بعد وقاحة قصف منطقة القنيطرة بالصواريخ: نتن ياهو يعلن ان النووي الإيراني يزيل «إسرائيل»

اياد موصللي

اعلن نتن ياهو بالأمس أنّ امتلاك إيران سلاحاً نووياً يعني القضاء على «إسرائيل» وإزالتها من الوجود..

وأكرّر هنا مقولة الأديب سعيد تقي الدين: «أفصح ما تكون القحباء عندما تحاضر بالعفاف…» وما أوقح من نتن ياهو إلا نتن ياهو نفسه.. يعطي التصريح على وقع صدى صواريخ إسرائيلية تسقط على موقع لقوات الدفاع السورية في منطقة القنيطرة.. معتد يخشى الاعتداء عليه.. وهذا ينطبق عليه القول: «لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة الا من يعانيها…» ومن أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ… لذلك نرى قادة الكيان الذي قام على العدوان منطلقاً من فكر إيماني بوحدانية الوجود وأحقية امتلاك ما يريدون فكتبهم المخولة والمنسوب للسماء قائمة على تعاليم العنف والقوة ووحدانية الوجود… ففي بروتوكول حكماء صهيون المجلد الأول يقول:

«عقيدة هذا الشعب المختار انه يستطيع ان يفسد العالم ويعطله ويخرّبه ويقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً داوودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره وما الأمم والشعوب إلا حيواناً متخلفة العقل والذهن…»

وقال المسيح عنهم: «احذروا هؤلاء المرابين اليهود فإنهم يؤسّسون لمملكة الشيطان…»

يخشى نتن ياهو ان تمتلك إيران سلاحاً نووياً لأنه يهدّد وجودها وتحرّض على إيران فيما المفاعلات النووية الإسرائيلية تعمل مخالفة جميع القرارات والقوانين والأنظمة الدولية ولا تتقيّد بالاتفاقات وترفضها ثم تبدي قلقها من ان يفعل غيرها جزءاً مما فعلت، وإنما ترى «إسرائيل» نفسها كما يقول الوصف العامي في بلادنا هي: «فرفور وذنبها مغفور».

تخشى العنف لأنها تعرف طعمته وآثاره التي جرّبتها واستعملتها.

وبعد إعلان وقف القتال بين اليهود وبين سكان المنطقة قامت عصابة أرغون بقيادة مناحيم بيغن الذي صار في ما بعد رئيسا لوزراء «إسرائيل» وصافحه السادات بعد زيارته الشهيرة الى إسرائيل… قاموا بذبح 254 شخصاً في دير ياسين، معظمهم نساء وأطفال وشيوخ، وبقروا بطون النساء الحوامل بعد الاغتصاب، وقطعوا الأيدي، وسلبوا الاموال، وأشار الصليب الأحمر في تقرير وضعه الطبيب جاك دي رينير الممثل الرئيسي للجنة الصليب الأحمر الدولية في القدس وصف فيه المذبحة قائلاً: «وصل جاك دي رينير الى القرية في اليوم الثاني وشاهد عملية التطهير حسب تعبير أحد الإرهابيين اليهود، التي تمّت بالبنادق الرشاشة وبعد ذلك بالقنابل اليدوية، وأنجزت بالسكاكين. لقد قطعوا رؤؤس بعض الضحايا وشوّهوا 52 طفلاً أمام أعين أمهاتهم، وبقر الإرهابيون اليهود بطون 25 امرأة حاملاً وشقوا أرحامهم وذبحوا الاطفال أمام أعين أمهاتهم.

كما ذكر ضابط في الهاغانا وهو الكولونيل مائير باحيل بعد انسحابه من الجيش عام 1972 عن مذبحة دير ياسين في حديث له نشرته جريدة «يديعوت احرنوت» الإسرائيلية:

«خرج رجال عصابة الارغون، ليهي LEHI من مخابئهم وشرعوا بتنظيف البيوت وقتلوا كلّ من رأوه من الرجال والنساء والأطفال، ولم يحاول القادة إيقاف المذبحة، كان السكان يؤخذون الى مقلع الحجارة الواقع بين دير ياسين وجينعات شاؤول ويقتلونهم هناك بدم بارد».

ويصف قائد وحدة الهاغانا واسمه «زفي انكوري» في حديث مع صحيفة «دافار» اليهودية: «دخلت ستة او سبعة بيوت فرأيت أعضاء تناسل مقطوعة ومعدات نساء مسحوقة وحسب علامات الإطلاق على الأجساد، كانت العمليات قتلاً مباشراً.

وكتب البرت انشتاين مع يهود آخرين رسالة الى صحيفة «نيويورك تايمز» 1948 انتقدوا فيها وندّدوا ببيغن لانه نشر علناً مذهب الدولة الفاشية ووصف مذبحة دير ياسين كما يلي: هاجمت عصابات إرهابية في التاسع من ابريل/ نيسان هذه القرية المسالمة وقتلوا جميع سكانها 240 رجل وامرأة وطفل واحتفظوا ببعض الأحياء ليعرضوهم في شوارع القدس. وكان الإرهابيون فخورين بهذه المجزرة دون حياء او خجل .

ويتباهى مناحيم بيغن بأهمية هذه المذبحة في كتابه الثورة. حكاية الارغون وكتب يقول: «ما كانت إسرائيل لتقوم لولا الانتصار في دير ياسين».

هذا المحرّض على القتل الجماعي، أصبح في ما بعد رئيساً لوزراء «إسرائيل» ومنح جائزة نوبل للسلام.

ونريد من هذا العرض ان نعيد الى الجيل الجديد ولمن نسي من الجبل المعاصر لأحداث فلسطين وبعضاً مما جرى في دير ياسين ليتذكّر أولئك الذين يرون في «إسرائيل» صديقاً وحليفاً ضدّ سورية والعراق حيث شربوا معاً من ثدي الخيانة ينادون بالعروبة والتحرير وهم نيام على وسائد العار المصنوع من نسيج الذل ويقرأون علينا دروس الوطنية ويرون في مواقف المقاومة خطأ يجب تصحيحه…

بعد كلّ هذا عرفنا المدرسة التي تدرّب فيها الإرهابيون الذين جاؤوا الى بلادنا وعرفنا من يدعمهم ونوعية الأعمال التي يقومون بها والمذابح التي يرتكبونها متسترين بالدين..

نقول لنتن ياهو.. خوفك من إيران ناتج عما تحفظه من صور للجرائم التي ارتكبتها وسواك من قادة وأصحاب قرار بحيث صدق فيكم القول: «يكاد المريب يقول خذوني». لا نتمكن في هذه العجالة من تعداد ارتكاباتكم على بشاعتها ووحشيتها وذكرى مذبحة قانا لم تبعد عنها كثيراً..

انّ سلاح إيران والمقاومة وسورية والعراق سلاح ردع لا سلاح غدر وسلاح حماية لا سلاح سوء النوايا.. خشيتكم هي من وضع حدّ لأطماعهم لا لوضع حدّ لحياتكم وكلاهما حق شرعي لشعبنا في محاسبتكم، لا سيما انّ عدوانكم لم يتوقف لأنّ أفكاركم واعتقاداتكم مبنية على ذلك، هل نسيتم مذابح شرافات، قبيا، كفرقاسم، السموعي، صبرا، شاتيلا، قانا.. عيون قارة، الأقصى، الحرم الابراهيمي، جباليا، غزة… وكثير مما جرى في عدوان 1948.

لم يقل لكم أحد في العالم ما احلى الكحل في عينيك يا إسرائيل وكلما تقدّم الزمن استمرّت أعمالكم الإجرامية وحركتكم التوسعية، وازدادت اعمالكم الإرهابية والمذابح والتدمير وإتلاف المزروعات. كلّ ذلك تبرّرونه بأكذوبة «الدفاع عن النفس»…

تبدون الخوف من سلاح نووي لدى إيران ومن نمو المقاومة وجهوزية سلاحها ناسين دوركم في الحرب الأهلية والأحداث الداخلية التي صنعتموها بأنفسكم وكما يقولون في بلادنا نقول من فمك ندينك يا إسرائيل في مذكرات موشى شاريت 1955 يصف ما قمتم به باللاأخلاقية خاصة أعمال بن غوريون.

وتستشهد الكاتبة اليهودية «ليفاروكاخ» بيوميات شاريت في كتابها إرهاب إسرائيل المقدس وتبيّن تلك المذكرات كيف فجرت «إسرائيل» عن عمد الحرب الأهلية اللبنانية من اجل تحقيق مطامحها.

وصفت هذه اليوميات خطط «إسرائيل» لنسف الاستقرار في لبنان وهي الخطط التي نفذت في حرب عام 1978 وتنفذ الآن في الشام… ويقول شاريت انّ الخطة وضعت في مجلس الوزراء خلال اجتماع سري، وانّ واضع الخطة هو موشى دايان وزير الدفاع، وتهدف الخطة لإثارة حرب أهلية في لبنان تتخذها «إسرائيل» ذريعة لدخول لبنان وضمّ أراض وادّعاء حقوق لها في مياه الليطاني.

ويصف الكاتب الأميركي ديفيد ديوك في كتابه «الصحوة» النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية تلك الفترة فيقول في الصفحة 309:

«في الغزو الإسرائيلي الثاني للبنان عام 1982 قتل 30.000 ثلاثون الف شخص وطرد حوالي نصف مليون من بيوتهم وعاثت القوات الإسرائيلية تخريباً في مدينة بيروت… وقامت المدمّرة الأميركية «نيوجرسي» بإطلاق قذائفها على بعض المدن اللبنانية، انّ تورّط الولايات المتحدة في حرب «إسرائيل» ضدّ لبنان عام 1982 دمّر ما تبقى من موثوقية للولايات المتحدة الاميركية… وراح ضحية هذا التورّط 300 من جنود البحرية الأميركية المارينز وذبح اكثر من ألف امرأة وشيخ وطفل في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين وكان الجنرال أرييل شارون مسؤولاً عن تلك المجزرة».

نحن لا نخفي استعدادنا ونربّي أجيالنا على فهم قضيتهم ومعرفة عدوهم من منطلق الإيمان: «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في حقنا وديننا ووطننا إلا اليهود».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى