صرخة خلاص

استوقفتني لقطات أحد الأفلام المؤثرة التي أبدع بطلها بتمثيله أدوار شخصيات لكوكبٍ يعيش أُناسه في عالم من المرايا، والتي لا يُشاهد من خلالها إلا النسخة المزوّرة والأقنعة التي يرتدونها.

وراودتني على مدار تلك اللقطات أسئلة وصرخة: «إلى متى سنبقى؟

إلى متى سنبقى نمارس الأمور لا لأننا نحبها، بل لأنه محكومٌ علينا أن نمارسها كما هي؟

إلى متى سنبقى غير قادرين على تحويل مشاكلنا وأوجاعنا وآلامنا إلا إلى حالة شعورية تعبيرية انفعالية، نقف عاجزين أمامها عن اتخاذ قرار جريء نحتجّ فيه، لا من كل شيء وعلى كل شيء، بل نحتج فيه على ذواتنا، علّنا نغيّرها؟

إلى متى سنبقى أغنياء في ابتكار المشاحنات وإصلاح ما تم تدميره من علاقات، باتخاذ قرارات ملحقة لقرارات لا تخدم إلا في اتّساع الهوّة وزيادة بُعد في المسافات؟

إلى متى سنبقى نفكّر بكيف نحيا بدلاً من لماذا نحن في هذه الحياة؟ وكيف نجعلها بشكلٍ أفضل من التي الآن نحن عليها؟

إلى متى سنبقى؟ وإلامَ نحتاج؟

إلى شمّاعة جديدة، ربما…

ريم شيخ حمدان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى