مزيد من المواقف المندِّدة بالعدوان الأميركي على سورية و تفجير الكنيستَين في مصر: أميركا الإرهاب ومواجهة خطره تتطلّب تشكيل جبهة عربيّة دوليّة

تواصلت ردود الفعل المندِّدة بالعدوان الأميركي على مطار الشعيرات في سورية والتفجيرَين اللذين استهدفا كنيستَي مار جرجس في مدينة طنطا في مصر، والمرقسيّة في الإسكندرية.

سلام

وفي السياق، أدان الرئيس تمام سلام الانفجاريَن في مصر، قائلاً «إنّ الجريمة المُدانة التي استهدفت الأبرياء من أبناء مصر العزيزة تتطلّب تضافر جهود كلّ المخلصين والغيورين على شعب مصر وأبنائها بالمزيد من مواقف التضامن والوحدة الوطنيّة، حرصاً على الرسالات السماويّة كافّة وعلى مواجهة الإرهاب والإرهابيّين بالصبر والإيمان من جهة، وباتخاذ الاجراءات الرادعة لثقافة التطرّف والتعصّب والخراب من جهةٍ أخرى».

روحيّون

واستنكر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الاعتداءَين، موجّهاً تعازيه إلى مصر بشخص رئيسها، وإلى الكنيسة المصرية، شاكراً الله على نجاة البابا تواضروس من تفجير الكنيسة المرقسيّة، كما توجّه بالتعزية إلى ذوي الشهداء.

وإذ سأل الله «الرحمة لنفوس الشهداء الأبرياء الذين شاركوه بداية هذا الأسبوع المقدّس آلامه الخلاصية، وهو سيشركهم حتماً في قيامته»، أمل الشفاء العاجل للجرحى.

ودعا المجتمع الدولي إلى «تحمّل مسؤوليّاته حيال ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان ولكرامته وحريّته الدينية في منطقة الشرق الأوسط».

من جهته، توجّه بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بِاسمه وبصفته رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكيّة في سورية إلى البابا تواضروس الثاني وللكنيسة القبطية، وإلى القيادة المصريّة، بالتعازي «في المصاب الجلل الذي وقع بفعل الاعتداء الإرهابي الهمجي على المؤمنين المصلّين في بيت الله».

وقال في بيان: «إنّ الدماء الزكيّة التي روت أرض مصر اليوم تمتزج بدماء قافلة الشهداء المصريّين على امتداد مساحة الوطن وطوائفه. ولعلَّ الإرهاب التكفيري الأعمى المتمادي يستدعي منّا جميعا تحرّكاً فاعلاً يتجاوز الشجب والاستنكار، لأنَّ الإجرام الذي تشهده كافّة الأقطار العربية تقف خلفه قوى كبرى تدير عن بعد هذه المنظّمات المغوليّة، ولأنّ أرواح البشر وكرامتهم أصبحت في مرمى أولئك المجرمين، ووفاءً لأرواح الشهداء، أصبح لزاماً علينا فضح هويّة المجرم الأكبر القابع في أروقة القرار خلف البحار».

أضاف: «وعليه، إنّ الاكتفاء بملاحقة الإرهابيّين الضالّين، وعلى أهميّتها، لن يؤدّي إلى ردع آلة القتل. فمن يغذّيها وينشرها لم تهزّ ضميره بعْدُ أنهر الدماء التي اخترقت كلّ الدول والمجتمعات، إذ إنّ منطق المصالح الدوليّة أطبق كلّياً على طبيعته البشرية التي لا ينفكّ ينحرها دونما رحمة أو تردّد. وإذ نشدّ على أيدي الرئيس السيسي في جهوده الآيلة إلى ضرب الإرهاب، ندعو إلى توحيد الجهود العربية لوضع حدّ للأطماع السياسية والاستراتيجية، التي تدفع ثمنها ملايين الأرواح البريئة والكرامة البشرية جمعاء».

واعتبر المُفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان الجريمة الفظيعة والشنيعة التي استهدفت كنيستَي طنطا والإسكندرية في مصر، «عملاً إرهابياً بامتياز، وخارجة عن كلّ الاعتبارات والسياقات الإنسانيّة والأخلاقية والإيمانيّة، ولا تمتّ بصِلة لأيّ دين، وخصوصاً الدين الإسلامي الذي يشجب بشدّة مثل هذه الأعمال البربريّة والجبانة والخسيسة، ويرفضها جملة وتفصيلاً».

