الأحزاب والقوى والفصائل تدين العدوان على مطار الشعيرات: يكشف أنّ أميركا تقود الحرب الإرهابيّة ضدّ سورية

تواصلت ردود الفعل المندّدة بالعدوان الأميركي السافر على مطار الشعيرات في حمص.

اجتماع طارئ عند «القومي»

وفي هذا الإطار، عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اجتماعاً طارئاً في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي الروشة، بحضور عدد من ممثّلي الفصائل الفلسطينية، وصدر في نهاية الاجتماع بيان جاء فيه:

أولاً: يدين المجتمعون بشدّة العدوان الأميركي على مطار الشعيرات العسكري في حمص، تحت حجج وذرائع واهية. ويعتبرون أنّ هذا العدوان يكشف للعالم أجمع وعلى نحو لا لبس فيه، أنّ أميركا هي من يقود الحرب الإرهابيّة ضدّ سورية منذ ست سنوات، وأنّ المجموعات الإرهابيّة على اختلاف مسمّياتها، إنّما هي أدوات تنفّذ مشروعاً أميركياً ـ غربياً ـ صهيونياً ـ تركياً تموّله أنظمة التآمر العربي الخائنة للقضايا القومية والعربية، والتي تشارك في مخطّط تدمير سورية وتفتيها وإسقاط دولتها المركزية، وإقامة نظام عميل تابع لأميركا والعدو الصهيوني.

ثانياً: إنّ العدوان الأميركي إنّما يشكِّل قمّة الإرهاب العالمي، وهو اعتداء صارخ ضدّ دولة ذات سيادة، ويشكّل خرقاً للقانون والمواثيق الدولية، ويؤكّد أنّ أميركا هي من يشجِّع الإرهابيين على ارتكاب جرائمهم بحقّ الإنسانية جمعاء، وهي من يطبّق قانونها الخاص القائم على شريعة الغاب، وإطلاق الاتهامات من دون أدلّة حسيّة دامغة أو إجراء تحقيق دولي محايد، وبالتالي إصدار الأحكام المسبقة واستخدام القوة الغاشمة لفرض إراداتها على منطقتنا والعالم.

ثالثا: إنّ توقيت العدوان الأميركي الذي ترافق مع حملة إعلامية وسياسية منظّمة ومعدّة مسبقاً على خلفية الهجوم الكيماوي المدبّر، استهدف التحريض على سورية وخلق مناخ دولي لوقف تقدّم الجيش السوري على جبهات القتال كافة، وإنقاذ المجموعات الارهابية من الانهيار والسقوط، وتمكينها من استعادة زمام المبادرة في الميدان لمواصلة حربها لاستنزاف الدولة السورية، بعد أن أدركت الدول المتآمرة أنّ هزيمة الإرهابيّين أمام الجيش السوري وحلفائه باتت قريبة.

رابعاً: يرى المجتمعون أنّ العدوان الأميركي كشف للرأي العام العربي والعالمي أنّ ما يجري في سورية، هو حرب استعماريّة أميركية بواسطة مجموعات إرهابية متعدّدة الجنسيات، جرى تدريبها وتسليحها وتمويلها من قبل تركيا و«إسرائيل» وبعض الأنظمة العربية الموغلة في رجعيتها وتآمرها، وذلك بهدف إسقاط الدولة السورية بما تمثّل من نهج وموقف وطني وقومي مقاوم، وصولاً إلى تصفية المقاومة والمسألة الفلسطينية.

خامساً: يحيّي المجتمعون موقف روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، وجمهورية الصين ودول البريكس والجمهورية الإسلامية الايرانية وغيرها من الدول التي وقفت إلى جانب سورية رفضاً للعدوان والاتهامات الأميركية ـ الغربية الملفقة، ونوّه المجتمعون بقرار روسيا وقف التنسيق مع واشنطن في الأجواء السورية.

كما يدين المجتمعون الأتباع والأذلّاء من الحكام العرب، لا سيّما حكّام السعودية وغيرهم من الخونة العرب واللبنانيّين الذين أيّدوا العدوان الأميركي. ويستنكر المجتمعون موقف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في هذا الاتجاه، باعتباره موقفاً مشيناً ومخزياً لا يعبّر لا عن الموقف الرسمي اللبناني ولا عن إرادة اللبنانيين.

سادساً: ويؤكّد المجتمعون أنّ ما فعله ترامب هو استمرار لما فعله رؤساء أميركيّون متعاقبون ارتكبوا الجرائم ضدّ الإنسانية من فيتنام إلى العراق، ودعم كيان العدو الصهيوني في ارتكاب جرائمه ضدّ الفلسطينيين وتصفية قضيّتهم.

وإذ يستنكر المجتمعون الصمت الرسمي العربي على العدوان، يدعون أحرار الأمّة إلى مقاومة الاحتلال الأميركي في سورية والعراق، ويناشدون القوى الشعبية العربية التحرّرية إلى الانخراط في هذه المقاومة ضدّ الاحتلال والعدوان.

سابعاً: يؤكّد المجتمعون وقوفهم إلى جانب سورية، رئيساً ودولة وجيشاً وشعباً في مواجهة قوى الإرهاب وإلحاق الهزيمة بها، فهذا أفضل ردّ على العدوان.

يحيّي المجتمعون الجيش السوري البطل قيادة وضباطاً وجنوداً في حرصه على صون وحدة سورية والدفاع عن سيادتها وأمن شعبها وحمايته من جرائم الإرهابيّين ومجازرهم الوحشية.

