الرسالة تصل… هذه هي موجبات الحرب ضدّ الإرهاب
ماجد حنا
من دون سابق دعوة، امتلأ مسرح المدينة بالقوميين الاجتماعيين والمواطنين، فللمرة الأولى، منذ بدء الحرب على الشام قبل 6 سنوات، يكشف الحزب السوري القومي الاجتماعي جانباً من الدور الذي يؤدّيه نسور الزوبعة على جبهات القتال كافة، من السويداء ودرعا إلى تدمر وحمص والحصن، إلى حماة وحلب واللاذقية وكنسبّا وكسب، إلى كلّ منطقة سورية تشهد قتالاً ومواجهات، حيث يسطّر القوميون الاجتماعيون ملاحم عزّ وبطولة، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري وقوى المقاومة.
شارع الحمرا امتلأ بالقوميين، هذه ثلة، وذاك فصيل، وتلك مجموعة، جميعهم ينتظمون في صفوف بديعة النظام عند مدخل قاعة الاحتفال.
إيعاز فتحيّة، للوفد المركزي الذي وصل عند السابعة إلا بضع دقائق، دخل الوفد الى القاعة وملأ الصف الأمامي، وعلى عكس الاحتفالات العامة، جلس الحضور بانضباط تامّ، والشاشة تعرض صور الشهداء، وما هي إلاّ دقائق معدودة حتى أطلت عريفة الاحتفال مرحبة بالحضور، وداعية إلى الوقوف للنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي ثم دقيقة صمت تحية للشهداء، وبكلمات بيّنات أوضحت طبيعة الاحتفال.
ثمّ أخلت عريفة الاحتفال المنبر، فتقدّمت رفيقة أخرى، إنها واحدة من الرفيقات المنخرطات في تشكيلات نسور الزوبعة، حيّت الحضور «تحيا سورية»، ثم تحدّثت عن تجربتها، ومشاهداتها، وكذلك فَعَل مقاتل آخر من نسور الزوبعة، تحدث عن التجربة والدور والإرادة والإصرار والشجاعة، في ساح الجهاد وميادين القتال، تفاعل الجمهور تصفيقاً وهتافاً، مع كلّ كلمة كان ينطق بها النسور الأبطال.
أما الجانب الذي تمّ الكشف عنه فواضح أنه خضع لرقابة دقيقة ومشدّدة، من قبل الإعلام الميداني، فالمشاهد المصوّرة التي عرضت للمرة الأولى، هي لمعارك خاضها نسور الزوبعة ضدّ المجموعات الإرهابية، في مناطق مختلفة، وجرت بين شارع وآخر، وبين بناء وآخر، ومَن شاهد العرض أدرك أنّ مواجهات حصلت بالسلاح الأبيض بين النسور والإرهابيين، لم يشأ «الرقيب» إظهارها، ربما لأنه يحضّر لعروض مقبلة تظهر جوانب أخرى عديدة من الدور الكبير والمميّز الذي يؤدّيه الحزب السوري القومي الاجتماعي في محاربة الإرهاب ورعاته.
بعناية، تمّ اختيار مسرح المدينة في شارع الحمرا ليكون مكاناً لعرض وثائقي بالصوت والصورة عن بطولات القوميين، فالمسرح جارُ الويمبي، حيث أطلق خالد علوان قبل ثلاثة عقود ونيّف رصاصاته مردياً عدداً من ضباط العدو اليهودي، ومفتتحاً معركة تحرير بيروت وطرد المحتلين. وهذا ما بيّنه عميد الدفاع في كلمته، حيث أعاد الإرهاب إلى منشئه، فاعتبر أنّ كلّ الإرهاب المتعدّد الجنسيات الذي يقتل ويدمّر على أرض الشام، هو صنيعة «إسرائيل» وأميركا.
جسّد الوثائقي، واقع المعارك القاسية التي يخوضها نسور الزوبعة، تلمّس الحاضرون جانباً من بطولات القوميين وإقدامهم وشجاعتهم وهم الذين يفتدون أمتهم ونهضتهم بالدماء… وحضر الشهداء بقاماتهم ووصاياهم وابتساماتهم، وهم يحفّزون الرفقاء على مواصلة مسيرة النهضة صراعاً ومقاومة. ومع وصية كلّ شهيد يدوّي الهتاف يا أبناء الحياة.
الكلمة الفصل والتي حملت في متنها رسائل عديدة كانت لعميد الدفاع زياد معلوف الذي تحدّث عن موجبات الانخراط في المعركة ضدّ الإرهاب، وصحة رؤية الحزب وخياراته مذكّراً بأنّ التحالف الاستراتيجي مع الشام الذي بدأ مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، ويستمرّ مع الرئيس بشّار الأسد تعمّد بالدم على أرض لبنان في مواجهة العدو الصهيوني.
وبوضوح تامّ حرص العميد على إظهار دور الحزب في مقاومة العدو اليهودي وفي إسقاط مشاريع التقسيم والتفتيت التي استهدفت لبنان.
رسالة واضحة ظهّرها الاحتفال وأكدها العميد ومفادها أنّ الحرب التي نخوضها ضدّ الإرهاب ورعاته خيار استراتجي وهي ليست دفاعاً عن وحدة الشام وحسب، بل دفاعاً عن كلّ أمتنا، كما أنه لم يغفل تحذير الذين لا زالوا يتوهّمون بمشاريع التقسيم والفدرلة في لبنان، مؤكداً أننا كما أسقطناها في السابق سنسقطها اليوم وغداً وفي كلّ حين.
ما هو مؤكد أنّ العرض نجح في إيصال الرسالة.