نوّاب

وبعث الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان رسالة تعزية إلى السفير المصري في لبنان نزيه النجاري.

وأدان بقرادونيان «العمليّتين الإرهابيّتين على الكنيستين في مصر»، مُعرباً عن «أسفه لسقوط ضحايا أبرياء»، وتمنّى الشفاء العاجل للمصابين.

كذلك أرسل رسالة تعزية إلى السفير السويدي في لبنان بيتر سيمينيبي، مستنكراً «الاعتداء الإرهابي الذي وقع في ستوكهولم وأدّى إلى مقتل وجرح العديد من الأبرياء».

وزار النائب محمد قباني صباح اليوم السفارة المصرية في بيروت، والتقى السفير النجاري مقدّماً له التعازي بالضحايا الأبرياء الذين سقطوا في العمليّتين الإرهابيّتين على الكنيستين القبطيّتين في مصر، ومستنكراً هذه الأعمال الإرهابيّة.

وأدان الأمين العام «لحركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، «تفجير الكنيستَين القبطيّتين في مصر، الذي يقع ضمن مسلسل الإرهاب الذي يطال دول العالم»، معتبراً أنّه «بدلاً من أن يوجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب صواريخ بوارجه إلى أوكار الجماعات الإرهابيّة، يستهدف مطار الشعيرات العسكري في سورية التي تحارب الإرهاب، ليظهر على حقيقته أنّه راع للإرهاب الذي أصاب المصلّين في عيد الشعانين».

أحزاب

وزار وفد من «الأحزاب والشخصيّات والقوى الوطنيّة والقوميّة» رئيس الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في لبنان الأب رويس الأورشليمي، وقدّم واجب العزاء بالشهداء الذين قضوا في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المصلّين في كنيستَي طنطا والإسكندرية.

وأكّد رئيس «حركة الناصريّين المستقلّين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان، في تصريح له بعد الزيارة، «أنّنا دائماً مع أهلنا الأقباط في لبنان ومصر من الناحية الوجدانيّة، ونحن كقوميّين عرب وكناصريّين كما أوصانا الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر دائماً بأهلنا الأقباط»، مشيراً إلى أنّ «العلاقة بين عبد الناصر والأب شنودا كانت تعني لنا الكثير، وكانت هي اللُحمة واللُبنة بين أبناء الأمة».

واعتبر حمدان، أنّ «هذا الإرهاب جذعه الأساسي هو عصابات الإخوان المتأسلمين»، مشيراً إلى أنّ «الإرهاب آيلٌ إلى السقوط، وبداية سقوطه كانت على أبواب القاهرة»، لافتاً إلى أنّ «نحن دائماً نقول لأهلنا المصريّين أنتم الصخرة التي ترتكز عليها أمّتكم، وأنتم الدرع الذي يحميها».

من جهته، لفتَ أمين عام «حركة الأمّة» الشيخ عبدالله جبري إلى «أنّنا جئنا اليوم لنقول ونؤكّد لكم أنّ مصابكم هو مصابنا، وأنّ جرحكم هو جرحنا، لقد تعرّضنا سابقاً كما تعلمون لإجرام هذه المجموعات الإرهابية، وعلينا جميعاً التنبّه وأن نكون يقظين من هذه المجموعات الإرهابية».

وعبّر الجبري عن خوفه لـ«عدم استقرار أمن مصر، والخوف من تقسيمها والخطر على الوجود المسيحي في مصر والشرق بشكلٍ عام، وعلينا جميعاً أن نكون يقظين من هذا الخطر التكفيري».

بدوره، شكر الأورشليمي الجميع، مؤكّداً أنّ «جمهورية مصر العربية ستبقى عصيّة على الإرهاب».

وشدّد على أهميّة الوحدة في مصر ووحدة الأمّة، مشيداً بكلام البابا شنودا «أنّ مصر ليست وطناً نعيش فيه، إنّما وطن يعيش فينا، ونريد وطناً بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، ونحن نعي أهميّة الوطن».

وطمأن إلى أنّ «الوحدة في مصر هي الأساس، وأنّ جميع المخطّطات الإرهابيّة والتكفيريّة لن تنال من وحدتها، وأنّ إجرامهم بحقّ الأبرياء يدلّ على إفلاسهم وهزيمتهم».

وأدانت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بأشدّ العبارات التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مصر. وقالت في بيان «إنّ هذه الأعمال الإرهابية التي تبناها ما يسمى بتنظيم «داعش» المجرم والتي جاءت بعد العدوان الأميركي على سورية ما أنعش هذا التنظيم الإرهابي وسائر المجموعات الإرهابية، ما هي إلا استمرار لخريطة الدم التي يرسمها التنظيم ابتداءً في سورية ومروراً بالعراق ولبنان وصولاً إلى مصر تنفيذاً لدوره المطلوب والذي رسمه له أعداء الأمة، وغذته فكرياً ومالياً وعسكرياً دولاً غربية وعربية وعلى رأسها نظام آل سعود وتركيا».

أضاف «يضع هذا الاعتداء مصر والدول العربية أمام مسؤولية تاريخية بضرورة توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب ودعم جهود حكومة الجمهورية العربية السورية وجيشها كما الجيش العراقي والحشد الشعبي، والحلفاء في كلا البلدين، لوضع استراتيجية واضحة لذلك حماية للأمن القومي للأمة وحماية لشعوب المنطقة، وإجهاضاً للمشاريع الاستعمارية التي ينفذها الإرهاب».

بدوره، ندّد «مؤتمر بيروت والساحل» بالعدوان الأميركي على سورية وجريمة تفجير الكنيستَين في مصر، مشيراً إلى «أنّ التوقيت المتقارب بين هذين العملين الإرهابيّين يعطي دلالة إضافيّة على ارتباط الجماعات المتطرّفة بمشروع الشرق الأوسط الكبير».

وأكّد بيان صادر عن أمانة سرّ المؤتمر، «أنّ الضربة الصاروخيّة الأميركيّة على مطار الشعيرات في حمص، هي عدوان مباشر وسافر على الأمن القومي وليس فقط على سورية»، لافتاً إلى «أنّ الولايات المتحدة الأميركيّة التي قتلت مئات آلاف الأبرياء في العراق وليبيا والسودان وأفغانستان، وتحمي الكيان الصهيوني من أيّ محاسبة دوليّة أو قضائيّة على جرائمه ومجازره ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني، غير مؤهّلة لتبرير عدوانها بأنّه ردّ على استهداف المدنيّين في إدلب، خصوصاً أنّها تفرّدت بعملها الإرهابي خارج أيّ مظلّة دوليّة أو تحقيق قضائي يكشف ملابسات ما حصل في خان شيخون».

من جهتها، نوّهت «رابطة الشغّيلة» و«تيّار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» في بيان إثر اجتماع مشترك برئاسة الأمين العام للرابطة النائب السابق زاهر الخطيب، «بموقف حلفاء سورية الشرفاء، روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالموقف الأممي الصادق والحازم إلى جانب سورية في رفع سقف المواجهة إلى حدّ الإنذار والتحدّي لواشنطن بعد عدوانها الغاشم على قاعدة الشعيرات الجويّة في حمص».

وأكّد البيان «أنّ هذا الإنذار لواشنطن بالردّ على أيّ عدوان جديد إنّما يؤكّد أنّ سورية وحلفاءها عازمون على التصدّي بحزم وقوة لقوى الإرهاب، وعدم السماح لأميركا وأعوانها بتغيير موازين القوى في الميدان لمصلحة الإرهابيّين».

وأدان البيان «الجرائم الإرهابيّة التي نفّذها تنظيم «داعش» الإرهابي في مصر ضدّ أبناء شعبنا العربي من الأقباط». ورأى أنّ «هذه الجرائم تندرج في سياق المشروع الأميركي الصهيوني لإثارة الفتنة ودفع الأقباط إلى هجرة أرضهم ووطنهم»، مؤكّداً أنّ هذه «الجرائم تثبت مجدّداً أنّ قوى الإرهاب التي ترتكب المجازر في سورية هي نفسها التي تنفّذ المجازر في مصر وليبيا والعراق وتونس والجزائر».

واعتبر «أنّ مواجهة خطر الإرهابيّين وإلحاق الهزيمة بهم تتطلّب المسارعة إلى تشكيل جبهة عربيّة دوليّة تضع استراتيجية متكاملة، فالخطر الإرهابي المتفشّي في كلّ العالم لا يمكن محاصرته وإضعافه والقضاء عليه من دون تشكيل هذه الجبهة وبلورة هذه الاستراتيجية».

واستنكر أمين عام «منبر الوحدة الوطنية» خالد الداعوق «التفجيرات الإجرامية التي استهدفت الكنائس في مصر وذهب ضحيتها أكثر من أربعين شهيداً وعشرات الجرحى من المصلين الأبرياء الذين دفعوا الثمن الباهظ جراء استهدافهم من هذا الوحش الإرهابي الذي يضرب في معظم دولنا العربية».

واعتبر أنّ مواجهة هذا الإرهاب يجب أن تكون أولوية الأولويات، مشيرا إلى «أنّ هذه المواجهة لا تكون فقط عسكرية وأمنية، على أهمية هذا الجانب، بل يجب أن تكون أيضاً مواجهة ثقافية وفكرية وإعلامية ومالية».

وإذ تقدّم الداعوق بأحرّ التعازي من ذوي الضحايا ومن المصريين جميعاً، وتمنّى للجرحى الشفاء العاجل، أكد «أهمية الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي في دولنا العربية، لأننا بذلك نتمكّن من إفشال أهداف الإرهاب ورعاته، لا سيما العدو الإسرائيلي الذي يستمرّ في محاولاته لتفتيت دولنا ومجتمعاتنا».

بدوره، طالب حزب «الديمقراطيون الأحرار» الأمم المتحدة بعمل جماعي لإنهاء هذه الظاهرة الإجراميّة بحقّ الإنسانيّة جمعاء. وإذ أعرب عن تضامنه مع أهالي الشهداء، تقدّم من الرئيس السيسي والبابا تواضروس بأحرّ التعازي سائلاً للجرحى الشفاء العاجل.

وأدانت أمانة الإعلام في «حزب التوحيد العربي» التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المصلّين، مؤكّدة «ضرورة التفاف الشعب المصري الشقيق خلف جيشه الوطني الذي يواجه الإرهاب في سيناء».

وأكّد تجمّع العلماء المسلمين في بيان، «أنّ الجريمة الإرهابيّة المروّعة التي ارتكبتها «داعش» في كنيستَي الإسكندرية وطنطا، مستهدفة أناساً أبرياء يحيون شعائر دينيّة خاصة بهم، لا تستند إلى المفاهيم الإسلاميّة القرآنيّة، بل هي ممارسات تشبه ممارسات الصهاينة في جرائمهم ومجازرهم التي ارتكبوها ضدّ الفلسطينيّين».

واعتبر في هذا السياق، «أنّ الجماعات الإرهابيّة الموجودة في عين الحلوة والتي عاثت في الأرض فساداً، لو قيّض لها أن تخرج من المخيّم أو تسيطر عليه كما كانت تخطّط، لمارست نفس الأمر مع من يخالفها في الرأي إن كانوا مسلمين أم مسيحيّين».

واستنكر الاتحاد العمالي العام في بيان، تفجير كنيسة مار جرجس والكنيسة المرقسيّة، معزّياً «القيادة السياسيّة الحكيمة في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادات الروحيّة والوطنيّة والعماليّة»، متمنّياً «للشهداء الراحة الأبديّة وللجرحى الشفاء العاجل».

وأشار أنّ «هذه الأعمال الإرهابيّة التي يستهدف من خلالها التكفيريّون ضرب النسيج الوطني تشكّل محاولة لإفشال الدولة وهدم قِيم ومبادئ الوحدة الوطنية، بهدف زعزعة الاستقرار»، مؤكّداً «رفضه لجميع أشكال التطرّف والإرهاب الذي يستهدف الجميع، ولا سيما الأخوة الأقباط والمسلمين»، داعياً إلى «ضرورة تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب في المنطقة العربية خصوصاً، وفي دول العالم عموماً».

وطالب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب السابق، عمر زين، في بيان، «بمزيد من التلاحم الوطني في مصر، وبمزيد من الوعي الثقافي الديمقراطي في الأمّة، فهو الردّ العملي على الإرهاب التكفيري الصهيوني أينما وجد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى