مررت في بلدة بعبدات التفت إلى البناية حيث شقة الرفيق سامي، أستذكره بحنين وموّدة، وأؤدي له التحية كما كان يفعل كلّما التقي به.

سيرة ذاتية:

ـ مواليد الأشرفية عام 1939، انتمى في الأشرفية عام 1957، مُنح وسام الواجب عام 1999، ووسام الثبات عام 2010.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى