بيونغ يانغ تتّهم اليابان بالتجهيز «لعدوان»
اتّهمت كوريا الشمالية اليابان أمس، بالتجهيز «لعدوان» عن طريق إحياء أغاني الحرب في المدارس والموافقة على ميزانية دفاع مرتفعة لعام 2017.
وذكرت صحيفة رودونغ سينمون، الصحيفة اليومية الرسمية لحزب العمال الكوري، أنّ «وزير الدفاع الياباني تومومي إينادا دعا المدارس إلى إحياء أغاني الحرب من فترة الحرب العالمية الثانية وتطبيق نظام التعليم الذي كان يستخدم قبل الحرب وتلاوة رسالة ملكية عن التعليم من الإمبراطور الياباني السابق، هيروهيتو».
وقالت الصحيفة إنّ «الرجعيين اليابانيين أقرّوا فى الوقت نفسه حوالي 43.7 مليار دولار أميركي لنفقات اليابان العسكرية لعام 2017 في مجلس المستشارين، بزيادة 1.4 مقارنة بالعام الماضي. ويظهر هذا أنّ نفقات الجيش الياباني زادت باطراد على مدى خمسة أعوام».
وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أنّ «الزيارات المستمرة التي يقوم بها سياسيون من اليمين المتطرف إلى ضريح ياسوكوني والجهود المحمومة لتشويه التاريخ تمثل تربة لغرس الفكرة العسكرية في عقل الشباب».
ودعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس، قوات الدفاع الذاتي إلى أن «تكون مستعدّة لحماية البلاد ومواطنيها في ظلِّ توسُّع كوريا الشمالية في قدراتها الصاروخية والنووية».
على صعيد آخر، اكتشف الأميركيون من خلال متابعة العرض العسكري الضخم الذي أقامته كوريا الشمالية مؤخراً «أنّ الصواريخ التي ظهرت للمرة الأولى السبت الماضي كانت تسير على شاحنات صينية».
وأفاد موقع « المصلحة الوطنية» في تقرير بالخصوص بأنّ «الشاحنات التي حملت صواريخ تطلق من غواصات، والتي عرضت لأول مرة السبت الماضي خلال العرض العسكري بمناسبة عيد الشمس، في ذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ الـ 105 هي من إنتاج شركة Sinotruk الصينية».
ورصد مراقبون أميركيون بحسب التقرير أيضاً «أنّ شاحنات أخرى شاركت في العرض وكانت تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات هي أيضاً من منشأ صيني، فيما سارت شاحنات أخرى من إنتاج كوريا الشمالية لكن على إطارات صينية تعود لمجموعة Triangle».
ولفت التقرير إلى أنّ «الأمم المتحدة تحظر بيع المعدات العسكرية إلى كوريا الشمالية، إلا أنها قالت إنّ المعدات ذات الاستخدام المزدوج يصعب التحكم بها أو تتبعها».
وذكر الموقع الأميركي أنّ «هاتين الشركتين الصينيتين أعلنتا أنهما ليستا على علم بأنّ منتجاتهما استخدمت خلال العرض العسكري الكوري الشمالي، لكنه غمز من قناة الصينيين قائلاً إنّ بيونغ يانغ عرضت العام الماضي منظومة مدفعية سارت أمام الجمهور على مركبة من إنتاج شركة Sinotruk الصينية».
ونقل التقرير عن ممثل لهذه الشركة الصينية تأكيده «أنّ الشركة لم يكن لديها أيّ عمل في كوريا الشمالية منذ العام الماضي، وأنّ هذا البلد لم يكن مطلقاً موضع اهتمام للشركة». ورجّحت أن تكون الشاحنات قد تمّ إدخال تعديلات عليها، فيما دفع ممثل لشركة الإطارات الصينية بإمكانية أن تكون العجلات التي تستخدمها كوريا الشمالية قد أُعيد تصديرها من طرف ثالث.
وألمح التقرير إلى «إمكانية أن تكون الشركتان الصينيتان قد صدرتا عمداً المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى كوريا الشمالية»، لكنها أشارت إلى عدم وجود أدلة صريحة عن ذلك، مضيفاً أنّ «وزارة الغابات في الشطر الكوري الشمالي كانت أبلغت الصين أنها في حاجة إلى شاحنات ثقيلة لنقل الأخشاب». ومثل هذه الشاحنات تستخدم في العادة في هذا البلد في أشغال التعدين والبناء.
وقال الموقع بشكل صريح إنّ «الشركات الصينية ساهمت في نقل التكنولوجيا المحظورة إلى كوريا الشمالية»، مشيراً إلى تقرير نشرته صحيفة « وول ستريت جورنال « مؤخراً، ورد فيه أنّ «بيونغ يانغ تستخدم في تطوير صواريخها مكونات مستوردة من الصين، وأنّ الشطر الكوري الشمالي ما كان له أن يرتقي ببرنامجه الصاروخي إلى ما وصل إليه من دون مساعدة بكين».
وتساءل التقرير في هذا السياق عما إذا كانت الصين «غير مدركة أم متواطئة»، لافتاً إلى «صعوبة تحديد ما إذا كانت الصين تتعاون مع إدارة ترامب لكبح جماح كوريا الشمالية أم لا، لكون العلاقات معقدة بين واشنطن وبكين وبيونغ يانغ».