ليبرمان يستحضر «تاتشر» لقتل الأسرى جوعاً

بالتزامن مع إضراب الكرامة الذي أعلنه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، استمرت عمليات المقاومة ضد جنود العدو في مناطق متعدّدة من الأرض الفلسطينية، حيث تحدّثت وسائل الإعلام الصهيونية عن وقوع عملية دهس قرب مفترق «غوش عتسيون» جنوب بيت لحم.

وأدّت العملية المذكورة إلى إصابة صهيوني، في حين ذكرت المعلومات أن قوات الاحتلال اطلقت النار على منفّذ العملية صهيب موسى مشهور ما أدّى إلى استشهاده.

ندّد الفلسطينيون أمس برفض الكيان الصهيوني التفاوض مع 1500 أسير فلسطيني مضرب عن الطعام، في اليوم الثالث على التوالي، مؤكدين أنه «في حال وفاة أحد الأسرى، فإنّ هذا سيؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة».

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية عيسى قراقع «إنه منذ الاثنين الماضي، يخوض قرابة 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال إضراباً عن الطعام».

كما حذّر من «الحملة السياسية والإعلامية التي يقودها بنيامين نتنياهو للتحريض وتشويه رسالة الأسرى إلى العالم»، مشيراً إلى «تحويل الأمر وكأنه مجرد خلافات داخلية مزعومة في الساحة الفلسطينية».

وذكرت وسائل إعلام العدو «أنّ وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان دعا للتحقيق في نشر مقالة الأسير مروان البرغوثي»، مشيرة إلى أنّ «مصلحة السجون تفحص فرضية الفشل الاستخباري»، وذلك على خلفية المقالة التي نشرها البرغوثي في صحيفة «نيويورك تايمز» الأحد الماضي.

خاصة أنّ الجهات الأمنية وسلطة السجون كانت تعرف منذ أكثر من شهر عن وقوف البرغوثي وراء إعلان الإضراب عن الطعام، في يوم الأسير الفلسطيني، وعلى الرغم من ذلك «لم يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع النشر».

ودعا وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إلى «ترك الأسرى يموتون جوعاً»، كما حدث للأسرى الإيرلنديين، حين قرّرت مارغريت تاتشر، رئيسة الحكومة البريطانية سابقاً، انتهاج معاملة قاسية إزاء إضرابهم في بداية الثمانينيات، فماتوا جوعاً نتيجة لذلك.

وقال ليبرمان في بيان «إنه يفضّل مقاربة مارغريت تاتشر في مواجهة الإضراب عن الطعام».

بدورها، قالت وزيرة العدل إيليت شاكيد للتلفزيون «إنّ السلطات لن تتردّد في اللجوء إلى القانون الذي يسمح لها بتغذية المعتقلين المضربين عن الطعام بالقوة».

وأقرّ هذا القانون العام 2015 ويتعلّق بالمضربين عن الطعام الذين تعتبر حياتهم في خطر.

ومن ناحيته، أعرب شعوان جبارين، رئيس منظمة الحق لحقوق الإنسان الفلسطينية عن «قلقه على حياة الأسرى المضربين عن الطعام»، مشيراً إلى أنّ «إطعام الأسرى بالقوّة يرقى إلى التعذيب».

وتُعدّ قضية الأسرى في سجون الاحتلال إحدى القضايا المركزية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ خمسين عاماً.

ويقول مسؤولون فلسطينيون «إنّ دولة الاحتلال اعتقلت أكثر من 850 ألف فلسطيني خلال الخمسين عاماً الماضية».

وتزامن بدء الإضراب عن الطعام مع يوم الأسير الذي يُحييه الفلسطينيون كل سنة منذ 1974.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى