للاستشهادي مالك وهبي والشهداء عهد وفاء.. وعد مقاومة
معن حمية
في مثل هذا اليوم، 20 نيسان 1985، اقتحم الاستشهادي مالك وهبي رتلاً عسكرياً صهيونياً عند جسر القاسمية في جنوب لبنان. وفي لحظات تحوّل الرتل بآلياته وجنوده حطاماً وأشلاء.
جنود الاحتلال الذين كانوا يمارسون كلّ أشكال القهر وأساليب الإذلال بحق أهلنا عند تلك النقطة، صُرعوا. لقد صرعهم نسر البقاع، إبن مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية الاستشهادي البطل مالك وهبي.
في العام 1985، كان الصراع على أشدّه، وعود المقاومة يشتدّ، وتبتكر أساليب جديدة، افتتحها وجدي الصايغ في آذار، ثم سناء محيدلي في 9 نيسان إلى مالك وهبي في مثل هذا اليوم، ثم كوكبة الاستشهاديين خالد أزرق، ابتسام حرب، نورما أبي حسان، علي غازي طالب، مريم خير الدين، محمد قناعة، عمار الأعسر، فدوى حسن غانم، وزهر أبو عساف، فكواكب من القوميين الاجتماعييين ارتقوا شهداء بمواجهة الاحتلال وعملائه.
في العام 1985، كان البعض لا يزال يعتقد بأنّ العدو «الإسرائيلي» لن يندحر عن مناطق الجنوب اللبناني كما اندحر من بيروت ومعظم الجبل. لكن هؤلاء كانوا مخطئين. فالقوميون الذين استطاعوا أن يسقطوا شعار «سلامة الجليل» بصواريخ الكاتيوشا المنطلقة من سوق الخان في حاصبيا، والقوميون الذين انبرى منهم خالد علوان يُفرغ رصاصاته برؤوس ضباط وجنود الاحتلال في شارع الحمرا، والقوميون الذين بذلوا الدماء والتضحيات، هم الخميرة المؤسسة، وأنّ هذه الأرض التي رويت بالدماء الذكية، تزهر مقاومة متجدّدة تدحر كلّ احتلال وتهزم كلّ إرهاب، مقاومة تحرّر وتنتصر، تحرير كالذي حصل في العام 2000، وانتصار يماثل انتصار تموز 2006.
المقاومة نهج وفعل إرادة حرة مصمّمة، شهداؤها طليعة انتصاراتنا… على هذا النهج المقاوم نحن على ما نحن عليه، مقاومون حتى النصر.
لنسر البقاع الاستشهادي مالك وهبي في ذكرى عمليته البطولية، ولكلّ الشهداء والاستشهاديين كلّ الوفاء.. لهم العهد والوعد على النضال من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية في لبنان، ليكون لبنان هذا نطاق ضمان للعز والكرامة، كما أراده مالك وكلّ الشهداء ومن أجل وحدة سوريانا… وهذا يحتم مواصلة الصراع بالمقاومة حتى تحرير أرضنا كلّ أرضنا من رجس الاحتلال.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي