النبي شيت قدّم مباراة أكثر من نظيفة
إبراهيم وزنه
في واحدة من أجمل مباريات الدوري اللبناني لكرة القدم، ووسط أجواء عامرة بالروح الرياضية والحزن والوفاء وحلاوة التشجيع على أرض الملعب وفي المدرجات، جمعت بين فريق النجمة الطامح إلى إحراز اللقب آملاً تعثّر العهد والفوز عليه في الأسبوع المقبل، وبين فريق النبي شيت المصرّ على البقاء بقوّة بين أندية النخبة والمتخصّص بإقلاق راحة الفرق الكبيرة، وفي ضوء المجريات الناريّة والمفعمة بالحيوية، نجح لاعبو النجمة بتسجيل أسمائهم في لائحة الطموح والإصرار، كما نجح لاعبو النبي شيت بحفر أسمائهم على لائحة الشرف، لينتهي اللقاء بفوز نجماوي مستحقّ بنتيجة 1 ـ 0 ، وأبطال هذا الفوز كثر، ولكن يبقى في مقدّمهم المغربي والتكجي والحارس الواعد محمد عبد المولى، فماذا نقرأ في التفاصيل؟
نظراً لكثر الغيابات في فريق النجمة، عمد المدرّب جمال الحاج إلى إشراك مجموعة شابّة، ودفع على غير عادته بثلاثة من الصف الاحتياطي دفعة واحدة كأساسيّين، الخطة واضحة، هجوم ومواكبة من الخلف والتسديد المستمر، مع مواكبة بلانيتش لإنهاء الهجمات وخصوصاً لمتابعة الكرات العالية والعرضيّات الساقطة. بالمقابل، عمد مدرّب النبي شيت الفنزويلي غارسيا إلى إقفال المساحات وتكثيف العناصر الدفاعيّة، وقد أثمرت هذه الخطة عن قطع عشرات الكرات وتعطيل أكثر الهجمات قبل بنائها.
في الشوط الأول كان التكجي مفتاح الخطورة ووراء كلّ هجمة خطرة، سدّد مراراً، كما لعب الواعد يوسف الحاج بتكثيف التمريرات البينيّة والأمامية التي تختصر الطريق نحو مرمى المتألّق حسن حسين، وبالفعل سنحت للنجماويّين أكثر من فرصة أبرزها للتكجي د19 ثمّ لبلانيتش 25 و30 ، ليردّ العوطة ودرامي بمحاولة د37 ، وهكذا انتهى الشوط بالتعادل السلبي نتيجة إمعان النجمة هجوماً وإمعان النبي شيت دفاعاً، تكتيكان مختلفان والمحصّلة شباك نظيفة.
وفي الشوط الثاني، حاول يوسف الحاج عبر ضربة حرّة مرّت بجانب المقصّ الأيسر لحسن حسين د50 ، ثمّ أثمرت عرضيّات نادر مطر عن تسجيل هدف المباراة الوحيد بتوقيع الحريف أكرم مغربي الذي سدّد وهو محاط بثلاثة لاعبين د52 ، ثمّ عاود المغربي في هزّ القائم د58 وبعدها في الدقيقة 80 ، فيما اعتمد لاعبو النبي شيت على تكثيف هجماتهم المرتدّة ومن خلال الكرات الطويلة، ومع نزول علي بزي ارتفع مستوى الخطورة البقاعية، كما واصل الحارس حسن حسين في مواجهة المدّ النجماوي وأمامه خطّ دفاع متماسك، وسنحت في الدقيقة 90 فرصة للنبي شيت فسدّد درامي برأسه لينقذ عبد المولى مرماه بأعجوبة.
وفي الدقيقة 90+2 ، احتسب الحكم السوري الدولي حنا حطاب ركلة جزاء لمصلحة النبي شيت نتيجة اصطدام الكرة بيد المغربي، فانبرى لها علي بزي ولم يفلح في التسجيل بل أطاح بالكرة خارج المرمى، وشهدت الدقائق الأربع الأخيرة «فورات» متتالية من الطرفين وإثارة عالية … وبقيت النتيجة على حالها وطموحات النجماويّين على حالها أيضاً.
واحتفل الجمهور النجماوي بعد المباراة بطريقة هيستيرية من منطلق تجدّد الآمال لأنّ كرة اللقب ما زالت في ملعب الدوري، وفي الأسبوع المقبل سيكون الموعد الأبرز بالتقاء النجمة الطامح للّقب التاسع والعهد الطامع باللقب الخامس، وفي المعلومات أنّ الاتحاد حدّد يوم الخميس المقبل موعداً لإقامة المباراة على ملعب المدينة الرياضية بسبب الاستحقاق الخاص بنادي النجمة ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. من جانب آخر، فقد شهدت المباراة وقوع أحد مشجّعي نادي النجمة عن المدرج، ممّا اضطرّ لنقله إلى المستشفى مباشرة، كما تسبّبت فرحة أحد المصوّرين بعدم هزّ الشباك النجماوية من ضربة الجزاء التي سدّدها بزي إلى وقوعه أرضاً مغمياً عليه، فتمّ إسعافه من قِبل الصليب الأحمر. وفي لفتةٍ طيّبة من إدارة النادي البقاعي اتجاه قائد الفريق مالك الموسوي الذي أصرّ على اللعب والدفاع عن ألوان النادي على الرغم من فقدانه لوالده منذ ثلاثة أيام فقط، فقد رفع اللاعبون صورة الفقيد مع ثناء اللاعبين على إخلاص زميلهم القائد والقدوة.