حزب الله: متمسكون بالنسبية الكاملة ومستعدون للنقاش في الدوائر
أكد حزب الله أنه سيقدّم وجهة نظره حيال القانون الانتخابي في جلسة مجلس الوزراء، مشيراً إلى أننا لسنا متمسكين بصيغة محدّدة لتقسيم الدوائر، بل نحن متمسكون بالنسبية الكاملة، وأيّ صيغة يتمّ التوافق عليها داخل مجلس الوزراء، فنحن سوف نمشي بها على قاعدة الالتزام بالنسبية الكاملة. ولفت من ناحية أخرى إلى أنّ قصف مطار الشعيرات في سورية هو هدف ومطلب إسرائيلي بتمويل وتشجيع السعودية.
وفي السياق، شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، على أنّ «أعيننا اليوم مصوّبة على مسار الانتخابات النيابية اللبنانية، لأنّ مسار قانون الانتخابات النيابية يسير من سيّئ إلى أسوأ، والأزمة حوله تزداد صعوبة وتعقيداً، لا سيما أنّ بعض القوى السياسية لا تزال تغامر وتراوغ وتناور ولا تعبأ بمصير البلد، ونحن في المقابل حريصون على إنقاذ البلد الذي يندفع بسرعة نحو مخاطر محققة إذا لم يتفق اللبنانيون على قانون انتخابي جديد، ولذلك فإننا نبذل المساعي ونواصل الجهد للاتفاق على هذا القانون الذي يضمن صحة وعدالة التمثيل، كما أننا نكثف هذه الجهود في الأيام القليلة المتبقية التي تشكل الفرصة الحقيقية والأخيرة، ولكننا نؤكد لجميع القوى أنّ علاقة الحزب بحلفائه جميعاً لا سيما بحركة أمل والتيار الوطني الحر، هي علاقة ثابتة وراسخة وأصلب من أن يهزها النقاش حول القانون الانتخابي الجديد، والذين يراهنون على التباعد والاختلاف على قانون الانتخاب بين حزب الله وحلفائه، فإنهم لن يحصدوا إلا الخيبة والحسرة». ورأى خلال احتفال تكريمي في بلدة حولا الجنوبية أن «قصف مطار الشعيرات في سورية هو هدف ومطلب إسرائيلي بتمويل وتشجيع السعودية التي تواصل التحريض والتشجيع على إدامة العدوان الأميركي على سورية، وعليه فإنّ الأقنعة قد تكشفت، فالذين شجعوا إسرائيل على عدوان تموز في عام 2006 على لبنان، هم الذين يشجعون اليوم أميركا على عدوان جديد على سورية». وقال: «في الوقت الذي نكمل فيه المعركة في سورية، فإنّ أعيننا على الجنوب ويدنا على الزناد حتى لا تستغلّ «إسرائيل» أيّ فرصة لتحقيق أية مكاسب على حساب الكرامة والسيادة اللبنانية. العدوان الأميركي على سورية يشكل خطراً مباشراً على لبنان، وانتهاكاً للسيادة اللبنانية، فما الذي كان سيحصل لو سقط صاروخ واحد من الصواريخ الـ 59 التي مرت بأجواء لبنان على أي مدينة أو قرية لبنانية، ألم يشكل ذلك خطراً على لبنان، ألا توجد حرمة وسيادة للبنان حتى تنتهك أميركا السيادة اللبنانية دون حسيب أو رقيب».
وحذر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوار الساحلي، في ذكرى أسبوع شهيد قوى الأمن الداخلي عفيف جعفر، من مغبة الوقوع في أتون الفراغ المدمّر والقاتل»، شارحاً «أنّ مفاعيل الفراغ ستكون على كلّ السلطات دون استثناء ولا مصلحة لأيّ عاقل ومسؤول بالوصول إلى الفراغ»، وداعياً القوى السياسية إلى «الكفّ عن الترف السياسي والمناكفة والعمل على دراسة قانون انتخابي على أساس النسبية والإتفاق على الدوائر بين كلّ الأفرقاء». وشدّد على أنّ «مجتمع المقاومة سيبقى منتصراً والثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة هي التي تحمي الوطن». وعن الضربة الاميركية أكد الساحلي أنّ «أميركا قصفت الجيش السوري الذي يقاتل الإرهاب التكفيري من داعش والنصرة وأخواتها، وبالتالي فهي تحمي هذا الإرهاب الظلامي وهذا ليس بأمر جديد على أميركا، والتاريخ يؤكد على ذلك في العراق وأفغانستان… بل منذ هيروشيما وناكازاكي»، محذراً من «تداعيات التدخل الأميركي السافر والدعم غير المحدود لـ«إسرائيل» وأزلامها التكفيريين».
ورأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله من جهته، أنّ «لبنان أمام أسبوع حاسم في ما يتعلق بقانون الانتخابات، وهناك اتصالات حثيثة ولقاءات بين مختلف الأفرقاء المعنيين من أجل التوصل إلى توافق على هذا القانون، لأننا إذا تجاوزنا هذا الأسبوع الذي له علاقة بالمهل الدستورية والقانونية ولم ننجز ما هو مطلوب، فيمكن أن نصل إلى الفراغ القاتل الذي ليس فيه مصلحة للبنان على الإطلاق، ويؤدّي إلى نتائج قاتلة، ويوصلنا إلى انحلال كلّ السلطة». وخلال لقاء سياسي أقيم في قاعة أهل البيت في مدينة بنت جبيل، رأى أنّ «النسبية الكاملة تعطي لكلّ صوت قيمته، وتنتج لنا مجلساً نيابياً يعبّر عن إرادة شعبية حقيقية، ويمثل كلّ فئات المجتمع، ونحن في نقاشاتنا مع الأفرقاء نقول إنّ هذا هو الحلّ والمخرج الذي يعيد بناء مؤسسات الدولة». وقال: «هناك أفرقاء آخرين اقتربوا من فكرة اعتماد صيغة النسبية الكاملة، وعبّروا عن رأيهم فيها، وهذا كان نتاج النقاشات والحوارات التي تحصل، وبالتالي علينا أن نقوم بخطوة حقيقية إصلاحية في البلد، وهذه الخطوة تجعل كلّ مرشح للانتخابات النيابية معنياً بكلّ صوت، وبهذا نلغي المحادل والطريقة المعتمدة منذ عام 1992، ونحن على مستوى حزب الله يمكن أن نخسر بعض المقاعد في اعتماد النسبية، لأنه لا يمكن لأحد أن يحصل على نتيجة 100 ، لا سيما أنّ هناك نسبة سوف تنتخب غيرنا، وبالتالي فإننا سنخسر حزبياً ولكننا سنربح وطنياً، ونكسر هذا الاحتكار الطائفي والمذهبي، ويدخل إلى الندوة البرلمانية قوى أخرى». أضاف: «نرفض الفوضى الدستورية على مستوى مؤسسات السلطة، وكذلك أيّ فوضى أمنية أو اجتماعية أو غيرها في لبنان، وبالتالي علينا أن نعمل جميعاً من أجل المحافظة على السلم الأهلي والاستقرار الأمني، ونحن ندفع التضحيات ونبذل الدماء في هذا المجال كي يبقى البلد محصناً ومحمياً». وتابع: «سنقدّم وجهة نظرنا حيال القانون الانتخابي في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، ونحن لسنا متمسكين بصيغة محدّدة لتقسيم الدوائر، بل نحن متمسكون بالنسبية الكاملة، وأي صيغة يتم التوافق عليها داخل مجلس الوزراء، فنحن سوف نمشي بها على قاعدة الالتزام بالنسبية الكاملة.