الأقباط كانوا عباءة المسلمين ضدّ الكفّار وهم من عيال الله وأحبهم اليه…

اياد موصللي

الذي حصل في مصر بعيد الشعانين من تفجيرات تعرّضت لها الكنيستان القبطيتان في طنطا والاسكندرية هو إتمام للمحاولات الاسرائيلية بذر الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وإحداث الانشقاق الاجتماعي والنفسي والوطني بين الأقباط والمسلمين، مما يؤدّي لأن يطالب المسيحيون بالانفصال أو الهجرة بحيث يستولي اليهود على أراضيهم وأملاكهم عبر شرائها عن طريق الوسطاء وعبر أساليب الاحتيال والتضليل… كما فعلوا بمسيحيّي العراق في تل قوش وريف الموصل.

انّ ما حصل في الكنيستين القبطتين بعيد الشعانين فصل مكرّر لما جرى قبله في الاسكندرية بكنيسة القديسين .

لقد مارس اليهود وحشيتهم ضدّ المصريين قبل هذا الذي جرى مؤخراً عندما اعتدوا على مدرسة بحر البقر في نيسان من عام 1980 وذهب ضحية ذلك الاعتداء الأطفال والنساء.

ما حصل في مصر هو فعل يهودي صهيوني تلمودي بأياد كافرة تحمل رايات إسلامية مزيفة، وهذا العمل هو يهودي الحافز والدافع منطلقه ديني تلمودي.. وإذا رجعنا لكتبهم ومعتقداتهم نجد التلمود يقول:

«عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان إلهنا يهوه إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية والأخرى مراسم ختان الاطفال…»

كما انّ لليهود عيدان مقدّسان لا تتمّ الفرحة فيهما إلا بتناول الفطير الممزوج بالدماء البشرية الأول عيد البوريم ويأتي في شهر آذار من كلّ عام، والثاني عيد الباسوفير ويأتي في شهر نيسان من كلّ عام، وذبائح عيد البوريم تنتقى عادة من الشباب البالغين حيث يؤخذ دم الضحية ويجفّف على شكل ذرات تمزج بعجين الفطائر ويحفظ ما تبقى للعيد المقبل..

أما ذبائح عيد الباسوفير فتكون عادة من الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم كثيراً عن عشر سنوات ويمزج دم الضحية بعجين الفطير قبل تجفيفه أو بعد تجفيفه..

ولا تتمّ أفراح اليهود في أعيادهم إذا لم يأكلوا الفطير الممزوج بدم غير اليهود.. وقد شاهدت شخصياً هذه الفطائر في فترة عام 1963 في بحمدون وهو عيد الفطير وهو مقدّس بشكل كثير.. ولكني لم أشاهد كيف تصنع.

فتدمير العلاقات الروحية بين أبناء الديانات غير اليهودية أمر من صلب إيمانهم وتكفيرهم..

ففي كتبهم المؤلفة خصيصاً لإفسادهم جاء ما يلي: «إذا قام في وجهنا غوييم العالم جميعاً، متألّبين علينا، فيجوز ان تكون لهم الغلبة، لكن قوتنا، ولا خطر علينا من هذا، لأنهم هم في نزاع في ما بينهم، وجذور النزاع عميقة جداً الى حدّ يمنع اجتماعهم علينا يداً واحدة، أضف الى هذا أننا قد فتنا بعضهم ببعض بالأمور الشخصية والشؤون القومية لكلّ منهم. وهذا ما عنينا بديمومته عليهم وتنميته مع الأيام خلال العشرين قرناً الأخيرة. وهذا السبب الذي من أجله لا ترى دولة واحدة تستطيع ان تجد لها عوناً إذا قامت في وجهنا بالسلاح. اذ أنّ كلّ واحدة من هذه الدول تعلم انّ الاصطفاف ضدذنا يجرّها الى الخسارة، اننا جدّ أقوياء ولا يتجاهلنا أحد، ولا تستطيع الأمم أن تبرم أيّ اتفاق مهما يكن غير ذي بال إلا إذا كانت لنا فيه يد خفية.

متى ما ولجنا أبواب مملكتنا، لا يليق بنا أن يكون فيها دين آخر غير ديننا، وهو دين الله الواحد، المرتبط به مصيرنا، من حيث كوننا الشعب المختار وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا. فيجب علينا ان نكنس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها».

ومن هنا يجب ان لا ننسى معنى ومغزى إعلان «إسرائيل» دولة يهودية، وإصرارهم على أن تكون يهودية الدولة جزءاً من هذا المفهوم… «مني يستمدّ الملوك سلطتهم» هذا واحد من معتقداتهم.

اننا ننضمّ الى المحذّرين والمنبّهين من الخطر المتوجّس بأمتنا شراً عبر الطائفية والمذهبية لتقويض المناعة القومية والوعي الوطني وهما صمام الأمان الذي يصون أرضنا ووحدة شعبنا، فالإسلام الذي هو منبع الأخلاق لدى شعوب أمتنا وهو سياج الأمان الذي أكسبنا الحصانة طيلة مسيرة شعبنا، وهو الاسلام الذي قال في القرآن الكريم في الآية 81 صورة البقرة:

«ولتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهباناً وإنهم لا يستكبرون».

الإسلام الذي قال: «الخلق كلهم عيال الله أحبهم إليه أنفعهم لعياله».

مصر اليوم هي وريثة مصر الأمس وأقباط مصر اليوم هم احفاد أقباط مصر الأمس وهم أخوال المسلمين، أهل زوجة النبي محمد ماريا القبطية، أم المؤمنين عاشوا كما عاش المسيحيون في مختلف البلاد والأقطار العربية في أمان ووئام وصحّ فيهم ما قاله الزعيم سعاده: كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود».

انّ مجتمعنا المتخلق بأخلاق الإسلام والمسيحية هو مجتمع فوق موبقات التفرقة الدينية والمذهبية مهما تعدّدت الانتماءات العرقية والحزبية والقبلية والعشائرية وتنوّعت المعتقدات. فإنّ وحدة الأمة فوق كلّ اعتبار.

لقد غزا الصلبيون «الفرنجة» بلادنا وساروا في كلّ اتجاهاتها، هدفهم القدس وما بعدها، فانبرى لهم العرب بكلّ أطيافهم وأعراقهم ودياناتهم، سار صلاح الدين الايوبي، الكردي العراقي بجيش قومي التكوين يضمّ السوري والتركي، المسلم والمسيحي، نعم قاتل المسيحيون مع إخوانهم أبناء قوميتهم المسلمين تحت قيادة صلاح الدين، وقضوا على الحملة الصليبية الفرنجية، لم يفرّقهم عن إخوانهم دين ولم يقرّبهم الى أعدائهم وحدة الدين… ألم يسمع أولئك الذين يرتكبون الجرائم باسم الإسلام حديث النبي لنصارى نجران عندما كلّف عمر بن الخطاب ان يقابلهم قال: «قل لهم إنّ دماءكم دماءنا وأعراضكم أعراضنا من آذى ذمياً فقد آذاني وكنت خصمه يوم القيامة».

نحن لا نذكّر المسلمين بدينهم لأنهم يعرفون مبادئه وآدابه وفروضه ونواهيه. نحن نقول هذا لنبلّغ أولئك الذين يرتكبون جرائمهم باسم الاسلام، اننا نعرف اّداب الاسلام وخلقه وانكم لستم مسلمين بل عملاء مرتدين تدفع لكم وتدفعكم الصهيونية لانّ ما ترتكبونه هو جزء أساس في مشروعها…

مصر الكنانة، هي صدر العالم العربي وسيفه وترسه، وبوابة العز، منها كان بيبرس وعبد الناصر، هذه البوابة تريد الصهيونية إقفالها بفتنة نثق انّ أقباط مصر ومسلميها يعرفون أبعادها وإلا ما عدا حتى بدا!؟ هل استفاق المسلمون اليوم إلى انّ في مصر أقباطاً يجب إزاحتهم؟ أم انّ عملاء أرادوا بجهلهم تلويث هذا التاريخ بجرائم من هذا النوع.

القبطية كانت في تاريخها عباءة الإسلام من الحبشة بنجاشيها الى مصر وحاكمها المقوقس القبطي، تذكروا يا أهل مصر، تذكروا يا عرب ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون المجلد الأول «عقيدة هذا الشعب المختار أنه يستطيع أن يفسد العالم ويعطله ويخرّبه ليقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً داودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره وما الأمم والشعوب الا حيوانات متخلفة العقل والذهن والفهم»…

معرفتنا ماذا يريد عدوّنا تشكل صمام الأمان من أية سقطة أو زلة، وعلينا ان نعي دائماً انه في الوحدة القومية تضمحلّ العصبيات المتنافرة وتنشأ الوحدة الصحيحة التي تتكفل بإنهاض الأمة. وان نؤمن بوضوح «بأنّ اقتتالنا على السماء يفقدنا الدين والارض»… وانّ الوحدة الوطنية هي سيف الجبهة العربية وترسها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى