وزير الأمن الأميركي: عاجزون عن صدّ ضربات نووية الصين: مفتاح حلّ مشكلة بيونغ يانغ ليس بيدنا
أعلنت كوريا الشمالية، أمس، أنها مستعدة لإغراق حاملة طائرات أميركية لإظهار بأسها العسكري.
وقالت »رودونغ سينمون« صحيفة حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية: »قواتنا الثورية مستعدّة للقتال وإغراق حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية بضربة واحدة«.
وتأتي التهديدات على خلفية الإعلان عن بدء مناورات عسكرية مشتركة بين القوات البحرية اليابانية والمجموعة الهجومية الأميركية بقيادة حاملة الطائرات »كارل فينسون«، في المحيط الهادئ.
وغادرت السفينتان الحربيتان اليابانيتان »ساميدار« و«إشيجارا« غرب اليابان، يوم الجمعة، للانضمام إلى »كارل فينسون«. وقالت قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية في بيان »إنّ المدمرتين ستمارسان مجموعة من التكتيكات مع المجموعة الهجومية الأميركية«.
يُذكر أنّ بيونغ يانغ أكدت، أوّل أمس، »أنّ كوريا الشمالية قوة نووية عظمى قادرة على مقاومة الولايات المتحدة الأميركية«.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية »أنّ بيونغ يانغ ستردّ على حرب شاملة بحرب شاملة، وعلى حرب نووية بضربات نووية«.
واتهم البيان الإدارة الأميركية بأنها »تسبّبت في تحوّل الوضع في شبه جزيرة الكورية إلى مرحلة خطيرة جداً«، مذكراً بأنّ »واشنطن تقوم بتوجيه تهديدات إلى كوريا الشمالية بشكل يومي«.
وفي ما يخصّ قرار الولايات المتحدة إرسال مجموعة سفن حربية أميركية تتقدمها حاملة الطائرات »كارل فينسون« إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية، أعلن البيان أنّ بيونغ يانغ »تتابع بانتباه مناورات البحرية الأميركية وجاهزة للردّ بشكل فوري على أيّ استفزاز«.
وفي سياق متصل، أعلن مايكل بينس، نائب الرئيس الأميركي، أنّ مجموعة السفن الحربية الأميركية بقيادة حاملة الطائرات »كارل فينسون« ستدخل بحر اليابان قبل أواخر الشهر الحالي.
تصريح بينس هذا، جاء في ختام مباحثاته مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول في سيدني، حيث أكد أنّ »كوريا الشمالية يجب ألا تخطئ بشأن نيّة الولايات المتحدة وحلفائها وحزمهم في تأمين السلام واستقرار في هذه المنطقة«.
وقد انتقد بيان الخارجية الكورية الشمالية السلطات الأسترالية على »إدانتها إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي، وعلى نية كانبيرا توسيع العقوبات الأحادية الجانب لبيونغ يانغ«، حيث قال إنّ أستراليا »ستنتحر إذا استمرّت في دعم السياسة الأميركية الرامية إلى عزل كوريا الشمالية«، مشيراً إلى أنها »قد تكون في مرمى نيران بيونغ يانغ النووية«.
وفي السياق، وجّهت كوريا الشمالية تحذيراً مباشراً شديد اللهجة لـ »أستراليا« ولوّحت بتوجيه »ضربة نووية« لها في حال استمرت كامبيرا بـ »تأييدها الأعمى للخط الأميركي«.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية »أنّ الناطق باسم وزير الخارجية الكوري انتقد تصريحات وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوف، ووصف كلامها بالقمامة«، مضيفاً أنه »إذا استمرت أستراليا في اتباع السياسات الأميركية الهادفة لعزل وخنق كوريا الديمقراطية فسيكون ذلك بمثابة تصرف انتحاري منها«، داعياً بيشوب إلى »التفكير ملياً بعواقب هذا الأمر وما قد ينتج عن الولاء لأميركا«، مهدداً إيّاها بـ »ضربة نووية«.
وكانت بيشوب قالت، في مقابلة حديثة، إنّ البرنامج النووي الكوري الشمالي يشكّل »تهديداً خطيراً« لأستراليا، ولم تستبعد احتمال ضرب بلادها، ووصفت التحذير الكوري في حديث لها مع قناة أي بي سي بـ«الخطر الجدّي« ما لم يتمّ التصدّي له من قبل المجتمع الدولي.
كما جاء هذا التحذير من بيونغ يانغ، ردّاً على تصريحات نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، خلال زيارته لأستراليا، وتهديده الضمني لها، بقوله »إنّ كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتصدّي لها«.
يُذكر أنّ نائب الرئيس الأميركي كان موجوداً في أستراليا أثناء صدور التحذير الكوري الشمالي لكامبيرا، وكانت برامج الأسلحة النووية وصواريخ كورية الشمالية والتهديد الذي تشكله على رأس جدول المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء مالكولم تورنبول.
ولم يستبعد بنس استخدام القوة العسكرية في كوريا الشمالية، لكنه قال: »كل الخيارات مطروحة على الطاولة«، وشدّد على أنّ الولايات المتحدة »تركّز على الدبلوماسية في هذه المرحلة«.
وهيمن موضوع التوتر في شبه الجزيرة الكورية على المحادثات التي أجراها بنس مع رئيس الوزراء مالكولم تورنبول، السبت، في سيدني.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في ختام المباحثات، أعلن بنس »أنّ الخيارات كافة مطروحة في التعامل مع بيونغ يانغ«، مشيراً إلى أنّ »حاملة الطائرات الأميركية، كارل فينسون، والقطع المرافقة لها ستصل إلى بحر اليابان قبل نهاية الشهر الحالي«، مضيفاً أنّ »على النظام الكوري الشمالي أن لا يخطئ، لأنّ الولايات المتحدة تمتلك من العزم والموارد ما يسمح لها بالحفاظ على مصالحها وعلى مصالح وأمن حلفائها في هذه المنطقة من العالم«.
من جهته، أكد تورنبول »أنّ أعين العالم موجّهة نحو بكين«، داعياً القيادة الصينية »لممارسة نفوذها والضغط على كوريا الشمالية للعودة عما وصفه بسلوكها الخطير والمتهور«.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي »إنّ الصين لا تملك الوسائل الكفيلة بتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية نهائياً، لكنها تبذل ما في وسعها من الجهود لحلّ هذه المشكلة«.
وقال وانغ يي في العاصمة اليونانية أثينا التي وصل إليها أمس بزيارة رسمية »مع أنّ موقف بكين متّسق تماماً، إلا أنّ مفتاح حلّ مشكلة شبه الجزيرة الكورية ليس بيد الجانب الصيني«، مضيفاً بأنّه »مع ذلك فإننا نواصل جهودنا لإحياء الحوار، ساعين إلى إحلال السلام في شبه الجزيرة وفي المنطقة«.
وأعاد وزير الخارجية الصيني إلى الذاكرة »بأنّ بكين طرحت مؤخراً مبادرة إقليمية، تقتضي تجميد بيونغ يانغ برنامجها النووي مقابل وقف المناورات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة«، مشيراً إلى أنّ »هذه المبادرة تتلقى دعماً متزايداً في العالم«.
وتابع وانغ يي: »كفانا تصريحات احتجاجية من قبل الدولتين الكوريتين، فنحن بحاجة اليوم إلى خطابات سلمية«، مؤكداً »تمسُّك الصين بموقفها المسؤول المتمثل بمواصلة الحوار مع جميع الأطراف المعنية من أجل تسوية الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية«.
على صعيد آخر، أكد وزير الأمن القومي الأميركي جون كيلي »أنّ بلاده لا تملك منظومات دفاعية قادرة على حمايتها كلياً من ضربة نووية مكثفة محتملة«.
وقال كيلي خلال مقابلة مع قناة »CNN« في معرض إجابته على سؤال حول مدى قدرة الولايات المتحدة على حماية برّها الرئيسي من ضربات نووية محتملة من قبل كوريا الشمالية أو دولة أخرى، قال: »من الواضح أنّ في العالم توجد دول لديها كميات كبيرة من الأسلحة النووية، وهي قادرة على التغلب على أية دفاعات نستطيع نشرها، على سبيل المثال، واحدة من تلك الدول هي روسيا«.
وعند تطرّقه إلى مدى خطورة صواريخ كوريا الشمالية على أمن الولايات المتحدة، قال كيلي: »توجد لدي معلومات بهذا الخصوص، لكنها سرية«.
وأضاف: »في اللحظة التي سيكون فيها لدى كوريا الشمالية صاروخ قادر على الوصول للولايات المتحدة ويحمل رأساً حربياً نووياً، ستصبح هذه البلاد أميركا عرضة للخطر الجدّي«.
وفي ردّه على سؤال متى ستحدث مثل هذه المعادلة، كشف كيلي أنّ »الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعمل على حلّ هذه القضية بصورة جدية قبل ولايته الرئاسية الثانية«، من دون أن يوضح كيفية ذلك.
في سياق آخر، كشف مصدر في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بأنّ »غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، سيمثل الاتحاد الروسي في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية«.
ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن جلسة خاصة على مستوى وزراء الخارجية، بشأن كوريا الشمالية، يوم 28 نيسان الحالي، وذلك بمبادرة من الولايات المتحدة الأميركية.
وقد أكدت كوريا الجنوبية مشاركتها في هذه الجلسة التي ستجرى برئاسة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
ومن المتوقع أيضاً أن يعقد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، مؤتمراً صحافياً في أعقاب الجلسة المذكورة.