جنون ترامب… والحرب إن وقعت!
ستيفن صهيوني
المشهد الدولي اليوم يشبه إلى حدّ كبير المشهد ابان الحرب العالمية الثانية، حيث نشهد تصعيداً عسكرياً في الاقتصاد والسياسة من جهة الأميركيين وحلفائهم، وقد بدا واضحاً أنه ومنذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو يرفع من وتيرة التصعيد ضدّ حلفاء روسيا، كوريا الشمالية وسورية وإيران ، ما يجعل الروسي مضطراً لمقابلة التصعيد بمثله.
وعلى تعدّد مناطق الصراع الدولي من كوريا الشمالية إلى أميركا اللاتنية إلى دول أخرى عديدة، فإنّ سورية هي الموقع المحوري في هذا الصراع الدولي المحموم، وواضح أنّ الميدان السوري المشتعل يشهد تقدّماً كبيراً للجيش السوري وحلفائه، ولذلك صعّدت أميركا وعملائها ضدّ سورية، فكانت مسرحية الكيميائي في خان شيخون ذريعة لقصف مطار الشعيرات في حمص، بهدف تحقيق أمرين: الأول رفع معنويات المجموعات الإرهابية على الأرض، وثانياً إظهار أنّ الإدارة الأميركية الجديدة صارمة وقوية.
وسبق القصف الأميركي لمطار الشعيرات، هجوم الإرهابيين على مناطق في ريف حماة وريف دمشق، وهو الهجوم الذي امتصّه الجيش السوري بهجوم معاكس ما أفشل أهداف الإرهابيين ورعاته.
الولايات المتحدة ومنذ اليوم الأول للحرب على سورية وهي تدعم المجموعات الإرهابية على اختلاف تسمياتها وهو دعم مالي وعسكري وإعلامي، وقبل أيام أقرّ البنتاغون الأميركي أنّ بلاده تدفع رواتب لكلّ مقاتل، والمقصود طبعاً الذي يقاتلون الدولة السورية.
لكن، على ما يبدو فإنّ أميركا تتعثر في تحقيق أهدافها على الأرض السورية، وكلّ التصعيد الذي تمارسه لا يصرف في ميادين القتال، كما أنّ تصعيدها في مناطق أخرى من العالم، قد لا تكون له نتائج مريحة، وإذا أخذنا كوريا الشمالية نموذجاً، فإنّ الردّ الكوري الشمالي حتى الآن أقوى من كلّ التصعيد الأميركي ضدّ هذا البلد، وهذا ما يدلّل على أنّ كبح جنون الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنْ لم يكن في كوريا الشمالية، أو فنزويلا، فإنه سيكون حتماً على الأرض السورية.
أن يقود هذا الجنون إلى حرب عالمية ثالثة، فهي ستكون حرباً مدمّرة، والجميع سيدفع الثمن غالياً.
قد تقع الحرب أو لا تقع، لكن ما هو مؤكد أنها اذا وقعت لن تكون إقليمية إنما حرباً عالمية تغيّر خارطة العالم بشكل كامل.