كاراكاس تشهد أكبر تظاهرة مؤيّدة لمادورو والمعارضة تدعو إلى التصعيد
صعّدت المعارضة الفنزويلية احتجاجاتها ضدّ الرئيس نيكولاس مادورو، برغم مقتل متظاهرين اثنين وجنديّ فنزويلي.
بدورها، أعلنت السلطات أنّ «شاباً وشابّة قُتلا بالرصاص أثناء الاحتجاجات التي دفعت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيّل للدموع، لتفريق المتظاهرين كما اعتقل المئات بعدما تحوّلت التظاهرات إلى أعمال عنف».
وشهدت كاراكاس تظاهرات كبرى، وكانت التظاهرة الأضخم لأنصار الرئيس ومادورو، الذي شارك بنفسه فيها وضمّت عشرات الآلاف من المؤيدين.
وكان الرئيس نيكولاس مادورو قال الأربعاء «إنه ستتمّ ملاحقة رئيس البرلمان بتهمة الدعوة الى الانقلاب»، متهماً الولايات المتحدة الأميركية «بمحاولة زعزعة الأمن في فنزويلا».
يأتي ذلك في ظلِّ أجواء من التوتر تسود البلاد بعد دعوة المعارضة الفنزويلية إلى مظاهرات في جميع أنحاء البلاد في يوم وصفته بـ «الحاسم».
وندّدت الحكومة الفنزويلية بـ «تدخل» الولايات المتحدة بعد تصريحات وزير خارجيتها ريكس تيلرسون اعتبر فيها أنّ السلطات الفنزويلية «تنتهك دستور البلاد».
وعبّر تيلرسون أيضاً عن «قلقه» إزاء الوضع في فنزويلا، حيث قتل ثمانية أشخاص خلال ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات.
وقال وزير الخارجية الفنزويلي ديلسي رودريغيز في تغريدة له على «تويتر» موقع التواصل الاجتماعي «العالم وفنزويلا قلقان جداً من القنابل الأخيرة التي ألقتها الولايات المتحدة على سورية وأفغانستان».
وكان إنريكي كابريليس أحد زعماء المعارضة قال في مؤتمر صحافي لتحالف «طاولة الوحدة الديموقراطية» مساء أول امس الأربعاء «غداً في الموعد نفسه ندعو الشعب الفنزويلي بأكمله إلى التعبئة».
وخلال ثلاثة أسابيع قتل ثمانية متظاهرين وأوقف أكثر من 500 شخص، حسب المنظمة غير الحكومية «فورو بينال» في هذا البلد الذي يشهد أزمة سياسية واقتصادية خطيرة وتطالب المعارضة اليمينية التي تشكل أغلبية في برلمانها منذ نهاية 2015، بالرحيل المبكر للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.
ونزل مئات الآلاف من المعارضين الى شوارع كراكاس والعديد من المدن الأخرى أول أمس الأربعاء.
ومساء الأربعاء نفسه، أعلن أحد كبار المسؤولين في السلطة أن عسكرياً ينتمي الى الحرس الوطني في فنزويلا قتل بأيدي متظاهرين من المعارضة.
وقال ديوسدادو كابيلو إنّ المتظاهرين «السلميين» اغتالوا للتوّ أحد عناصر الحرس الوطني في سان انطونيو دي لوس التوس، متهماً المعارضة «بقتل الجندي في المنطقة المتاخمة للعاصمة كراكاس».
وخلال النهار وفي أجواء من التوتر الشديد أغلقت قوات من الشرطة والجيش مداخل العاصمة. وقد تصدّت للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وردّ المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وقالت المتظاهرة إينغريد شاكون 54 عاماً لوكالة «فرانس برس» وكانت ترفع علم فنزويلا «يجب الخروج من هذه الديكتاتورية، تعبنا. نريد انتخابات ونريد أن يرحل مادورو من السلطة».
في العاصمة وعلى بعد بضعة أمتار فقط عن خصومهم، تظاهر مؤيدو الرئيس مادورو الذين أحرق بعضهم العلم الأميركي.
وأغلقت محلات تجارية عدة أبوابها ومحطات المترو في كراكاس.
من جهته، اتهم ممثل فنزويلا في منظمة الدول الأميركية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها صموئيل مونكادا، واشنطن «بتدبير انقلاب في بلده». وقال في اجتماع للمجلس الدائم للمنظمة «إنّ حكومة الولايات المتحدة هي التي تقود الانقلاب حالياً».
لكن ممثل الولايات المتحدة المؤقت كيفن ساليفان «نفى هذه «الادعاءات»، وقال: « إنها اتهامات غير عقلانية، وليس هناك أيّ شيء أبعد من ذلك عن الواقع».