«القومي»: هو نفسه الإرهاب الذي تواجهه سورية وتدعمه دول غربية وإقليمية وعربية
أثار التفجيران الإرهابيّان اللذان استهدفا كنيسة مار جرجس في طنطا وقرب الكنيسة المرقسيّة في الإسكندرية موجة استنكار عارمة، فيما رأى الحزب السوري القومي الاجتماعي «أنّ الإرهاب الذي يستهدف الناس في أماكن العبادة، هو نفسه الذي يعيث إجراماً في سورية منذ ست سنوات ونيّف، وهذا الإرهاب يلقى كلّ أشكال الدعم من دول غربية وإقليمية وعربية على رأسها الولايات المتحدة»، مؤكّداً أنّ الإرهاب خطر يهدّد المجتمعات كافة، وقد آن الأوان لوقف دعمه والمضيّ في محاربته بجديّة.
عون
وفي السياق، أدان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الجريمتين الإرهابيّتين وأبرق إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مستنكراً ومعزّياً بالضحايا الذين سقطوا في التفجيرين، ومتمنّياً الشفاء العاجل للجرحى. وقال في برقيّته: «إنّ لبنان يقف متضامناً معكم في مواجهة الإرهاب وكلّ ما يهدف إلى زعزعة أمن بلدكم الشقيق».
كذلك أبرق رئيس الجمهورية إلى بابا الأقباط تواضروس الثاني، مدينا جريمتَي التفجير ومعزّياً بالضحايا ومتمنّياً الشفاء للجرحى.
برّي
بدوره، أبرق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس النوّاب الدكتور علي عبد العال سيد أحمد، وإلى بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني، مندّداً بالجرائم الإرهابية التي استهدفت دور العبادة للأقباط.
ورأى برّي، أنّ «هذه الجريمة الإرهابيّة الدموية إنّما تستهدف صيغة التعايش في الشرق، والنسيج الاجتماعي لشعوبه والاعتدال».
ودعا إلى «عمل جماعي عربي ودولي لمكافحة الإرهاب الدموي التهجيري، وتهديداته المتصاعدة ضدّ دول المشرق والمغرب العربي ودول العالم كافّة».
«القومي»
وصدر عن عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:
«يدين الحزب السوري القومي الاجتماعي التفجيرات الإجراميّة الإرهابيّة التي هزّت مصر أمس، واستهدفت المدنيّين الأبرياء في كنيسة مار جرجس في طنطا، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، ما أوقع العشرات بين شهداء وجرحى.
ويرى الحزب أنّ الإرهاب الذي يستهدف الناس في أماكن العبادة، هو نفسه الذي يعيث إجراماً في سورية منذ ست سنوات ونيّف، وهذا الإرهاب يلقى كلّ أشكال الدعم من دول غربية وإقليمية وعربية على رأسها الولايات المتحدة.
إنّ ما يجعل «داعش» و«النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية قادرة على تنفيذ هكذا هجمات إجرامية ضدّ الإنسانية، هو الدعم الذي تقدّمه أميركا والغرب و«إسرائيل» وتركيا وبعض العرب لهذه المجموعات، وهو دعم غير محدود، وعلى المستويات كافة، وأحد نماذج هذا الدعم هو العدوان الأميركي على مطار الشعيرات السوري.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يعزّي أسر وعائلات ضحايا تفجيرَي الكنيستين في مصر ويتمنّى للجرحى الشفاء العاجل، ويؤكّد أنّ الإرهاب خطر يهدّد المجتمعات كافة، وقد آن الأوان لوقف دعمه والمضيّ في محاربته بجدّية».
الحريري ونوّاب وفاعليات
وتوجّه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بالتعزية إلى الرئيس السيسي وبابا الأقباط تواضروس الثاني والشعب المصري بضحايا «الهجمة الإرهابية البشعة».
وقال في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «أكرّر أنّ هذا الإرهاب لا دين له، بل هو اعتداء على قِيم كلّ الأديان بدءاً بديننا الإسلامي الحنيف».
وأضاف: «مصر ستنتصر وإرادة العيش الواحد بين جميع أبنائها ستنتصر».
بدوره، أبرق رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى الرئيس السيسي مستنكراً التفجيرين، وقال: «إنّ الأعمال الإرهابيّة المتكرّرة تأتي في سياق مؤامرة ترمي إلى ضرب الاستقرار والوحدة الوطنية في مصر وتغذية روح الفتنة الطائفية والانقسام في المجتمع، ولإضعاف الدور التاريخي لمصر على المستويَين العربي والإقليمي».
كما أبرق النائب جنبلاط إلى البابا تواضروس الثاني مستنكراً التفجيرين.
من جهته، طالب عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر «بخطّة عالمية لضرب الإرهاب واستئصاله من منابعه، مع العزم على مواجهة الفكر الإرهابي لاجتثاثه من الجذور».
وأبرق رئيس «حزب التضامن» النائب إميل رحمة إلى السفير المصري نزيه النجاري وعبره إلى الدولة المصرية رئيساً وحكومة وشعباً، معزّياً بضحايا التفجيرين، وطالب المجتمع الدولي بـ«الوقوف إلى جانب مصر في مكافحة الإرهاب والتصدّي له».
كما هنّأ بابا الأقباط تواضروس بالنجاة من التفجير.
واستنكر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في برقيّة إلى البابا تواضروس الثاني بأشدّ العبارات «هذا العمل الوحشي»، مسجّلاً تعاطفه: «نسجّل تعاطفنا مع رأس الكنيسة القبطية وأهالي الضحايا».
ورأى مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أنّ «ما شهدته مصر أرض الكنانة ما هو إلّا دليل لضرب الوحدة الوطنيّة المصرية الداخلية، ومحاولة إشعال صراعات طائفيّة بين المصريّين مسلمين ومسيحيين».
ورأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، أنّ «الجماعات التكفيرية فئة مجرمة خرجت عن الإسلام وانحرفت عن تعاليمه، وهي تعبّر عن منتهى الوحشية بتحويلها فرحة الأعياد إلى مجازر دمويّة تحصد من خلالها الأبرياء المدنيّين إشباعاً لغريزتها الإجرامية التي جعلت منها عدوّاً للإنسانيّة جمعاء، ممّا يحتّم أن يتضامن المسلمون والمسيحيون في معركة مكافحة الإرهاب».
أحزاب
ورأى «حزب الله» في بيان، «أنّ استهداف المؤمنين في كنائسهم صباح العيد هو تجسيد للهمجيّة بكلّ معانيها، ودليل على فقدان هذه المجموعات الإرهابية لأيّ ملامح إنسانية، ويأتي في سياق العمل لتهجير المسيحيين من سيناء ومن غيرها من المناطق في مصر وسورية والعراق ولبنان، ويفتح باب الفتنة والتقسيم الطائفي والعرقي لمصلحة العدو الصهيوني».
وختم: «إنّنا في حزب الله نقف في هذه اللحظات المؤلمة إلى جانب مصر وشعبها، وندعو الجميع إلى وعي المؤامرة الكبرى التي تستهدف أمّتنا، وإلى الالتفاف في حلف حقيقي واحد في مواجهة الإرهابيّين ورعاتهم الإقليميّين والدوليين».
وشجبت الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع التفجيرات الإرهابية الجبانة في مصر، وقالت في بيان: إنّ هذا «إيغال بالقتل ما هو إلّا نتاج التزاوج بين العقل الصهيوني المغلق والفكر ا ستعماري الأميركي الذي استولد مثل هذه المخلوقات البربرية لقتل العروبة وإعادة تشكيل المنطقة العربية وتشليع العرب إلى قبائل ومذاهب وفئويات بُغية وضع اليد على مقدرات الأمّة وإراحة الكيان الصهيوني الغاصب».
ورأت الأحزاب، أنّ «مصر العربية وشعبها سينتصران على هذه المحنة الفتنة، وأن مار جرجس الذي صرع التنين برمحه هو المثل والمثال لقتل هذا الفكر الطارئ على أمّتنا وشعبنا الذي باتَ على يقين بمرامي وأهداف هذا المشروع التكفيري التدميري، كما أنّ العالم المسمّى متحضّراً، وعلى رأسه أوروبا وأميركا، عليه ألّا يكون أداة بيد الصهيونية ويتّعظ من ا ستهدافات التي طالته بعد أن وضع أفعى الإرهاب تحت إبطه ولُدغ منها ولمّا يزال بدل أن يذهب إلى ضرب القوى التي تتصدّى للتكفير ورعاته ومموّليه».
وأكّد المكتب السياسي في حركة أمل في بيان، أنّ «هذا التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف المؤمنين داخل كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا، لا ينفصل في أهدافه عن مسلسل الإرهاب الذي استباح ويستبيح القِيم السمحاء للرسالات السماوية بالقدر عينه الذي يستبيح فيها الأرواح والأنفس التي حرّم الله قتلها».
واعتبر حزب «الاتحاد»، في بيان، أنّ الاستهداف المجرم والجبان الذي طال كنيسة مار جرجس في طنطا ومحيط الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، يشكّل حلقات متّصلة لزعزعة أمن مصر والأمّة، «والتي تأتي ضمن مسلسل الإرهاب الموجّه لنشر الفوضى في مجتمعاتنا الوطنيّة وضرب وحدتها واستقرارها، ودفعها نحو فتن وانقسامات مجتمعيّة لا تخدم إلّا الأعداء، وفي طليعتهم الكيان الصهيوني الذي يستخدم لهذه الغاية مجموعات مجرمة تعمل بإمرته تحت عناوين كاذبة لا تمتّ بصِلة لأيّ قيم دينيّة وإنسانية هدفها الأول هو زعزعة أمن واستقرار مجتمعاتنا، من أجل تحويل دولنا إلى دول فاشلة وهشّة يمكن اختراقها وتطويعها لإرادته وإرادة أسياده».
واعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، في بيان، أنّ «الإرهاب الذي ضرب كنائس في مصر، والذي يطال سورية والعراق واليمن وليبيا منذ سنوات، كما ذلك الإرهاب الذي طاول مؤخّراً روسيا والسويد وغيرهما، هو إرهاب واحد، مهما اختلفت تسمياته، ومن الخطأ القول إنّ هذا الإرهاب ليس له دين، بل الأصحّ القول أنّه ينطلق من عقيدة إسلامية منحرفة، وأنّ له ديناً ولكن ليس له رب».
وأدان «سياسة الخبث والازدواجية التي تعتمدها بعض الدول الغربية في «الشرق الأوسط»، بحيث أنّها تدعم هذا الإرهاب وتحتضنه وتغذّيه ضدّ أعدائها من جهة، فيما تحاربه فقط عندما يتطاول على أمنها وأمن حلفائها ومصالحها من جهةٍ أخرى، ولعلّ أبلغ مثال على تلك الازدواجية ما جرى منذ أيام من قصف صاروخي أميركي للقاعدة الجويّة في سورية، انسجاما مع مزاعم «جبهة النصرة» الإرهابيّة عن استخدام الجيش السوري لأسلحة كيميائية، حتى من دون أن تكلّف تلك الدول نفسها عناء التحقيق في صحّة تلك المزاعم».
وختم: «منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، انخرطت بعض الدول الغربية والعربية في سياسة الكذب والتزوير لتبرير سياساتها العدوانيّة، فكانت كذبة أسلحة الدمار الشامل حينذاك وسيلة لتدمير العراق، وكان اتهام سورية زوراً بقتل رفيق الحريري عام 2005، وسيلة لمصادرة السلطة وتخريب لبنان وتبرير العدوان «الإسرائيلي» عام 2006، وكانت شعارات الديمقراطية الزائفة عام 2010 وسيلة لتدمير وإغراق ليبيا وتونس ومصر وسورية، وأخيراً لا آخراً، استخدمت ذريعة استخدام الأسلحة الكيماويّة كوسيلة لإضعاف الطيران السوري، ولحماية الإرهاب من الانهزام في سورية، بعد الإنجازات التي حقّقها الجيش السوري وحلفاؤه. أمّا الذين رحّبوا في لبنان والعالم العربي فلا غفران لهم لأنّهم يدرون ماذا يفعلون».
واستنكر رئيس «الرابطة المارونية» النقيب أنطوان قليموس، التفجيرين الإرهابيّين، معتبراً أنّ «هذين الانفجارين وما حصل قبلهما في حقّ مسيحيّي العراق وسورية ومصر، يؤكّد وجود مؤامرة كبرى لاقتلاع هؤلاء من الشرق، والقضاء عليهم قتلاً أو تهجيراً أو إخضاعهم لذمّية سافرة».
وإذ رفض «استمرار هذا المنحى في التعامل مع المسيحيّين في هذه المنطقة»، سجّل على الدول والمرجعيّات الإسلامية والعربية «انكفاءها أمام التمادي التكفيري الذي لا يعتنق سوى إلغاء الآخر».
ودعا المجتمع الدولي إلى «تصويب بوصلته، والعمل فوراً على دكّ معاقل الإرهاب ومن يغذّيه ويموّله، وأن يكون هذا الأمر من أولى أولويّاته إذا كان فعلاً حريصاً على حقوق الإنسان وكرامته وسلامته».
ورأى «المؤتمر الشعبي اللبناني»، أنّ «القوى المتطرّفة التي تتغذّى من الفكر الصهيوني ومن ممارسات التتار والمغول، والتي هي أدوات مباشرة لمشروع «الشرق الأوسط الكبير» التقسيمي، ظنّت أنّها تلقّت جرعة دعم بالعدوان الأميركي على سورية، فقامت بجريمتها النكراء ضدّ المحتفلين بأحد الشعانين في كنيستَي طنطا والإسكندرية».
وأدانت جبهة التحرير الفلسطينية التفجير الإرهابي، مشدّدةً «على أنّ هذه العملية الإرهابية تأتي في سياق السلسلة المتّصلة من العمليات الإرهابية السابقة التي تستهدف النسيج الاجتماعي للشعب المصري، من خلال تأجيج الصراع الطائفي بين المسلمين والمسيحيّين وضرب هيبة الدولة المصرية ودورها المركزي على صعيد الأمة».