أخيراً، أكّد المجتمعون أنّ النصر سيكون حليف سورية وقوى المقاومة، وأنّ أميركا إذا ما فكّرت في شنّ حرب واسعة على غرار حرب العراق، فإنّ مصيرها لن يكون أفضل، وستواجه حلفاً مقاوماً يملك القدرات والإمكانات والإرادة والعزيمة والتصميم على المواجهة وإحباط أهداف أيّ عدوان أميركي».

ردود فعل

من جهته، اعتبر الوزير السابق عدنان منصور، أنّ «العدوان الأميركي على مطار الشعيرات السوري يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي ولا مبالاة اتجاه المجتمع الدولي والشرعيّة الدولية»، وقال: «تأكّد أنّ هذه الصواريخ التي انطلقت فجر السابع من نيسان 2017 من البوراج الحربية الأميركية في المياه الدولية للبحر المتوسط، والتي أصابت المطار العسكري في الشعيرات في سورية، قد مرّت عبر الأجواء اللبنانية. والسؤال المطروح اليوم ما إذا كانت الحكومة اللبنانية أو السلطات اللبنانية المعنيّة قد أعطت موافقتها على استخدام الأجواء اللبنانية، أم لم تكن على علم مسبق بالأمر؟ فإذا كانت على علم مسبق، فهذا يعني تجاهل الاتفاقات الأمنيّة الموقّعة مع الجانب السوري والسماح للغير باستخدام الأجواء اللبنانية للاعتداء على دولة شقيقة. أمّا إذا لم تكن على علم بهذا الأمر، فهذا يستدعي احتجاجاً لبنانياً رسمياً على الأقل حيث العنجهية والهيمنة لا تنفكّان عن إلحاق الاعتداءات بحقّ دولة وانتهاك سيادتها غير عابئة بالمجتمع الدولي وقوانينه الدولية».

من جهته، أكّد الوزير السابق بشارة مرهج، في تصريح، أنّه «في الوقت الذي نشجب فيه وندين العدوان الأميركي على مطار الشعيرات في سورية الذي أراد من خلاله الرئيس الأميركي مسايرة «تل أبيب»، وإبعاد الأنظار عن أزمته الداخلية، والظهور بمظهر القوي على حساب الشعب السوري الشقيق، فإنّنا نستغرب انجرار البعض في لبنان للاحتفاء بهذا العدوان، وتعليق صور ترامب في بعض الساحات العامّة بما يجافي الحكمة والمنطق، علماً بأنّ هذا العدوان لن يسهم في حلّ الأزمة السورية، وإنّما سيفاقمها ويطيل أمدها ويزيد من أعبائها على لبنان وسورية معاً».

ورأى الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد في تصريح، أن «العدوان الأميركي على سورية غير مفاجئ، لأن السياسة الأميركية قائمة على شن الحروب والتورط في النزاعات»، معتبراً أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما أشار إلى أن اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ليس من أولوياته كان هدفه ابتزاز حلفائه لقبض ثمن عال مقابل التورط في سورية مباشرة»، مؤكداً أن «العدوان الأميركي هو انتهاك للقانون الدولي ولسيادة الدولة السورية»، متوقعاً «المزيد من التصعيد في المنطقة وخاصة بعد توقيع اتفاقات اميركية سعودية بقيمة 200 مليار دولار، على مدى 4 سنوات بعناوين اقتصادية وهي بالأساس كلفة الحرب الأميركية على المحور العربي – الإيراني».

وأكد أن «العدوان الأميركي لن يرهب سورية وأنها ستبقى قوية وصامدة». وأسف لسماع أصوات لبنانية وعربية «تهلل لهذا العدوان، وتصور أن الأميركي هو الحامي لحقوق الانسان والساعي إلى الديموقراطية مع أن القاصي والداني في العالم يعرف تماما من اخترع الأسلحة الكيمائية ومن ارتكب المجازر وشن الحروب باسم الديموقراطية».

وحذر الأسعد من توريط لبنان في النزاع الحاصل والصراعات القائمة والتي ستكون تداعياته عليه خطيرة جداً والتنبه لمحاولة ضمه رسمياً إلى أي حلف أو محور عربي قد يكون موجها ضد إيران.

ودان التنظيم الشعبي الناصري العدوان الاميركي على سورية. واعتبر في بيان «ان ضرب مطار الشعيرات يشكل تطوراً كارثياً خطيراً في مسار الأحداث».

ودعا إلى التضامن مع الشعب السوري، مشدداً على «الحل السياسي الذي يضمن وحدة سورية واستقلالها، وحرية الشعب السوري في تقرير مستقبل وطنه»، مؤكدا أن «العدوان الأميركي على سورية يمثل حلقة أخرى من حلقات الاستراتيجية العدوانية الهادفة إلى تدمير الأقطار العربية وتقسيمها وفرض الهيمنة عليها بالتعاون مع العدو الصهيوني والرجعية العربية».

كما استنكر التنظيم مواقف الأنظمة العربية التي أيدت العدوان الأميركي، عوضا عن البحث عن حل سياسي لوقف الحرب، معتبرا أن «تلك المواقف إنما تشير إلى حالة الهوان التي انحدرت إليها تلك الأنظمة».

واعتبر أن «الجماعات الإرهابية التي تشعل نيران الفتنة والحرب في سورية، وفي غيرها من البلدان، ما كان لها أن تقوم ويتعاظم شرها لولا الدعم المتعدد الأشكال الذي تحظى به من أميركا، ومن بقية الأنظمة الاستعمارية، ومن الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرجعية، وهو ما يدل على أن أميركا وسائر الأنظمة المذكورة ليست شريكة في الحرب على الإرهاب، بل هي الراعي والداعم والممول للجماعات الإرهابية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى