ماتيس يقوم بزيارة قصيرة لجيبوتي
وصل وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، لجيبوتي في زيارة قصيرة لهذا البلد الذي يحتل موقعاً استراتيجياً ويستضيف القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة الدائمة في القارة الأفريقية.
والتقى ماتيس أمس، رئيس جيبوتي »إسماعيل عمر جيله« وقائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال »توماس فالدهاوسر«.
وتستقبل قاعدة كامب ليمونييه العسكرية نحو أربعة آلاف عسكري ومتعاقد أميركي بحسب البنتاغون.
وتضطلع بدور محوري في دعم العمليات العسكرية في أفريقيا وخصوصاً في الصومال، كما تُسهم هذه القاعدة العسكرية أيضاً، بدور مهم في دعم العمليات الأميركية في اليمن.
وقال مسؤول أميركي في البنتاغون طلب عدم كشف هويته »بالنسبة إلى وزارة الدفاع، فإنّ كامب ليمونييه وشابلي، مدرج يقع على بعد حوالى 10 كيلومترات تستخدمه الطائرات الأميركية من دون طيار، لهما دور لوجستي أساسي«.
في السياق، تبني الصين حالياً منشآت عسكرية خاصة بها في جيبوتي، وتبدي واشنطن منذ أشهر قلقها لبناء الصين أول قاعدة للدعم العسكري في الخارج على مقربة من كامب ليمونييه، قادرة على استقبال سفن حربية صينية.
يُذكر أنّ مسؤولاً أميركياً في وزارة الدفاع قال في هذا الخصوص »حالياً لا أرى سبباً يمنعنا من التعايش مع الصينيين كما نفعل اليوم مع الفرنسيين واليابانيين، الذين يملكون أيضاً قواعد في المستعمرة الفرنسية السابقة«.
وأوضح أنّّ الأهمية الأولى لجيبوتي »موقعها الاستراتيجي ومن المنطق أن تستفيد البلاد من ذلك بإقامة شراكات عدة«.
وتقع جيبوتي قرب مضيق باب المندب عند منفذ البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، وهو ممر استراتيجي للتجارة العالمية.
وكانت الصين في تشرين الثاني 2015، قد أعلنت نيتها في جيبوتي بناء أول قاعدة لها للدعم العسكري في الخارج.
وقالت بكين في هذا الصّدد »إنها ترغب في دعم الجنود الدوليين في أفريقيا وأن تكون قادرة على إجلاء رعاياها من القارة في حال نشوب أزمة ودعم أنشطتها لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال«.
واستثمرت الصين بقوّة في جيبوتي، حيث موّلت قسماً كبيراً من المشاريع الكبرى »موانئ وسكك حديد وأنابيب نفط وغاز« وغيرها من المشاريع التي أطلقها الرئيس غيله.
لكنّ منتقدي الصين يتّهمونها بأنها »تسعى إلى أن تشكل في المحيط الهندي مجموعة موانئ لها فيها مصالح مباشرة تشمل إضافة الى جيبوتي، غوادار في باكستان أو بورت سيتي في كولومبو بسريلانكا«.
أمّا الحضور الأميركي في جيبوتي فبدأ بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 لـ »دعم عمليات واشنطن ضدّ القاعدة وطالبان في أفغانستان«، لكنّ هذا الانتشار الذي وصف في حينها بـ«المؤقت« ثبت واتسع ووقعت واشنطن في 2014 عقد إيجار جديد لمدة 20 سنة.
وثمة منشآت عدة قيد البناء في القاعدة الأميركية التي تبلغ مساحتها حوالى 240 هكتاراً وتقع في جوار مدرج الهبوط في مطار جيبوتي الدولي.
وتدفع الولايات المتحدة إيجاراً لهذه المنشآت يناهز 65 مليون دولار، بحسب مسؤول عسكري أميركي.