اعتداء إرهابي في باريس يتبنّاه تنظيم «داعش»

شهدت جادة الشانزيليزيه في قلب باريس اعتداء بإطلاق النار تسبّب بمقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح، وتبنّاه تنظيم «داعش» الإرهابي، قبل يومين من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية.

وأوضح مصدر في الشرطة أنّ «المهاجم وصل بسيارة خرج منها بسرعة وفتح النار على سيارة الشرطة من سلاح رشاش، قتل شرطياً وواصل إطلاق النار على الباقين وهو يجري».

وتمكّنت الشرطة من قتل المهاجم، في حين أعلنت السلطات «أنّ أحد الشرطيين الجريحين إصابتهما خطرة، وأنّ سائحة أصيبت بالرصاص إصابة طفيفة».

وسرعان ما تبنّى تنظيم «داعش» الإرهابي الاعتداء الذي وقع في التاسعة مساء، عبر وكالة «أعماق» الدعائية التابعة له، والتي أعلنت أنّ «منفذ الهجوم في منطقة الشانزيليزيه وسط باريس هو أبو يوسف البلجيكي وهو أحد مقاتلي التنظيم».

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «أنّ هناك خيوطاً إرهابية وراء الاعتداء»، مؤكداً أنه «سيتم تعزيز الأمن وحالة التيقظ خلال الانتخابات الرئاسية التي تجري غداً»، في حين فتح القضاء المختصّ بقضايا الإرهاب تحقيقاً.

وأفادت مصادر مقربة من التحقيق «أنّ المعتدي فرنسي في التاسعة والثلاثين من عمره كان يخضع لتحقيق جهاز مكافحة الإرهاب، ولم يتضح إن كان الرجل نفسه الذي نشر التنظيم اسمه».

وقال النائب العام فرنسوا مولانس من موقع الهجوم «إنّ هوية المهاجم معروفة وتمّ التحقق منها»، لكنه رفض الإفصاح عنها لدواعي التحقيق.

وأفادت المصادر «إنّ الرجل كان يخضع للتحقيق، بعد أن أعرب عن نيّته قتل شرطيين وأوقف في 23 شباط ثمّ أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة».

وكان حُكم عليه 2005 بالسجن لنحو 15 سنة «لمحاولة قتل شرطي وطالب وأخيه في منطقة باريس».

وداهمت الشرطة منزل المعتدي في منطقة «سين إي مارن» في ضاحية باريس، وهو صاحب وثيقة تسجيل السيارة المستخدَمة في الاعتداء.

وقال مولانس: «إنّ الرجل تصرّف بمفرده على ما يبدو، وإنّ التحقيق جارٍ لمعرفة إن كان لديه شركاء».

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أمس «أنّ المشتبه به الذي تلاحقه باريس غداة اعتداء الشانزيليزيه سلّم نفسه للشرطة البلجيكية».

وقال المتحدّث باسم الوزارة بيار هنري برانديه إنّ «الرجل الذي ورد اسمه في مذكرة المطلوبين أمنياً التي أصدرتها السلطات البلجيكية، سلّم نفسه لمركز شرطة في انتويرب البلجيكية».

أضاف برانديه: «من السابق لأوانه الجزم إن كان الرجل على علاقة بإطلاق النار في الجادة الباريسية الشهيرة، حيث قتل متشدّد في الـ39 معروف لدى السلطات شرطياً وأصاب اثنين آخرين قبل مقتله في تبادل النيران».

وقال مصدر قريب من التحقيق الفرنسي «إنّ الرجل البالغ 35 عاماً الذي يجري استجوابه في انتويرب، يُعتبر شديد الخطورة، وكانت الشرطة البلجيكية تبحث عنه في إطار تحقيق آخر».

وعثرت الشرطة البلجيكية أثناء تفتيش منزله على أسلحة وأقنعة تُخفي الوجه وتذكرة قطار انطلق الخميس صباحاً، قبل ساعات على اعتداء الشانزيليزيه.

وأدان المرشحون الرئيسيون جميعهم الاعتداء، وأكدوا «دعمهم لقوات الأمن»، وألغت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ومرشح اليمين فرنسوا فيون، ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون آخر الجولات الانتخابية التي كانت مقرّرة يوم أمس.

يُذكَر أنّ، إيمانويل ماكرون وسط ومارين لوبان يمين متطرف يتصدّران التصويت، يليهما عن قرب فرنسوا فيّون يمين وجان لوك ميلانشون يسار متشدّد ، والمنافسة محتدمة في حين من غير الواضح بعد مَن هما المرشحان اللذان سيصلان الدورة الثانية لوجود نسبة كبيرة ممن لم يحسموا رأيهم، ولأنّ الفروق بين المرشحين الأربعة تقع ضمن هامش خطأ استطلاعات الرأي.

في السياق، أعربت عواصم عدة عن تضامنها مع فرنسا، وأعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماعاً مع مجلس الأمن الروسي، وأدان الاجتماع هجوم باريس الأخير، وأعرب عن تعازيه للفرنسيين بهذا الشأن.

وقدّم دونالد ترامب تعازيه للشعب الفرنسي، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيليوني في البيت الأبيض «إنه أمر رهيب حقاً يحصل في العالم اليوم. يبدو أنه اعتداء إرهابي».

وعبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن «تعاطفها مع الضحايا وعائلاتهم»، وأكدت وقوف ألمانيا «بحزم وتصميم إلى جانب فرنسا».

ويأتي هذا الاعتداء بعد يومين على توقيف رجلين في مرسيليا للاشتباه في تحضيرهما لاعتداء وشيك، لم تحدّد النيابة العامة هدفه بدقة، وضبطت معهما متفجّرات وأسلحة وراية لتنظيم «داعش» الإرهابي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى